371ـ قبول المسيح (4)
حلقة الأربعاء 21/8/2019م
إجتماع صلاة
(تقديم: ريتا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (371) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
إلهنا الحي وأبونا الحنان، يامن بقدرتك خلقت الأكوان، ويا من بحكمتك أبدعت الإنسان. يا مانح الغفران. وواهب السلطان لنا بالإيمان. نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا:
[1] بدأنا في سلسلة حلقات عن: قبول المسيح:
[2] وقلت أنني سأتكلم عن الجوانب التالية:
1- مفهوم قبول المسيح.
2- كيف أقبل المسيح.
3- قبول المسيح والقرار المصيري.
4- قبول المسيح وسـر المعمودية.
5- قبول المسيح والـبنـوة للــه.
6- قبول المسيح وجوانب الخـلاص.
7- قبول المسيح والاختبار الشخصي.
8- قبول المسيح والشهادة له.
[3] ولكني تكلمت فقط في النقطة الأولي عن: بعض معاني قبول المسيح وهي:
1- التوبة
2- الرجوع إلى الله
3- اللقاء مع الله
4- تجديد عهد المعمودية
5- استجابة الإرادة
6- البدء في الحياة الروحية
7- إيقاظ المسيح النائم في السفينة
8- المعرفة الاختبارية
9- تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
اليوم سأتكلم عن: بعض معاني أخرى لقبول المسيح:
10- سكنى الله في القلب
11- إدراك وجود الله في الداخل
(5) المضيف: ماذا تريد أن تقول عن سكنى الله في القلب كمعنى لقبول المسيح؟
أبونا:
[1] قبول المسيح أو اللقاء مع الله هو أن يسكن الله في القلب.
[2] يقول الكتاب في (1كو3: 16) "اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم"
[3] ويقول في (رو8: 11) "وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم"
(6) المضيف: ماذا يقول المتنيح البابا شنوده الثالث عن ذلك وأنت تجمع لنا هذه الدرر الذهبية؟
أبونا:
1- "يارب أنت لي كل شيء، ليس لي سواك، منذ أن التقيت بك لم أعد أعرف أحدا سواك، بهذا يفرغ الإنسان قلبه من كل شيء ليصير قلبه مسكنا لله. فهل قلبك أنت أيضا مسكن لله؟ أم أجرته من الباطن لآخرين؟ وهل إذا قال لك الرب: يا ابني اعطني قلبك، تقول له: لقد جئت يارب متأخراً سبق آخرون وأخذوه ... لو كان قلبي شاغرا لقدمته لك، ولكن للأسف مشغول!" (مقال اللقاء مع الله جريدة وطني 16/5/1996)
2- ويقول المؤمن الذي امتلأ قلبه بالروح القدس: "لا أريد محبة أخرى تشغلني عن التفرغ لك يا الله، فليس لي سواك، أنت الذي تشغل فكري وقلبي، وتشغل حياتي ووقتي، وتشغل حواسي وعواطفي. أنت شغلي الشاغل، قلبي ملآن بك، ولا يعوزه أحد غيرك. لا يوجد فيه فراغ يتسع لأحد غيرك" (كتاب اليقظة الروحية ص 26)
3- ويقول أيضا نيح اله نفسه: هوذا الله ينظر إلى قلبك ويقول: "ها هو موضع راحتي إلى أبد الأبد، ههنا أسكن لأني اشتهيته" (مز132: 14) (كتاب الرجوع إلى الله ص 89)
(7) المضيف: وهل من مزيد من أقوال البابا شنودة؟
أبونا:
4- ومن أقوله أيضا: "إن الفضيلة ليست هي الهدف. فالهدف هو الله ذاته ... وإن سرت في حياة الفضيلة والبر، فلا يكن ذلك لكي تكبر ذاتك في عينيك، أو في أعين الناس ... وإنما لكي بهذا البر ترتبط بالله أكثر، ويصبح قلبك أهلا لسكناه" (كتاب الرجوع إلى الله ص 89)
5- ومن أقواله أيضا: "فرح الإنسان يدفعه إلى أن يخصص لله وقتا أكثر، وأن يدخله في العمق، عمق قلبه، وعمق حبه، وعمق تفكيره واهتماماته ... ما هي علاقتك بالله؟ هذا إن كانت لك علاقة به فعلا ... وأين الله منك؟ ما مدى وجوده فيك؟" (كتاب الله وكفى ص 34)
6- وقال أيضا: "إن كان الله نصيبك، فإنه يكون داخلك ... هل أنت ثيئوفوروس، أي حامل الله؟ هكذا تلقب القديس أغناطيوس الأنطاكي، وهكذا كل مؤمن حقيقي يسكن الله في قلبه، ويشعر بسكنى الله فيه، حيثما أقام وحيثما ذهب، إنه حامل الله. ليتك تصلي إذن، وتقول للرب: ... اعطني ذاتك ... أنا أريدك أنت وحدك ... فأحبك أنت الإله الساكن في قلبي، وليس مجرد الله الذي أقرأ عنه في الكتب" (كتاب الله وكفى ص 41و42)
