474ـ النضوج الروحي
الأربعاء 1/12/2021م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (474) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) اليوم نتكلم عن: النضوج الروحي والزيجة الروحانية.
- ولم يتسع الوقت لكل الموضوع فأرجأت الباقي إلى اليوم.
- فدعونا نتذكر ما قلته في الحلقة الماضية.
(4) تمهيد:
- تكلمت في الحلقات السابقة عن الامتلاء بالروح القدس، ثم الاتحاد بالله، واليوم نصل إلى قدس أقداس العلاقة مع الله، وهو ما يعرف عند المؤمنين الناضجين بالزيجة الروحانية.
- وينبغي أن لا يؤخذ هذا التعبير بالمعنى الحرفي للزواج، بل بالمعنى البلاغي الرمزي.
- فالزيجة الروحانية مقدسة، هي قدس أقداس العلاقة الحبية مع الله روحيا.
(5) وقلت أن الحديث عن الزيجة الروحانية يشمل الأبعاد التالية:
- مفهوم الزيجة الروحانية.
- جاذبية الحضور الإلهي.
- معطلات الوجود في حضرة الله.
- العشق الإلهي.
- الأشواق الملتهبة.
- الصلاة القلبية: الصمت المقدس.
- ملكة التصور.
- الصلاة الدائمة.
******
(6) أولا: مفهوم الزيجة الروحانية:
نستطيع أن ندرك مفهوم الزيجة الروحانية في علاقة المسيح بالمؤمنين من خلال الحقائق التالية:
[1] ارتباط المسيح بالكنيسة في زيجة روحانية:
- جاء في: (أفسس 5: 32) "هذا السر عظيم هذا أقوله من نحو المسيح والكنيسة".
- وجاء في: (اف5: 25) "ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها"
[2] ارتباط المسيح بالنفس المؤمنة في زيجة روحانية:
- جاء في: (نش4: 10) "ما احسن حبك يا اختي العروس"
- وجاء في: (نش6: 3) "انا لحبيبي وحبيبي لي الراعي بين السوسن"
من هذه الآيات وغيرها نستطيع أن ندرك مدى ارتباط المسيح بالنفس البشرية كارتباط العريس بعروسة، وأردد القول أن المعنى ليس بالمدلول الحرفي للزواج بل بالمدلول المجازي. للتعبير عن مدى الحب والاتحاد الكامل.
(7) ثانيا: جاذبية الحضور الإلهي:
- جاء في: (نش1: 4) "اجذبني وراءك فنجري ادخلني الملك الى حجاله نبتهج ونفرح بك"
- وجاء في: (مز73: 25) "من لي في السماء ومعك لا اريد شيئا في الارض"
(8) ثالثا: معطلات الوجود في حضرة الله:
- التمركز حول الذات: لهذا يلزم أن يعيش الإنسان على مستوى (غل2: 20) "مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في ..."
- رغبات الغرائز الملحة: فقد جاء في: (رو7: 18) "فاني اعلم انه ليس ساكن في اي في جسدي شيء صالح لان الارادة حاضرة عندي واما ان افعل الحسنى فلست اجد"
- إغراءات العالم المحيط: جاء في: (1يو2: 15) "لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم ان احب احد العالم فليست فيه محبة الاب"
- حروب الشيطان الخادعة: جاء في: (2كو11: 3) "ولكنني اخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد اذهانكم عن البساطة التي في المسيح"
(9) رابعا: العشق الإلهي:
في الزيجة الروحانية عشق إلهي مقدس:
[1] من سفر النشيد
- جاء في: (نش2: 5) "اسندوني باقراص الزبيب انعشوني بالتفاح فاني مريضة حبا".
- وجاء في: (نش8: 6 و7) "اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لان المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع ان تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها ان اعطى الانسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا".
[2] مثال: رابعة العدوية: [وبالمناسبة كانت مسيحية]
أحبك حبين: حب الهوى وحبّا لأنك أهل لذاكا
فأما الذي هو حبّ الهوى فَشُغلي بذكرك عمن سواكا
وأما الذي أنت أهلُ له فكشفُك الحُجب حتى أراكا
(10) خامسا: الأشواق الملتهبة:
وفي الزيجة الروحانية أشواق قلب ملتهب بالحب تبغي الشبع:
[1] من سفر نشيد الأناشيد:
- جاء في: (نش1:7) "اخبرني يا من تحبه نفسي اين ترعى اين تربض عند الظهيرة لماذا انا اكون كمقنعة عند قطعان اصحابك".
