586- نشيد الأناشيد عظة (4)
تكملة هل نشيد الأناشيد
رسالة من الملك سليمان موجهة إلى عشيقة له؟
(14/2/2024م)
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (586) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب:
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
إلهنا الحي المحب وأبونا الطيب الحنان أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. ولك كل المجد. آمين.
(3) أحبائي لقد ذكرت في الحلقات الماضية بعض الاعتراضات التي قامت ضد هذا السفر من أحبائنا المسلمين،
(4) وحلقة اليوم هي تكملة للحلقة السابقة للرد على اعتراض مثار حول هذا السفر مؤداه: هل صحيح أن نشيد الأناشيد رسالة من الملك سليمان موجهة إلى عشيقة له؟
*******
ولقد توقفنا في الحلقة الماضية عند النقطة:
(5) ثالثا: العلاقة الفائقة:
فقد يقول قائل: إن نشيد الأناشيد يتكلم عن علاقة بين عروس وعريس، فكيف يكون هذا موضوع سفر موحى به من الله؟
الإجابة:
- قلنا أن سفر النشيد يمثل العلاقة الحبية المقدسة بين الله والنفس البشرية المتيَّــمة بعشقه،
- هذه العلاقة الحبية قد وُضِعَت في قالب مجازي بليغ، قالب العلاقة الشرعية التي تُوَحِّدُ وتؤلف بين العريس وعروسه.
- فشبهت النفس البشرية بعروس وشبه الله بالعريس. وهذا ما قاله يوحنا المعمدان: "من له العروس فهو العريس" (يوحنا 3: 29)
- وبولس الرسول قال: "خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو11: 2).
- وبنفس الصورة البليغة كانت علاقة رابعة العدوية المتصوفة المسلمة بالله،
- إذ يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي عنها في كتابه [شهيدة العشق الإلهي: ص 26] "لقد بدأت رابعة تستشعر الحب لله، تنذرت نفسها لهذا المحب الأسمى"
- ويواصل حديثه قائلا: "وعما قليل ستُعْلِن خِطبتُها إليه،
- [ويكمل حديثه قائلا]: ولعل ذلك يفضي في النهاية إلى الزواج الروحي بينها وبين الله" [هذا ما قاله الدكتور بدوي المسلم]
- لاحظ أن لا يؤخذ الزواج هنا بالمعنى الجنسي بل بالمعنى المجازي وهو الالتصاق والاتحاد بالله.
- وهذا ما نسميه في المسيحية بالزيجة الروحانية.
- فهذه العلاقة الحبية هي موضوع الشعر الصوفي عموما، وموضوع سفر نشيد الأناشيد على وجه الخصوص.
- هناك تشبيهات، واستعارات، وكنايات، ورموز، لو أُخِذَتْ بالمعنى الحرفي فَـقَـدَت معناها الروحي السامي.
(6) وبعد كل ماسبق إيضاحه قد يقفز إلى ذهن أحدهم تساؤل وهو: أليس ما يقال عن الحب الإلهي أو العشق الإلهي إنما هو بدعة في الدين؟
- أجيب أن هذا ليس صحيحا، وأسوق إليه كلمات:
أـ رجل مسلم متمسك بدينه هو الأستاذ مأمون غريب في (كتاب رابعة العدوية في محراب الحب الإلهي ص 19 وص 80) حيث يقول: "لم يكن الصوفية مبتدعين وهم يريدون من تعبدهم لله أن تشرق عليهم الأنوار الإلهية". ... "فالحب الإلهي إذن هو غاية الصالحين، وليس بدعة أو اختراع".
ب ـ واسمع الدكتور علي صافي حسين في كتابه (الأدب الصوفي في مصر 221) يقول: "وكان ذو النون المصري الشاعر الصوفي يتحدث في شعره عن العشق الإلهي أو المحبة الربانية".
- ومن أمثلة شعر العشق الإلهي أو الحب الرباني في المسيحية ما كتبه المتنيح البابا شنودة الثالث في (كتاب انطلاق الروح) قصيدة "همسة حب" أقتطف بعض أبياتها:
** قلبي الخفاق أضحى مضجـعك ** في حنايا الصدر أخفي موضـعك
** قد نسيت الأهل والأصحاب بل ** قد نسيت النـفس أيضا في هواك
** قد نسـيت الكل في حبـك يا ** متـعة القـلب فلا تنـسى فتـاك
- وهناك العديد من الأناشيد الدينية أو ما يعرف بالترانيم والتراتيل الروحية، منها:
** وحـدك يا يسـوع ** وليس سـواك
** أحـبـك وحـدك ** ولا حدش وياك
** في العمق في هيام ** وفي العلا أحلام
** في الصحو والمنام ** أسعد أنا برؤياك
(7) هناك أمر هام يحتاج إلى توضيح وهو: هل لابد للمؤمن العادي الذي لم يصل إلى مستوى التصوف أن يمارس هذا العشق الإلهي في علاقته مع الله؟ أم أن تلك درجة بعيدة المنال؟
أوبتعبير آخر: هل العشق الإلهي قاصر على المتصوفين فقط؟ أم أنه أمر مستطاع لأي مؤمن عادي؟
الإجابة:
- رغم أن العشق الإلهي هو درجة سامية في العلاقة مع الله، لكنه يمكن أن يبدأ في حياة المؤمن العادي عندما ينفتح قلبه لمحبة الله.
- هذا الحب الذي قال عنه الكتاب المقدس (مت22: 37) "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك". وهذا بالتأكيد في مقدور الإنسان.
- والواقع إن الحب ينبغي أن يكون ركيزة العبادة لله، فالعبادة في مفهومها هي أسمى درجات الحب كما نقول في لغتنا الدارجة: "أن فلان يحب فلانا لدرجة العبادة"، أي أنه بالحب يلتصق به ولا يستطيع عنه فراقا.
- إذن ما الذي يمنع الناس من التمتع بهذا العشق الإلهي في علاقتهم مع الله؟
- الواقع أن المشكلة الأساسية في قصور الإنسان عن إدراك أبعاد العلاقة مع الله، تكمن في أن الدين أصبح عند العامة مجرد فروض وواجبات روتينية، دون علاقة حبية بين القلب وبين الله.
- وهذا ما عبَّر عنه الكتاب المقدس في (مر7: 6) "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيدا وباطلا يعبدونني"
- لأن العلاقة مع الله هي أساسا علاقة حب متبادل، كما يقول الكتاب المقدس (1يو4: 8): "الله محبة، فمن يحب يعرف الله ومن لا يحب لا يعرف الله"
- والواقع أن الله سهَّل علينا الطريق إذ بدأ هو بالحب، وأصبح حبُّنا لله هو مجرد رد فعل طبيعي لمحبته لنا فالكتاب المقدس يقول (1يو4: 19): "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا"
- فهل تريد يا عزيزي المشاهد أن تراجع علاقتك بالله؟ إن كانت هي مجرد عبادة الفرض؟
- أم تريد أن تكون علاقتك مع الله علاقة حبية من الآن.
- قل له يارب علمني أن أحبك، واسكب حبك في قلبي، حتى أستطيع أن أحبك.
# وسنتعرف على المزيد من هذه العلاقة المقدسة بمشيئة الله، حيث نبدأ سلسلة جديدة عبارة عن شرح وتفسير وتأملات وعظات من سفر نشيد الأناشيد في الحلقات القادمة.
******
(8) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(9) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(10) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
والفرصة متاحة لمن يريد أن يشارك بالصلاة لأن اليوم موعد إجتماع الصلاة الشهري.
(فرصة للصلوات)
(11) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(13) البركة الختامية:
محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين