368ـ قبول المسيح (1)
حلقة الأربعاء 31/7/2019م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (368) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
إلهنا الحي وأبونا الحنان، يامن بقدرتك الخارقة خلقت الأكوان، بما فيها من مليارات المجرات والشموس والأجرام، ويا من بحكمتك الفائقة أبدعت الإنسان وكل أجهزته المنتوعة بكل إتقان، بسر فاق إدراك الأذهان. يا من أنت بذاتك حاضر في كل مكان، وبلاهوتك تملأ الكيان. المستور عن العيان.والفائق عن الأذهان.يا مانح الغفران.
وواهب السلطان لنا بالإيمان. نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا:
موضوع الحلقة السابقة كان عن: الصلاة والترانيم.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
سوف أتكلم عن: قبول المسيح من الجوانب التالية:
1- مفهوم قبول المسيح.
2- كيف أقبل المسيح.
3- قبول المسيح والقرار المصيري.
4- قبول المسيح وسـر المعمودية.
5- قبول المسيح والـبنـوة للــه.
6- قبول المسيح وجوانب الخـلاص.
7- قبول المسيح والاختبار الشخصي.
8- قبول المسيح والشهادة له.
(5) المضيف: هل يمكن أن نبدأ بالحديث عن مفهوم قبول المسيح؟
أبونا:
هذه بعض معاني قبول المسيح:
1- التوبة
2- الرجوع إلى الله
3- اللقاء مع الله
4- تجديد عهد المعمودية
5- استجابة الإرادة
6- البدء في الحياة الروحية
7- إيقاظ المسيح النائم في السفينة
8- المعرفة الاختبارية
9- تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه
10- سكنى الله في القلب
11- إدراك وجود الله في الداخل
(6) المضيف: هل يمكن أن نبدأ بالمفهوم الأول لقبول المسيح في القلب وهو التوبة؟
أبونا:
1- جاء في (يؤ2: 12) "ولكن الان يقول الرب ارجعوا الي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح"
2- وفي (سيراخ21: 7) "من اتقى الرب يتوب بقلبه"
3- وفي سفر (با2: 8) "ونحن لم نستعطف وجه الرب تائبين كل واحد عن افكار قلبه الشرير"
4- وفي سف (رؤ3: 19 و20) "اني كل من احبه اوبخه واؤدبه فكن غيورا وتب. هنذا واقف على الباب و اقرع ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي."
(7) المضيف: ما العلاقة التي توضجها هذه الآيات بين التوبة وقبول المسيح؟
أبونا:
الواقع أن هناك علاقة وثيقة بين التوبة وقبول المسيح في القلب، يفسرها معلم الأجيال المتنيح البابا الأنبا شنوده الثالث فيما يلي:
1- إن الله المحب بدافع من محبته لأولاده يدعوهم للتوبة، والله يقبل التائبين: "من يقبل إليَّ لا أخرجه خارجا" (يو6: 37) بل أكثر من هذا، أن الرب هو الذي يقف على الباب، باب القلب، ويقرع منتظرا من يفتح له (رؤ3: 20) فإن كان يفعل هذا فبالحري يفتح لمن يقرع أبواب رحمته الإلهية" (كتاب حياة التوبة والنقاوة 17و21)
2- وقال أيضا: "الله يقرع على بابك ويشتهيك مسكنا له، هو يريد أن يعيش في قلبك" (كتاب حياة التوبة والنقاوة 39)
3- وأضاف قائلا: "عجيب أن الله الحنون يسعى وراء الإنسان، والإنسان يرفض الله. الله العظيم يسعى إلى التراب والرماد، والتراب والرماد يغلق قلبه أمام الله. الله يتكلم وينادي وهذا المخلوق يسد أذنيه ويسد قلبه، ويرفض أن يفتح للرب. الله يقرع على الباب ... والإنسان يغلق بابه ... إنها قساوة قلب ... أن يقسو الإنسان على الله نفسه فهذا كثير ... ولكن ليست كل القلوب هكذا، فهناك قلوب طيبة لا تحتمل طرقة الله على بابها، فتقوم لتفتح له بلا إبطاء حالما تسمع صوته الإلهي" (كتاب حياة التوبة والنقاوة ص 134)
** فنرى من هذا أن مدلول قبول المسيح هو التوبة، بمعنى الندامة على تركنا للمسيح
والرغبة في قبوله داخل قلوبنا.
