514ـ تفسير سفر الرؤيا [22]
(رؤ1: 9)
الأربعاء 21/9/2022م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (514) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) تكلمت في حلقة سابقة عن: تفسير (رؤ1: 9). ولم يسعفنا الوقت لمناقشة أجزاء الآية كلها.
(4) واليوم نستكمل الأجزاء الباقية.
(5) اسمحولي أن نلخص ما قلناه لنكمل عليه:
الآية: (رؤ1: 9).
"انا يوحنا اخوكم/ وشريككم في الضيقة/ وفي ملكوت يسوع المسيح/ وصبره/ كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس/ من اجل كلمة الله/ ومن اجل شهادة يسوع المسيح"
******
(6) أولا: انا يوحنا اخوكم:
- يتكلم الرسول يوحنا بكل تواضع، يشعر بالأخوة للجميع، ولا يتعالى عليهم.
- إنها سمة الاتضاع وإنكار الذات هي العلامة المميزة لأتباع المسيح.
- فقد قال الرب يسوع لتلاميذه: (مت11: 29) "احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم"
- ومكتوب أيضا في: (مر8: 34) "من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني"
- ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول في: (غل2: 20) "مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لاجلي"
(7) ثانيا: وشريككم في الضيقة:
هناك عدة زوايا لهذا الكلام:
- حتمية الضيقة لكل المؤمنين.
- موقف إبليس من ضيقة المؤمن.
- موقف المؤمن من الضيقة.
- موقف الله من ضيقات المؤمن.
[1] حتمية الضيقة لكل المؤمنين:
- قال السيد المسيح في: (يو16: 33) "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم"
[2] موقف إبليس من ضيقة المؤمن:
- أسلوب إبليس هو أنه يُصور لنا أن الله تخلى عنا بسبب أنه تركنا في الضيقة،
- ولكن المسيح علمنا أن الرد على إبليس هو: أنه ليس بحل المشكلة يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله.
- وهذا يقودنا إلى معرفة:
[3] موقف المؤمن من الضيقة:
- المؤمن يتقبل من الرب الضيق والألم والتجربة بفرح: (يع1: 2 - 4) "احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا. واما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء"
- والمؤمن يضع الله بينه وبين الضيقة فينتصر.
- أما غير المؤمن فإنه يضع الضيقة بينه وبين الله فينهزم. فيشكو ويتذمر. وبهذا يرفض أن يفتح الله عينيه على التعزيات وعلى أسرار محبته.
[4] موقف الله من ضيقات المؤمن:
- يقول المرنم في: (مز34: 6) "هذا المسكين صرخ والرب استمعه ومن كل ضيقاته خلصه"
- وجاء في: (اي36: 16) "وايضا يقودك من وجه الضيق الى رحب لا حصر فيه ويملا مؤونة مائدتك دهنا"
- وفي: (مز46: 1) "الله لنا ملجا وقوة عونا في الضيقات وجد شديدا"
[5] بركات الضيقة:
- نرى أن الله يكافئ يوحنا على احتماله وصبره بأنه قد فتح عينيه على أسرار السماء.
- فنحن عن طريق الألم والصليب نشترك مع المسيح في صليبه وبالتالي في مجده (رو17:8) "فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه"
(8) ومن هنا نبدأ تأملاتنا اليوم:
(9) ثالثا: [وشريككم] في ملكوت يسوع المسيح:
- قال يعقوب الرسول في: (يع2: 5) "اسمعوا يا اخوتي الاحباء اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه"
- وقال بولس الرسول في: (كو1: 13) "الذي انقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا الى ملكوت ابن محبته"
- وقال أيضا في: (اف3: 6) "ان الامم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالانجيل"
- وأيضا في: (كو1: 12) "شاكرين الاب الذي اهلنا لشركة ميراث القديسين في النور"
(10) رابعا: وصبره:
- وهنا نرى صبر يوحنا في ضيقته وفي منفاه بعد أن عذبه دومتيانوس بإلقائه في الزيت المغلي أولًا ثم نفيه.
- فهل يقول يوحنا أن الله قد تخلى عني أو أنه لا يحبني؟
- بل كان يوحنا في صبره ذا عين مفتوحة على تعزيات السماء التي تصاحب كل من في ضيقة.
- بل رأى هذه الرؤيا العجيبة.
- كما أن أيوب في ضيقته رأى الرب.
- وحزقيال في سبيه رأى الرب على عرشه.
- ويعقوب وهو هارب رأى السلم السمائي.
(11) خامسا: كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس:
- لاحظ قول يوحنا.. كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس = ولم يقل منفيًا أو مطرودًا من دومتيانوس فهذا قد عرفناه من التاريخ، فهو لا يشتكي ضيقته. لكن هذا لمن كان قلبه نقيا فانفتحت عينيه على محبة الله له، وهذا ما عبر عنه بولس الرسول في: (2كو5: 14) قائلا: "محبة المسيح تحصرنا"
- ونلاحظ أن الصبر هو عطية من الله لمن يثق فيه. لقد عانى زكا من قصره. بل ربما كان قصره سببًا في سخرية الناس منه، لكنه كان سببًا في خلاصه.
- والمولود أعمى عانى كثيرًا ولكن تجربته الأليمة كانت سببًا في أنه آمن بالسيد المسيح بعد ذلك وخلص.
(12) سادسا: من اجل كلمة الله:
- كان نفي يوحنا إلى الجزيرة ليس بسبب جريمة ارتكبها حاشا.
- ولكن من أجل كرازته بكلمة الله.
- قال السيد المسيح في: (مر16: 15) "وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها"
(13) سابعا: ومن اجل شهادة يسوع المسيح:
- قال السيد المسيح ي: (لو21: 12) "وقبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم الى مجامع وسجون وتساقون امام ملوك وولاة لاجل اسمي"
******
(14) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(15) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(16) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(17) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(18) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(19) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.