404ـ مفاهيم إيمانية (6)
[تابع] دوافع التوبة.
حلقة الأربعاء 8/7/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (404) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: "مفاهيم إيمانية".
(4) وقد تكلمنا الحلقة الماضية عن بعض دوافع التوبة الحقيقية في فكر المتنيح البابا شنودة الثالث.
(5) واليوم نستكمل حديثه الممتع عن بقية دوافع التوبة:، إذ أضاف:
(6) أنت مسكن لله، وهيكل للروح القدس:
- أنت يا أخي لست فقط ابن الله، ونفخه قدسية قد خرجت من فم الله، وإنما أنت أيضًا هيكل لله، والله يسكن فيك. وهكذا يقول لنا الرسول "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله ساكن فيكم. إن كان أحد يفسد هيكل اله، فسيفسده الله. لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو" (1 كو 3: 16، 17). "أنتم هيكل الله الحي. كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم" (2 كو 6: 16)..
- شهوة الله منذ البدء أن يسكن فيك، ينظر إلي قلبك، ويقول "ها هو موضع راحتي إلي الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته" (مز 132: 14)..
- تقول له "عندك يا رب الكنائس، عندك الهياكل والمذابح. سكناك في السماء وسماء السموات هي عرشك"، فيقول لك: ولا واحدة من هذه تعجبني مثل سكناي في قلبك "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26)..
- أنت أيها الأخ المبارك أهم عند الله من كنيسة مبنية.. إن تهدمت إحدى هذه الكنائس فما أسهل علي البشر أن يعيدوا بناءها، بجمع المال تبني.. أما إذا تهدم إنسان مثلك، فلا يمكن أن يعاد بناؤه إلا بدم المسيح. لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبيًا، يقدر أن يردك إلي رتبتك الأولي، ليس غير دم المسيح، فبدونه لا يكون لك خلاص..
- أنت يا أخي أهم عند الله من كنيسة مبنية. أنت كنيسة حية، أهم من الطوب والحجارة، أنت هيكل للروح القدس.. لقد سمح الله أن يتحطم هيكل سليمان، ولا يترك فيه حجر إلا وينقض.. أما أنت هيكل للروح القدس..
- من أجلك أرسل الله الرسل والأنبياء والملائكة، وعين الرعاة والكهنة، ورتب كل وسائط النعمة، وقدم استحقاقات الفداء العظيم "لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).
- إن كنت إذن بيتًا لله، والله يسكن فيك، فتذكر قول الكتاب "ببيتك يا رب تليق القداسة" (مز 93: 5). واعرف أنك بالخطية تنجس بيت الله، الذي هو أنت..
- إن السيد المسيح يبحث عن مكان يسكن فيه وهذا المكان هو أنت. إن قلبك هو المكان الذي يريد الرب أن يسند فيه رأسه.. فلذته في بني البشر..(أم 8: 31)
- وهو ما يزال يقرع علي بابك لتفتح له.. وفي اشتياقه إلي قلبك يقول "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23). وهكذا يأتي الآب والابن ويسكنان في قلبك، وأنت من قبل هيكل للروح القدس.. فيصير قلبك بهذا الوضع مسكنًا للثالوث القدوس..
- هنا ويَعْــقِــدُ الصمت لساني، هيبة، وإجلالًا، لهذا القلب المقدس.." ما أرهب هذا المكان!!! ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك 28: 17)..
- هذا هو المسكن الإلهي العجيب الذي يأتي إليه الله من بعيد "طافرًا علي الجبال، قافزًا علي التلال" (نش 2:8)، ينادي نفسك العزيزة في حب "افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي يا حمامتي، يا كاملتي، لأن رأسي قد امتلأ من الطل، وقصصي من ندي الليل" (نش 5: 2). فإلي متى تنتظر يا أخي ولا تفتح..!
- تصور يا أخي أن الله الذي لا تسعه السموات كلها، ولا الكون أجمعه، الله الذي قال عنه داود "للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24: 1)، الله هذا يقرع علي بابك، ويشتهيك مسكنًا له.. وهو يريدك أن تعيش أنت في قلبه، يثبت فيك وأنت فيه، وتصير كنيسة مقدسة له..
- أذكر أنني في يوم ما أرسلت خطابًا إلي أحد الأخوة المباركين، قلت له فيه "سلم علي الكنيسة المقدسة التي في قلبك". لأني كنت أعرف أن في قلبه كنيسة تصعد منها رائحة بخور، وتخرج منها ألحان وتسابيح، وترتفع فيها ذبائح روحية..
