417ـ مفاهيم إيمانية (17)
[تابع] طريق التوبة
حلقة الأربعاء 7/10/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (417) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: "مفاهيم إيمانية". والحلقات الأخيرة كانت عن طريق التوبة:
الجوانب التالية:
- طريق العودة.
- تبكيتات الروح.
- محاسبة النفس.
(4) واليوم نتابع بقية الجوانب:
- طلبة في انسحاق.
- إقرار واعتراف.
- راية الأمان.
- ثقة الإيمان.
******
(5) طلبـة في انسحـاق:
[1] عندما تكتشف النفس حقارتها وخطاياها تخزى وتخجل، وتقف مع العشار كما يصفة الكتاب ويقول "وقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء (شاعراً بالخزى) بل قرع على صدره (شاعراً بالندامة) قائلا: "اللهم ارحمني أنا الخاطئ" (لو13:8).
[2] وفي الكتاب المقدس أمثلة عديدة لنفوس نادمة وطلبات منسحقة أضع أمامك بعضاً منها:
- عزرا: يقف أمام الرب وقد شعر بخطيته وخطية شعبه وخزيهم يقول "اللهم إني أخجل وأخزي من أن أرفع يا إلهي وجهي نحوك لأن ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا وآثامنا تعاظمت إلى السماء، منذ أيام آبائنا نحن في أثم عظيم إلى هذا اليوم … " (عز6:9).
- دانيال: يقول "وصليت إلى الرب إلهي واعترفت وقلت أيها الرب الإله العظيم المهوب حافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه. أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا على وصاياك وعن أحكامك. لك يا سـيد البر. وأما لنا فخزى الوجوه." (دانيال4:9،5).
- المرأة الخاطئة: لقد جاءت للسيد وهو متكئ في بيت الفريسي ولم تستطيع أن تقف أمامه بل وقفت في خزي من ورائه باكية وبللت قدميه بالدموع. ولهذا قال لها "مغفورة لك خطاياك إيمانك قد خلصك. إذهبى بسلام". (لو48:7،50).
- ليتك يا عزيزي الآن تمثل أمام الرب في انسحاق وانكسار قلب طالباً غفران خطاياك، ولا بد أن يستجيب الرب لأنه يحبك ومات المسيح ليغفر لك.
(6) إقـرار واعتـراف:
- يقول سليمان الحكيم "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم" (أم13:28).
- فلكي تكون توبتك مقبولة لا بد من الإقرار بالخطية أمام الرب وأمام الكنيسة ممثلة في وكيل سرائر الله.
- فاختر لنفسك أب اعتراف مرشداً روحياً من بين كهنة الكنيسة، رجلاً مختبراً حتى يستطيع أن يقودك في الطريق، واسمع ما يوصي به الرب على لسان بولس الرسول "أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم لأنهم سوف يعطون حسابا" (عب17:13).
- عندما سقط داود في خطية الزنا والقتل، وتخدر ضميره ونسي الأمر، أرسل له الرب ناثان النبي الذي قال له "لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه" (2صم9:13) "فقال لناثان قد أخطأت إلى الرب. فقال ناثان لداود، الرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك لا تموت" (2ص13:12). فقد أقر داود بخطيته أمام الرب على يد ناثان النبي فسمع من فمه صوت الغفران.
- إقرار الشعب أمام يوحنا المعمدان: يقول الكتاب "خرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه معترفين بخطاياهم". (مر5:1).
- ويسجل الكتاب في سفر الأعمال قائلاً: "وكان كثيرون من اللذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أع18:16).
- فليتك يا عزيزي تكاشف أب اعترافك بكل شئ ليرشدك.
(7) رايـة الأمـان:
- إن الصليب يا عزيزي هو راية الأمان خفاقة بالمحبة كما عبرت عروس النشيد "علمه فوقى محبة" (نش4:2).
- فإن شعرت بثقل خطاياك وتبكت عليها،
- وإن شعرت بالندامة على السنين التي أكلها الجراد،
- وإن تأسفت في قلبك على العمر الذي انقضى في الملاهي والخطية
- وإن كنت تريد أن تتخلص من الشعور بالذنب الذي يقلق ضميرك.
