470ـ النضوج الروحي والاتحاد بالله
(تجسد المسيح في المؤمن الناضج)
الأربعاء 3/11/2021م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (470) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) في الحلقة الماضية كنا نتكلم عن: النضوج الروحي والامتلاء بالروح القدس.
- اليوم نتكلم عن: النضوج الروحي والاتحاد بالله
(5) تمهيد:
- الواقع أن الملء بالروح القدس ليس هو مجرد مياه تملأ إناء.
- وإنما للملء فعالية فائقة إذ يحقق للمؤمن أعظم إمتياز وهو الاتحاد بالله.
- يؤسفني أن أقول أننا ما نجهله نتجاهله، أي ما لا نستوعبه نسقطه من حساباتنا.
- والواقع المؤلم أننا مثل أطفال يستحمون في بركة راكدة ويكتفون بشواطئها المكتنزة، بينما هناك نهر سباحة لا يعبر ذو أبعاد وأعماق.
- جاء في (حز47: 3 - 5) "وعند خروج الرجل نحو المشرق والخيط بيده قاس الف ذراع وعبرني في المياه والمياه الى الكعبين. ثم قاس الفا وعبرني في المياه والمياه الى الركبتين ثم قاس الفا وعبرني والمياه الى الحقوين. ثم قاس الفا واذا بنهر لم استطع عبوره لان المياه طمت مياه سباحة نهر لا يعبر".
- ومعنى "لا يعبر" أي لا يمكن عبوره بالسير على الأقدام، بل يلزم أن يعوم الإنسان على سطحه ليعبره، فأعماقه بعيدة.
(6) في الواقع إن الاتحاد بالله هو نهر السباحة الذي لا يعبر، وهو موضوع حديثنا اليوم، وسيشمل الأبعاد التالية:
- مفهوم الاتحاد بالله.
- الفرق بين إتحاد الله بالمسيح، وبين إتحاد الله بالمؤمن.
- دور المؤمن ليكون متحدا بالله.
- الاتحاد بالله عمليا في حياة المؤمن الناضج.
- نتائج الاتحاد بالله في حياة المؤمن الناضج.
******
(7) مفهوم الاتحاد بالله:
[1] هو اتحاد في روح واحد:
- جاء في: (1كو6: 17) "وأما من التصق بالرب فهو روح واحد".
- وجاء في: (يو17: 21) "ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب في وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني".
- وجاء في: (يو17: 23) "انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني"
[2] مدلول هذا الاتحاد:
هو اتحاد في الطبيعة الإلهية، لا في الذات الإلهية:
1- جاء في: (2بط1: 4) "اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة"
2- فالذات الإلهية أقانيم ثلاثة، فليس من المعقول أو المقبول أن يصبح المؤمن من خلال الاتحاد بالله معبودا أو أقنوما رابعا، حاشا.
[3] أما الاتحاد في الطبيعة الإلهية فله معنى آخر:
1- هو إتحاد في الخصائص الأساسية الإلهية.
2- إذ تقول المعاجم اللغوية واللاهوتية أن معنى طبيعة الأنفس أو الأشياء هي: خصائصها وصفاتها.
(8) الخصائص الأساسية الإلهية هي:
[1] محبة قلب الله الآب:
- جاء في: (1يو2: 15) "لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم ان احب احد العالم فليست فيه محبة الاب".
- وجاء في: (يو16: 27) "لان الاب نفسه يحبكم".
- وجاء في: (رو5: 5) "لان محبة الله – الآب - قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا".
[2] حكمة الإبن الكلمة:
- جاء في: (ام8: 12) "انا الحكمة اسكن الذكاء"
- وجاء في: (1كو1: 30) "ومنه انتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء".
[3] قوة الروح القدس:
- جاء في: (اع1: 8) "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض"
- وجاء أيضا في: (اف3: 16) "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده ان تتايدوا بالقوة بروحه في الانسان الباطن".
******
(9) الفرق بين إتحاد الله بالمسيح، وبين إتحاد الله بالمؤمن:
[1] إتحاد الله بالمسيح: هو إتحاد مباشر:
- جاء في: (كو2: 9) "فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا".
- وجاء أيضا في: (1تي3: 16) "وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد".
[2] إتحاد الله بالمؤمن: هو من خلال المسيح:
- نحن نتحد بجسد المسيح: جاء في: (اف5: 30) "لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه".
- والمسيح متحد بالله فنتحد نحن بالله من خلاله، جاء في: (يو17: 23) "انا فيهم و انت فيَّ ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني"
- وجاء في: (يو1: 16) "ومن ملئه نحن جميعا اخذنا ونعمة فوق نعمة"
- الله تجسد في المسيح، والمسيح يتجسد في المؤمن الناضج.
(10) دور المؤمن ليتحد بالله:
هناك فرق بين البديهيات والواقع المعاش: فعلى المؤمن أن يقوم بما يلي ولا يكتفي أنه يعرفها بديهيا:
- ضبط العتيق مصلوبا ليكون خارج دائرة الاتحاد. جاء في: (رو6: 6) "عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية"
- ضبط الفكر من الطياشة والانشغال بالأمور الكثيرة، والتركيز على المسيح: جاء في: (لو10: 41 و42) "فاجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة، ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها"
- إدراك مفهوم وأبعاد الاتحاد بالله.
- تذكر هذا الامتياز دائما: وجاء في: (2بط3: 1) "هذه اكتبها الان اليكم رسالة ثانية ايها الاحباء فيهما انهض بالتذكرة ذهنكم النقي"
- عدم الاكتفاء بالمعلومة كمعرفة ذهنية، بل المواظبة على ممارسة هذا الامتياز عمليا في الحياة اليومية، جاء في: (تي3: 8) "صادقة هي الكلمة واريد ان تقرر هذه الامور لكي يهتم الذين امنوا بالله ان يمارسوا اعمالا حسنة فان هذه الامور هي الحسنة والنافعة للناس"
- إقتران هذه الممارسة بحياة الصلاة الدائمة كل حين، جاء في: (لو18: 1) "وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل". وفي: (1تس5: 17) "صلوا بلا انقطاع".
- تدريب الحواس للتمتع بهذا الامتياز: جاء في: (عب5: 14) "واما الطعام القوي فللبالغين [أي الناضجين] الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر"
- عدم اليأس، فلن يتحقق هذا الامتياز في لحظة أو ليلة، بل يحتاج إلى إعادة المحاولات ليصبح حقيقة معاشة: جاء في: (2تس3: 13) "اما انتم ايها الاخوة فلا تفشلوا في عمل الخير"
- وأيضا جاء في: (2كو4: 16) "لذلك لا نفشل بل وان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما"
- كذلك جاء في: (غل6: 9) "فلا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل"
- وأيضا في: (2تي1: 7) "لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح"
- توما كمثل: فقد سمع عن معلومة قيامة المسيح، ولكنه لم يدركها، فبادر المسيح بالظهور له وعلمه أن يحيا الحقيقة بالإيمان: (يو20: 29) "قال له يسوع لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا ولم يروا".
******
(11) لضيق وقت الحلقة نرجئ بقية الموضوع إلى الحلقة التالية، وهي عن:
نتائج الاتحاد بالله في حياة المؤمن الناضج:
- النتائج الداخلية.
- والنتائج الخارجية.
******
(16) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(17) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(18) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(19) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(20) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(21) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.