** إذن فمعنى قبول المسيح في القلب هو أن يسكن الله في داخل قلبك.
(8) المضيف: وماذا عن إدراك وجود الله في الداخل كمفهوم لقبول المسيح؟
أبونا:
يقول المتنيح قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث:
1- "أنت تنادي وتقول: أمين تعالى أيها الرب يسوع (رؤ22: 20) تعالى يارب واسكن فيَّ، سأفتح لك الأبواب كلها، فيجيب الرب في حب: ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك (لو19: 5) إذن اللقاء بالرب هو لقاء في الداخل، وليس في الخارج. كثيرون يبحثون عن الله هنا وهناك، بينما الله في داخلهم وهم لا يشعرون! الله موجود في كل مكان حواليك وبداخلك (على المستوى اللاهوتي) وأنت لا تشعر. ولما أدرك أوغسطينوس هذه الحقيقة (ولم يكن قد تعمد بعد) قال عبارته المشهورة: كنت يارب معي ولكنني من فرط شقاوتي لم أكن معك" (مقال اللقاء مع الله جريدة وطني 16/5/1996)
2- "ارجعوا إليَّ فأنا موجود معكم، ولكنكم لا تشعرون بوجودي ... الله معنا ، يعمل لأجلنا، حتى ونحن في عمق خطايانا. يبحث عنا وقد شردنا من حظيرته، وينادينا: ارجعوا إليَّ.
ما معنى إذن رجوعه إلينا إن رجعنا إليه؟ معنى رجوعه إلينا، هو أن نحس نحن بوجوده معنا ... ليس رجوع الله هو الذي نفتقده. إنما الذي يلزمنا هو إحساسنا بوجوده معنا، فإن رجع إلينا هذا الشعور، نشعر أن الله رجع إلينا". (كتاب الرجوع إلى الله ص 45)
3- "إن رجعت إلى الله تنحل كل مشاكلك ... تحيا في سلام، سلام مع الله، وسلام مع نفسك وداخل قلبك ... وتشعر بالعزاء في حياتك الروحية، وتدب الحرارة في حياتك، ويصير لحياتك طعم، ويصير لها هدف، وتشعر أن الله داخلك، وأنه معك، وتذوق ملكوته، وتختبر حلاوة العشرة معه" (كتاب الرجوع إلى الله ص 45)
(9) المضيف: شهية أقوال قداسة البابا فعلا فهل تتحفنا بالمزيد منها؟
أبونا:
4- "العلاقة بالله هي علاقة قلب بقلب. تشعر بوجود الله في قلبك. وتشعر بوجودك في قلب الله ... وهذا ما نسميه اللقاء بالله حيث تكون بيننا وبين الله عشرة وعاطفة. وفي هذا اللقاء نعرف الله معرفة حقيقية عملية. ونختبره ونحبه ونلتصق به. ونصير واحدا مع الله في الحب وفي المشيئة" (مقال اللقاء مع الله جريدة وطني 16/5/1996)
5- "إذن الالتقاء بالله معناه: الشعور بالله في حياتك، وكأنك تقول: أنت يارب في داخلي، أنت معي، أما أنا فينقصني الحس والإدراك، تنقصني الحواس المدربة التي أستطيع بها أن أرى الله. وأن أحسه في حياتي. لذلك افتح يارب عيني الغلام فيرى (2مل6: 17) ... فكثيرون كان الرب معهم ويكلمهم، ولم يشعروا به ولا عرفوه! مثلما حدث مع تلميذي عمواس (لو14: 15و16). الله إذن موجود في حياتك ... وأنت لا تعرف ... وأنت لا تشعر ... وحواسك غير مدربة على الشعور بوجود الله ... ليتك تدرب نفسك على الشعور بيد الله في حياتك ... وفي الأحداث ... حينئذ تقول في أعماقك: قد وجدته، ورأيته، تقابلت معه في كل ما يحدث". (مقال اللقاء مع الله جريدة وطني 16/5/1996)
6- "هل يسألك أحد إذن: ما هو الله بالنسبة إليك؟ ولعلك تقول: هو الحبيب الذي "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" (نش2: 6) هو العشرة التي لا يمكنني الاستغناء عنها، لأن بها أوجد وأحيا وأتحرك ... وهو ليس فكرة، ولكنه كيان يسري في روحي وفي دمي وفي فكري. هو بالنسبة لي كل شيء". (كتاب الله وكفى ص 19)
7- "نعم أنت يارب العامل فيَّ، وأنا لا أعمل، أنت المحرك لي وأنت الموجه. أنت تعمل معي، وتعمل بي، وتعمل فيَّ ... ربما لا أدركك، ولكني أحسك، بإدراك روحي في داخلي، لا يستطيع لساني أن يعبر عنه، أنا أعرفك. ولكن ألفاظ اللغة أضعف من أن تشرح هذه العلاقة] (كتاب الله وكفى ص 19)
إذن قبول الرب يسوع المسيح هو إدراك وجوده في قلبك.
(10) المضيف: هل يمكن أن تجمع لنا مفاهيم قبول المسيح؟
أبونا:
مدلولات ومفاهيم قبول المسيح في القلب هي:
1ـ التوبة.
2ـ الرجوع إلى الله.
3ـ اللقاء مع الله.
4ـ تجديد عهد المعمودية.
5ـ استجابة الإرادة.
6ـ البدء في الحياة الروحية.
7ـ إيقاظ المسيح النائم في السفينة.
8ـ المعرفة الاختبارية.
9ـ تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه.
10ـ سكنى الله في القلب.
11ـ إدراك وجود الله في الداخل.
(11) المضيف: هل لك تعليق في ختام الطرح؟
أبونا:
أصلي أن يمتعنا الله جميعا بنعمة قبول المسيح بكل هذه المعاني العميقة العملية الاختبارية آمين.
إختبارات العابرين والعابرات
(12) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟
أبونا:
1- بكل سرور.
2- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(13) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(14) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.