460- المؤمن والخضوع للسلطة (17)
الأربعاء 18/8/2021م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (460) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم عن موضوع "إتباع المسيح"، مرحلة الشباب التي تتميز بالنمو الروحي، وقد تكلمت عن: "النمو في الحكمة" تشبها بالمسيح.
(4) واليوم نتكلم عن: الخضوع للسلطة.
(5) وسوف أتكلم عن:
- أهمية الخضوع للسلطة.
- مفهوم الخضوع للسلطة.
- لمن يكون الخضوع.
- إشكالية الخضوع للسلطة.
- سبب عدم الخضوع للسلطة.
- أسلوب الخضوع للسلطة.
- ماذا لو تعارضت أوامر السلطة مع الكتاب المقدس؟
- ثمر الخضوع للسلطة.
******
أولا: أهمية الخضوع للسلطة:
تتضح أهمية الخضوع للسلطة من الاعتبارات التالية:
- المسيح قدوة فى الخضوع: جاء في: (لو2: 51) "ثم نزل معهما [الوالدين] وجاء إلى الناصرة وكان خاضعاً لهما"
- وهو وصية إلهية مُلزمة: جاء في: (رو13: 1) "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأن ليس سلطان (أى سلطة) إلا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله"
- وسيلة لمعرفة مشيئة الله: جاء في: (عب13: 7) اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم"
- خطورة عدم الخضوع: جاء في: (ام5: 13 و14) "ولم اسمع لصوت مرشدي ولم امل اذني الى معلمي، لولا قليل لكنت في كل شر في وسط الزمرة والجماعة".
ثانيا: مفهوم الخضوع للسلطة:
- الخضوع بمعنى الطاعة: جاء في: (عب13: 17) "اطيعوا مرشديكم واخضعوا لانهم يسهرون لاجل نفوسكم كانهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك بفرح لا انين لان هذا غير نافع لكم"
- الفرق بين الخضوع والخنوع والتمرد: ينبغي أن نميز بين:
- الخضوع: أي الطاعة بكامل الاقتناع، والرضا: جاء في: (عب13: 17) "اطيعوا مرشديكم واخضعوا .."
- الخنوع: الاستسلام في مذلة وقهر: جاء في: (مرا1: 3) "قد سُبيت يهوذا من المذلة ومن كثرة العبودية هي تسكن بين الامم لا تجد راحة قد ادركها كل طارديها بين الضيقات"
- التمرد: رفض الطاعة في ثورة وغضب: جاء في: (1صم15: 23) "لان التمرد كخطية العرافة [السحر] والعناد كالوثن والترافيم لانك رفضت كلام الرب رفضك من الملك"
ثالثا: لمن يكون الخضوع؟
- لسلطة الدولة: جاء في: (رو13: 1- 5) "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة [العليا] لانه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سياخذون لانفسهم دينونة. فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة. افتريد ان لا تخاف السلطان، افعل الصلاح فيكون لك مدح منه. لانه خادم الله للصلاح ولكن ان فعلت الشر فخف لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر. لذلك يلزم ان يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل ايضا بسبب الضمير".
- للآباء الجسديين: جاء في (كو3: 20): ايها الاولاد اطيعوا والديكم في كل شيء لان هذا مرضي في الرب"
- للمدشدين الروحيين: جاء في: (عب13: 17) "اطيعوا مرشديكم واخضعوا لانهم يسهرون لاجل نفوسكم كانهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك بفرح لا انين لان هذا غير نافع لكم"
- للمعلمين الروحيين: جاء في: (كو3: 16) "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وانتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح واغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب"
- الزوجة للزوج: جاء في: (1بط3: 1) "كذلكن ايتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وان كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة"
رابعا: إشكالية الخضوع للسلطة:
يقوم في وجه الخضوع للسلطة إعتراضات كثيرة مبنية على الآيات التالية وغيرها:
- جاء في: (يو8: 36) "فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا"
- جاء في: (مت23: 8) "واما انتم فلا تُـدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة"
- جاء في: (مت23: 10) "ولا تُـدعوا معلمين لان معلمكم واحد المسيح"
- جاء في: (مت23: 9) "ولا تَـدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات"
خامسا: فض الاشتباك:
[1] الإشكالية الأولى: الحرية والخضوع:
- ألم يكن المسيح حرا؟ فكيف كان خاضعا لأمه مريم ويوسف؟ جاء في: (لو2: 51) "ثم نزل معهما [الوالدين] وجاء إلى الناصرة وكان خاضعاً لهما"
- ألم يدعنا الله للحرية؟ فكيف دعانا للخضوع؟ جاء في: (رو13: 1) "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأن ليس سلطان (أى سلطة) إلا من الله"
[2] الإشكالية الثانية: المعلم والمعلمون:
- لو كان المسيح قد قصر التعليم عليه ليكون هو المعلم الوحيد، فلماذا وضع في الكنيسة معلمين؟:
- جاء في: (1كو12: 28) "فوضع الله اناسا في الكنيسة اولا رسلا ثانيا انبياء ثالثا معلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء اعوانا تدابير وانواع السنة"
- وجاء في: (اع13: 1) "وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون برنابا وسمعان ..."
