قناة الفادى الفضائية

440ـ إتباع المسيح (1)

الأربعاء 31/3/2021م

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (440) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) انتهينا أيها الأحباء من سلسلة مفاهيم إيمانية، ونبدأ من اليوم سلسلة جديدة عن: إتباع المسيح.

مقدمة:

سيشمل الحديث عن اتباع المسيح الأبعاد التالية:

• أهمية إتباع المسيح.
• مفهوم اتباع المسيح.
• هدف اتباع المسيح.
• شروط اتباع المسيح.
• ثمار اتباع المسيح.
• مراحل إتباع المسيح.

******

(4) أولا: أهمية إتباع المسيح:

تتضح أهمية اتباع السيد المسيح من الأمور التالية فهي:

[1] دعوة ملزمة: كانت دعوة المسيح لكل من اختارهم هي أن يتبعوه. وهذه بعض الأمثلة:

• دعوة متى: (مت9: 9) "وفيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني فقام وتبعه".
• دعوة فيلبس: (يو1: 43) "في الغد اراد يسوع ان يخرج الى الجليل فوجد فيلبس فقال له اتبعني"
• دعوة آخر من تلاميذه: (مت8: 22) "فقال له يسوع اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم"

** فيتضح أهمية إتباع المسيح من الدعوة الملزمة لكل من اختارهم المسيح ليكونوا معه.

[2] الأمر الثاني الذي يوضح أهمية اتباع المسيح هو أنه: ضرورة حتمية لكي يستحق الانسان المسيح: فيتبعه حاملا الصليب: (مت10: 38) "من لا ياخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني"

** كان هذا بخصوص أهمية إتباع المسيح، ونأتي إلى الأمر الثاني وهو:

(5) ثانيا: مفهوم اتباع المسيح:

ويتضح مفهوم إتباع السيد المسيح من الأقوال التالية:

• قال بطرس الرسول في رسالته الأولى: (1بط2: 21) "لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته"
• أي أن نكون مثله، فهدف اتباع المسيح هو أن نتشكل لنصبح على صورة المسيح.
• فبولس الرسول يقول في (غل4: 19) "يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم"
• ويقول أيضا في (رو8: 29): "لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين"
• ويقول كذلك في (2كو3: 18): "ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مراة نتغير الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح".

** كان هذا عن مفهوم اتباع المسيح وهو أن نصير مثله، ونأتي إلى النقطة الثالثة وهي:

(6) ثالثا: هدف اتباع المسيح:

يتضح هدف اتباع المسيح من الآيات التالية:

• أجاب السيد المسيح الشاب الذي سأله: ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟ في: (مت19: 21) "قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني"
• (يو10: 27) "خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني وانا اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولا يخطفها احد من يدي."
• فواضح من هاتين الآيتين أن هدف اتباع المسيح مزدوج: الهدف الأول هو الوصول للكمال المسيحي، والهدف الثاني هو الوصول إلى ميراث الحياة الأبدية.

** كان هذا بخصوص هدف اتباع المسيح، ونأتي إلي النقطة الخامسة وهي:

(7) رابعا: شروط اتباع المسيح:

نستطيع أن نستوضح شروط اتباع المسيح من أقوال السيد المسيح التالية:

• وضح السيد المسيح بعض شروط تبعيته بقوله في: (مت16: 24) "حينئذ قال يسوع لتلاميذه ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني". أحد الشروط إنكار النفس أي إماتة الذات ليحيا المسيح فينا. وشرط آخر هو حمل الصليب أي الاستعداد لتحمل مشقات التبعية.
• ووضح شرطا آخر بقوله في: (مت 8: 21 و22) "وقال له اخر من تلاميذه يا سيد ائذن لي ان امضي اولا وادفن ابي. فقال له يسوع اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم". والسيد المسيح يشير هنا إلى ما قاله في: (مت10: 37) "من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني"
• وهناك شرط آخر وضحه السيد المسيح بقوله في: (مت19: 21) "قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني"، ويشير هنا إلى التجرد من حب الاقتناء.
• وقد يسأل البعض: كيف يعيش المؤمن الذي يتجرد من ممتلكاته؟
• بعد أن يتنازل عن كل ممتلكاته للرب يستطيع أن يستعير من المسيح ما يحتاج إليه ليستخدمه، فيستعير البيت ليسكن فيه وهو يعلم أنه ملك الرب وليس ملكه، ويستعير السيارة ليركبها وهو يعلم أنها ملك الرب وليست ملكه، وهكذا مع كل الأشياء التي كرسها للرب.