- وإن كنت تبغي أن تحصل على الغفران ورضى الله عليك
- فارفع نظرك إلى الصليب لترى يسوع الحبيب معلقا باسطا ذراعيه، مرحبا بقدومك، واسمع همسات حبه إذ يشفع قائلا: "اغفر له يا أبتاه"
- يسوع مات لأجلى ولأجلك ولأجل كل نفس شقية نظيرنا
- يسوع بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات على الصليب لأجلنا
- لقد مات البار عوض الأشرار
- لقد صالحنا بموته مع الآب القدوس
- لقد احتمل العار والهوان ليعطينا البر والكرامة
- لقد سال دمه على الصليب ليطهرنا من كل خطية
- ليتك إذن يا مبارك تركع تحت الصليب ليرش قلبك بدماه ويطهرك بالتمام،
- إن احتميت في الصليب والجنب المطعون نجوت من الغضب الآتي: "لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس بالجسد بل حسب الروح" (رو1:8).
- قال أحد الآباء [ ليس على الخاطئ أن يتلفت ليلتمس قوة من ذاته أو واسطة غير دم المسيح ليدخل بها إلى الله ليجد العزاء والمغفرة، لئلا يهين حب الله ورحمته الفائقة].
(8) ثقـة الإيمـان:
- على الإنسان التائب أن يثق بقلبه وعقله في محبة الله له شخصياً وفدائه لنفسه، وقبوله أمامه، وغفرانه لخطاياه، وتغطيته من آثامه، فمعلمنا بولس الرسول يقول "لنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه" (عب16:4).
- قد يكون الإنسان تائباً ونادماً عن خطاياه وراغباً في أن يعيش مع المسيح ، ورغم هذا لا يشعر بالفرح والسعادة والسلام، لماذا أنا حزين رغم أنى تائب؟ ولماذا أنا مهزوم رغم عزيمتي على أن أعيش طاهراً؟
- السر يكمن في عدم الإيمان، لأنه "بحسب إيمانك يكون لك" (مت39:9).
- "ويسجل الكتاب عن إبراهيم أنه ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطياً مجداً لله وتيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضاً." (رو21:20).
- ولذلك يقول معلمنا يعقوب "ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة" لأن المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئاً من عند الرب. (يع6:1،7).
- فثق يا عزيزي وصدق أن يسوع يحبك ويقبلك ويمحو خطاياك في دمه، وأنه رفيق غربتك. ومصدر قوتك. طالبه بثقة وعش إذن في غلبة على أساس أنك أخذت ما طلبته "كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه." (مت22:21).
- قال القديس يوحنا الدرجى: "الإيمان يمهد الطريق لنوال ما لم ننتظره أو نرجوه"
- وقال أحد القديسين: "قد تأكد تماماً أن صلاته لن تستجاب! ومن هو هذا البائس؟ هو الذي يصلي ولا يؤمن أنه سيحصل على جواب.
- وقال القديس يوحنا الدمشقي: "وحتى إذا لم تأخذ طلبتك كما تود وترغب، حصلت على المنفعة، لأن عدم نوالك ما تشتهى، يفيد غالباً أنك نلت أحسن مما اشتهيت"
- وقال قديس آخر: "أهم شئ في الصلاة يجب أن نجاهد من أجله، هو أن يكون لنا فيها إيمان حي واضح بالله. نتصوره واقفاً أمامنا وفينا نسأله كل ما نريد باسم يسوع المسيح وقوة الروح القدس.
- نسأله ببساطة بلا أدنى أثر للشك، وفي الحال نحظى بأمور عجيبة وكبيرة للغاية، بإشارة الصليب وما تفعله من غرائب مدهشة.
- خاطب الرب بهذا الكلام: يا إلهي: ها حياتي كلها مكشوفة أمامك. فأنت تعلم نجاستي وكبريائي.
- أنت ترى يارب عدم محبتي للآخرين وفتور محبتي لك
- لا أستطيع يارب أن أنكر عدم أمانتي، ولكن أعلم يارب أن عدم أمانتي لا يبطل أمانتك بل تظل أميناً إلى الأبد لا تنكر نفسك
- أنا جئت إليك يا محب الخطاة لتغفر آثامي وتتغاضى عن خطاياي، طهر قلبي، قدس حواسي افطمني عن العالم، أشبعني بدسم حبك، اغمرني بنعمتك، امتلكني بجملتي. آمين.
(9) والآن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(10) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(11) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(12) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.