- أن عرفت يا أخي هذا، أنك هيكل للروح القدس، فلا تخطئ، لئلا تحزن روح الله فيك وتطفئ حرارته..
- بل أن أتاك الشيطان يومًا بخطية، تقول له: اذهب عني بعيدًا، فلست أنا لك.. أنا بيت الله، أنا مسكن لله.. أنا موضع مقدس للرب.. أنا الذي يقرع الله علي بابي لكي أفتح له.. أنا هيكل للروح القدس، أنا كنيسة مقدسه. أنا الذي يأتي إليَّ الآب والابن، وعندي يصنعان منزلًا.. أنا مسكن للثالوث القدوس..
- هل أنا شيء هين، يمكن أن ينجسه الشيطان؟! كلا، أنا سماء ثانية.. عرش لله يجلس عليه..
- أنت يا أخي لست هذا كله فقط، بل أيضًا:
(7) أنت أخ للمسيح، شريك للمسيح، ووارث معه..
- تواضع عجيب من الرب أن يدعونا أخوة له.. وأمام تشريفه لنا، يجب أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دعينا إليها..
- عجيب أن يقال عن الرب الإله إنه "بكر وسط أخوة كثيرين" (رو 8: 29).. أخوة كثيرين؟! يا للعجب..! والعجيب أيضًا أنه "لا يستحي أن يدعوهم أخوه" (عب 2: 11). وأعجب من الكل أن يقال عنه أنه "يشيه أخوته في كل شيء" (عب 2: 17)..
- وهكذا نري السيد المسيح يقول للمريمتين "اذهبا قولا لأخوتي أن يمضوا إلي الجليل، هناك يرونني" (متي 38: 10). ولم يقل هذا التعبير عن الرسل فقط، بل قاله عن الكل.." من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي، وأختي وأمي" (متي 12: 48).
- إذن فأنت يا أخي أخ للمسيح، وأنت أيضًا وريث معه.. للمواعيد، وللمجد العتيد. إن كان قد قيل عنه في مثل الكرامين الأردياء إنه هو الوارث (متي 21: 38)، فقد قيل كذلك "إننا ورثه أيضًا، ورثه الله، ووارثون مع المسيح" (رو 8: 17). اعرف يا أخي إذن مقدارك من أنت أخ للمسيح، وأنت وريث معه.
- وليس هذا فقط بل أنت شريك له كذلك.. "إن لنا شركة معه" (1 يو 1: 6). إنه اشترك معنا في اللحم والدم (عب 2: 14). ونحن إنما نؤدب "لكي نشترك في قداسته" (عب 12: 10).
- قد دفنا معه (فى المعمودية) لكي نقوم معه (رو 6: 4، 5). وسنعيش حياتنا عاملين معه (1 كو 3: 9). ونتألم معه، لكي نتمجد معه (رو 8: 17). وسنأتي معه على السحاب (يه 14) ونكون معه في كل حين (1 تس 4: 17) وحيثما يكون هو نكون نحن أيضًا (يو 17: 24).
- إنها شركة لك مع المسيح تبدأها الآن أيها الأخ المبارك وتستمر معك إلى الأبد. فاحرص على هذه الشركة المقدسة لأنك بالخطية تفقدها.
- إنك لا تستطيع أن تستمر شريكًا للمسيح وأنت تسير في الخطية.. لأن الكتاب حينئذٍ سيوبخك بقوله "أية خلطة للبر والإثم؟! وأية شركة للنور مع الظلمة؟! وأي اتفاق للمسيح مع بليعال..؟!" (2 كو 6: 14، 15)
- إنك عندما تفعل الخطية تكون كمن يقول للرب: لقد فككت الشركة للشيطان، ولم أعد شريكًا لك بعد..!
- أنظروا أي مجد يكون لنا عندما نسير في طريق الله، وأي نزول وانحدار وسقوط عندما نبعد عنه..
- فكيف يمكن أن تفعل الخطية، أنت يا شريك المسيح، شريكه في العمل وفي الآلام وفي المجد؟! أنت تلبس المسيح في المعمودية (غل 3: 27)، وتحيا لا أنت، بل المسيح الذي يحيا فيك (غل 2: 20)..
(8) هذا ما كتبه المتنيح البابا شنودة الثالث ليعطنا الرب نعمة لنستوعب الأبعاد الروحية هذا الكلام ونطبقه على حياتنا لتكون لنا توبة صادقة حقيقية حتى نتمتع بعشرة الله ومحبته. آمين.
إختبارات العابرين والعابرات
(9) نستطيع الآن أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(10) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(11) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(12) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.