** كان هذا بخصوص شروط الاتباع المسيح، ونأتي إلى النقطة الخامسة وهي:

(8) خامسا: ثمار اتباع المسيح:

من تصريحات السيد المسيح نستطيع أن نتعرف على شروط اتباعه:

• وضح السيد المسيح أنه من ثمار اتباعه: الحياة في النور: في (يو8: 12) "ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة"
• ووضح كذلك أنه من ثمار اتباعه: الوجود معه، وأيضا إكرام الآب لمن يتبعه: في (يو12: 26) "ان كان احد يخدمني فليتبعني وحيث اكون انا، هناك ايضا يكون خادمي وان كان احد يخدمني يكرمه الاب"

** كان هذا عن ثمار إتباع المسيح، ونأتي إلى:

(9) سادسا: مراحل اتباع المسيح:

تشتمل حياة المؤمن على عدة مراحل روحية في مسيرة اتباعه للمسيح تشبه تماما مراحل مسيرة حياته الجسدية وهي:

[1] مرحلة التمخض والولادة:

• التمخض: يقول بولس الرسول في (غل4: 19) "يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم"، فلابد أن تبدأ حياة المؤمن بعملية مخاض يتحمل مسئوليتها خادم ممثلا للكنيسة الأم التي تتمخص بالنفوس حتى يتصور المسيح فيها.
• الولادة: يقول بولس الرسول أيضا في (1كو4: 15) "لانه وان كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس اباء كثيرون لاني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل". فبعد فترة المخاض تأتي ساعة الولادة من الروح القدس من رحم الكنيسة على يدي خدامها، من خلال الكرازة بالكلمة، وأيضا معمودية الماء والروح: (يو3: 5) "اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله".

[2] مرحلة الطفولة الروحية: عن هذه المرحلة كتب يوحنا الحبيب في رسالته: (1يو2: 12) يقول:

• "اكتب اليكم ايها الاولاد لانه قد غفرت لكم الخطايا من اجل اسمه"،
• وفي الترجمة التفسيرية يقول: " اكتب اليكم ايها الأولاد الصغار".
• وجاءت في الترجمة الإنجليزية (New King James) هكذا:
• “I write to you, little children, Because your sins are forgiven you for His name's sake (1Jo 2: 12)

[3] مرحلة الشباب الروحية: وعن هذه المرحلة كتب يوحنا الحبيب أيضا في رسالته: (1يو2: 14) قائلا:

• "كتبت اليكم ايها الاحداث لانكم اقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير"،
• وفي الترجمة التفسيرية يقول: "أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الشَّبَابُ، لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمْ إِبْلِيسَ الشِّرِّيرَ"
• وجاءت في الترجمة الإنجليزية (New King James) هكذا:

“I write to you, young men, because you have overcome the wicked one”.

[4] مرحلة الرجولة الروحية: عن هذه المرحلة قال بولس الرسول في: (1كو13: 11) "لما كنت طفلا كطفل كنت اتكلم وكطفل كنت افطن وكطفل كنت افتكر ولكن لما صرت رجلا ابطلت ما للطفل"

وهنا يقصد بولس الرسول بالرجل: أي بالغا، ناضجا.

[5] مرحلة الأبوة الروحية: وعن هذه المرحلة قال يوحنا الحبيب أيضا في رسالته الأولى: (1يو2: 13) "اكتب اليكم ايها الاباء لانكم قد عرفتم الذي من البدء"،

    ومرحلة الأبوة الجسدية: أي الرجل الذي ارتبط بزوجة وأنجب أبناء وتحمل مسئولية تربيتهم، وعلى هذا الغرار يشبه يوحنا الحبيب الأبوة الروحية فهي مرحلة الخدمة وتحمل مسئولية التمخض بالنفوس ثم يتابعهم في مرحلة الطفولة والشباب حتى ينضجوا ويصيرو آباء هم أيضا، وهكذا تتواصل الأجيال.

** هذه أيها الأحباء صورة في عجالة عن إتباع المسيح، وسوف نتحدث في حلقاتنا القادمة عن إتباع المسيح بالتفصيل، حتى نستطيع أن نطبق ذلك على حياتنا فنحيا متمتعين بالرب هنا على الأرض، ونسعد في الأبدية برؤياه حيث نعرفه كما يعرفنا، لأننا سوف نتخلص من الجسد بضعفاته وجهله ونكون في أجساد روحانية نورانية مثل جسد المسيح الممجد. آمين.

******

(10) والآن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.

(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

المداخلات

(11) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه  يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.

الختام

(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(13) البركة الختامية:

1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.