- وجاء في: (نش3: 1 و2) "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته. اني اقوم واطوف في المدينة في الاسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي طلبته فما وجدته"
[2] من قصائد البابا شنودة: "همسة حب"
- قلبي الخفاق أضحى مضجعك في حنايا الصدر أخفى موضعك
- ليس لي فكر ولا رأي ولا شهوة أخرى سوى أن أتبعك
- قد نسيت الأهل والأصحاب بل قد نسيت النفس أيضًا في هواك
******
(11) سادسا: في الزيجة الروحانية تتخذ الصلوات القلبية منحى آخر هو:
- الصمت المقدس: جاء في: (مراثي أرميا 3: 24 – 28) "نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه. جيد ان ينتظر الانسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب. جيد للرجل ان يحمل النير في صباه. يجلس وحده ويسكت لانه قد وضعه عليه [وضع نيره عليه]".
- وجاء في: (صف3: 17) "الرب الهك في وسطك جبار يخلص يبتهج بك فرحا يسكت في محبته يبتهج بك بترنم"
- الواقع أن العلاقة مع الله ليست بكثرة الكلام، فرأس تتكئ على صدر المسيح تستمتع بنبضات الحب الإلهي.
- جاء في: (يو21: 20)"هو ايضا [يوحنا] الذي اتكا على صدره وقت العشاء ..."
(12) سابعا: ملكة التصور وعلاقتها بالزيجة الروحانية:
[1] ملكة التصور في الكتاب المقدس:
- جاء في: (1اخبار28: 9) "الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الافكار"
- وعن إنحراف ملكة التصور إلى الشر جاء في: (تك6: 5) "وراى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم"
- وعن إعادة ملكة التصور لمسارها الصحيح جاء في: (1اخبار29: 18) "يا رب اله ابراهيم واسحق واسرائيل آبائنا، احفظ هذه الى الابد في تصور افكار قلوب شعبك وأَعِدْ قلوبهم نحوك".
[2] وعن علاقة ملكة التصور بالزيجة الروحانية: اسمحوا لي أن أعطي تشبيها ثم أطبقه روحيا:
- نحن نجتمع معا من خلال برنامج إليكتروني اسمه: (ZOOM) وهناك برامج أخرى مثل: (Skype)
- ومن خلال هذا البرنامج نرى بعضنا بعضا، تماما، كأننا في مشهد محسوس.
- فعلى نفس الغرار هناك برنامج إيماني إسمه: (Heavenype) أقصد التصور (Visualization).
- وقد استخدمه موسى النبي وقيل عنه في: (عب11: 27) "بالايمان ... تشدد كأنه يرى من لا يرى"
- وهذا ما عُبِّر عنه في الكتاب بتعبير "رؤى الله": كما جاء في: (حز40: 2) "في رؤى الله أتى بي الى ارض اسرائيل ووضعني على جبل عال جدا عليه كبناء مدينة من جهة الجنوب"
- ومن خلال هذا البرنامج (أي التصور) نعيش الحقائق الإلهية عمليا كأننا معاينين لها.
- فيصبح لكل تعبيرات العشق الإلهي معنى ومتعة، وعلى سبيل المثال: تصور قول العروس: (نش2: 6) "شماله تحت راسي ويمينه تعانقني".
- قال أحد رجال الله القديسون: "بواسطة تصورنا المناظر التي يصفها الكتاب المقدس نتفرس بعين الفكر في هيئة المسيح الجسدية وفي عجائبه وآلامه، ونستطيع أن نعمل فكرنا في تصور الأمور حسب أوصافها ومدلولاتها فندركها كأننا رأيناها، ونتقدس ونتشبع ونسر ونسعد، ونحن نتأمل بها بفكرنا وتصورنا، إذ نكوِّن بعض التصور لجلال لاهوته".
(13) ثامنا: الزيجة الروحانية ومواجهة وقائع الحياة:
وهو ما يعرف بالوجود الدائم في حضرة الرب:
- الواقع أن علاقة الزيجة الروحانية لا تقتصر على أوقات الخلوة في المخادع، بل ينبغي أن تستمر مع المؤمن في مواجهة الحياة.
- إنها ديمومة الوجود في حضرة الرب من خلال المتعة بصلاة الفكر الصامتة بالروح في كل مكان وزمان.
- جاء في: (لو18: 1) "ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل"
- وجاء في: (1تس5: 17) "صلوا بلا انقطاع".
- يتم ذلك بإشراك الرب الذي نرتبط بقلب محبته في الزيجة الروحانية، فنشركه في كل ما يواجهنا في الحياة اليومية، ونطلب مشورته، ومعونته. آمين.
*******
(14) تدريب روحي:
- واظب على ممارسة متعة رباط الزيجة الروحانية في المخدع، وأيضا في مواجهة وقائع الحياة اليومية.
- واظب على تدريب الصلاة الدائمة: عن طريق رفع القلب بطلبة قصيرة بوعي عميق بحضور الرب قائلا: ياربي يسوع المسيح متعني الآن بحلاوة العشرة معك. آمين.
******
(15) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(16) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(17) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(18) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(19) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(20) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
*******