[3] الإشكالية الثالثة: جميعكم أخوة:
- المؤمنون أخوة كأفراد عائلة الله: جاء في: (اف2: 19) "فلستم اذا بعد غرباء و نزلا بل رعية مع القديسين و اهل بيت الله"
- ولكن هذا لا يمنع تعدد الوظائف في الكنيسة: جاء في: (اف4: 11) "وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا والبعض انبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين"
[4] الإشكالية الرابعة: السيد والسادة:
- لو كان المسيح رفض أن ندعو سادة غيره، فلماذا يقبل بولس أن يدعوه سجان فيلبي "سيدي"؟:
- جاء في: (اع16: 30) "ثم اخرجهما [سجان فيلبي] وقال يا سيدَيَّ [بولس وسيلا] ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص"
- وواضح أن بولس وسيلا لم ينهراه لأنه لقبهما "سيديَّ".
- في حين أن بولس وبرنابا رفضا أن يدعوهما أهل لسترة بآلهة: جاء في: (أع14: 11-15) "فالجموع لما راوا ما فعل بولس رفعوا صوتهم بلغة ليكاونية قائلين ان الالهة تشبهوا بالناس ونزلوا الينا. فكانوا يدعون برنابا زفس وبولس هرمس اذ كان هو المتقدم في الكلام. فاتى كاهن زفس الذي كان قدام المدينة بثيران واكاليل عند الابواب مع الجموع وكان يريد ان يذبح. فلما سمع الرسولان برنابا وبولس مزقا ثيابهما واندفعا الى الجمع صارخين. وقائلين ايها الرجال لماذا تفعلون هذا نحن ايضا بشر تحت الام مثلكم ..."
- فينبغي أن ندرك مقاصد المسيح من رفض أن ندعى سادة فلا يريد تسلط سادة اليهود بالتحديد.
[5] الإشكالية الخامسة: الأب والآباء:
- لو كان المسيح منع منعا باتا أن ندعو أحدا أبا لنا، فيما جاء في: (مت23: 9) "ولا تَـدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات"
- فلماذا عنف الفريسيين لمنع الناس عن إكرام آبائهم؟ جاء في: (مت15: 5) "واما انتم فتقولون من قال لابيه او امه قربان هو الذي تنتفع به مني فلا يكرم اباه او امه"
- ولماذا يدعو بولس نفسه أبا لتلاميذه؟ كما جاء في: (1كو4: 15) "لانه وان كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس اباء كثيرون لاني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل"
- ولماذا يخاطب يوحنا الرسول المؤمنية الناضجين بلقب آباء؟ كما جاء في: (1يو2: 13) "اكتب اليكم ايها الاباء لانكم قد عرفتم الذي من البدء ..."
** لهذا ينبغي أن نعرف بالتدقيق مفاهيم الكلمات التي كان يعنيها المسيح، ولا نأخذ كلامه بشئ مطلق، وإنما لكل كلمة قالها مفهومها الذي يقصده في الموضوع الذي كان يتكلم عنه.
خامسا: سبب عدم الخضوع للسلطة:
- الذات: التي لا تريد إلا أن تكون هي مركز الكون، ولا تسمح أن يكون آخر مكرما أو له مركز أسمى منها. لهذا ينبغي للمؤمن أن يختبر قول بولس الرسول في: (غل2: 20) "مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فيَّ ..."
- الكبرياء: الشموخ والتعالي كتعبير خارجي عن تضخم الذات الداخلي، ما أحكم ما قال سليمان الحكيم في: (ام29: 23) "كبرياء الانسان تضعه والوضيع [المتواضع] الروح ينال مجدا"
سادسا: أسلوب الخضوع للسلطة:
- الطاعة: جاء في: (عب13: 17) "اطيعوا مرشديكم واخضعوا"
- الاتضاع: جاء في: (فى2: 3) "لا شئ بتحزب أو بعُجب ، بل بتواضع"
- المحبة: جاء في: (1تس5: 12، 13) "نسألكم أيها الأخوة أن تعرفوا الذين يدبرونكم فى الرب وينذرونكم وأن تعتبروهم كثيراً جداً فى المحبة من أجل عملهم"
سابعا: ماذا لو تعارضت أوامر السلطة مع الكتاب المقدس؟
- ينبغي أن نتصرف بحكمة.
- إفهم مقاصد صاحب السلطة،
- اشرح رؤيتك واقتناعاتك له،
- ابحث عن أرضية مشتركة وبدائل مقبولة.
- إذا فشلت كل الوسائل عليك أن تقبل الخيار الآخر الذي يعرضه صاحب السلطة.
- وهو إن لم تعمل ما يطلبه منك فماذا يفعل بك؟
- قل له: إني خضوعا لسلطانك أنا أقبل الاختيار الآخر عن طيب خاطر، وبكل الحب، مهما كلفني.
- نذكر قبول الثلاثة فتية للاختيار الآخر وهو الإلقاء في الأتون وليس السجود للتمثال، فقالوا للملك: في (دا3: 17) "هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع ان ينجينا من اتون النار المتقدة وان ينقذنا من يدك ايها الملك".
ثامنا: ثمر الخضوع للسلطة:
- التحرر من الإرادة الشخصية: جاء في: (لو22: 42) "لتكن لا إرادتى بل إرادتك"
السلام: جاء في: (عب12: 11) "كل تأديب فى الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن وأما أخيراً فيعطى الذين يتدربون به [أى بالتأديب والخضوع] ثمر بر للسلام"
******
(13) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(14) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(15) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(16) مشاركات:
ربما نحن لا نعرف كيف نشارك، لهذا أضع هذه الاقتراحات أمام الجميع:
- 1- هل حدثك الرب من خلال أي شئ عن خطية أو نعمة أو وعد ...إلخ
- 2- هل أعجبتك آية؟ أو نقطة معينة؟ قل لماذا ببساطة كإنطباعة.
- 3- هل اكتشفت تقصير في أي شئ على ضوء ما سمعت.
- الختام
(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(18) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.