(8) المضيف: هل يمكن توضح لنا المفهوم الثاني لقبول المسيح في القلب وهو الرجوع لله؟
أبونا:
مدلول آخر لقبول المسيح في القلب هو الرجوع إلى الله. وهذا ما وضحه قداسة البابا شنوده الثالث إذ قال:
1- "الخطية في كلمة واحدة هي الانفصال عن الله ... الحل الوحيد هو الرجوع إلى الله ... وتكوين علاقة حقيقية قلبية معه ... وحَسُن في هذا الرجوع أن تأتي المبادرة من الله ... ما معنى "ارجعوا إلي فأرجع إليكم" (ملاخي 3: 7) ... يقصد بهذا أن يقول: إن رجوعي إليكم مضمون، المهم أن ترجعوا أنتم ... أنا في كل وقت تطلبونني فيه تجدونني معكم. بل أنا واقف على أبواب قلوبكم أقرع لكي تفتحوا لي" (رؤ3: 20)
2- [ويضيف قائلا]: إنما المشكلة تأتي من جهتكم أنتم، "فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه". لذلك أقول "ارجعوا إليَّ" أي افتحوا أبواب قلوبكم المغلقة دوني، "فأرجع إليكم" أي أدخل إلى هذه القلوب التي أخرجتموني منها، برفضكم إياي في خطاياكم". (كتاب الرجوع إلى الله ص35ـ 45)
3- ويقول أيضا: "لذلك ارجع إلى الرب ... وبهذا يتجدد مثل النسر شبابك (مز103: 5) وتشعر بالعزاء في حياتك الروحية ... وتشعر أن الله داخلك، وأنه معك، وتذوق ملكوته، وتختبر حلاوة العشرة معه ...] (كتاب الرجوع إلى الله ص 50)
** من هذا نرى أن مدلول قبول المسيح هو الرجوع إلى الله.
(9) المضيف: هل يمكن توضح لنا المفهوم الثالث لقبول المسيح وهو اللقاء مع الله؟
أبونا:
من المدلولات المباشرة لقبول المسيح مدلول اللقاء مع الله، فقد أوضح ذلك أيضا قداسة المتنيح البابا شنوده الثالث فيما يلي:
1- "العلاقة بالله هي علاقة قلب بقلب، تشعر بوجود الله في قلبك، وتشعر بوجودك في قلب الله ... وهذا ما نسميه اللقاء بالله ... وفي هذا اللقاء نعرف الله معرفة حقيقية عملية، ونختبره ونحبه ونلتصق به ...] (مقال اللقاء مع الله جريدة وطني 16/5/1996)
2- وقال أيضا: "خاطب الرب إذن وقل له: أريد يارب أن ألقاك، أريد أن أشعر بك في حياتي ... كما دخلت عقلي أن تدخل قلبي أيضا، وكما أقتنع بك فكريا أن أختبرك عمليا [أختبرك أي أذوق] كما قال داود النبي: "ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب" (مز34: 8) (مقال اللقاء مع الله جريدة وطني 16/5/1996)
3- وأضاف قائلا: "إذن الالتقاء بالله معناه الشعور بالله في حياتك. وكذلك تقول أنت يارب في داخلي، أنت معي ...] (مقال اللقاء مع الله، جريدة وطني 16/5/1996)
** من هذا قد اتضح لنا مدلول قبول المسيح في القلب أنه هو المقصود باللقاء مع الله.
(10) المضيف: هل يمكن توضح لنا المفهوم الرابع لقبول المسيح وهو تجديد عهد المعمودية؟
أبونا:
من مدلولات قبول المسيح أيضا: تذكر عهد المعمودية وتجديد هذا العهد.
1- فقد قرر [مجمع قرطاجنة أن التوبة معمودية ثانية] (كتاب أسرار الكنيسة السبعة ـ حبيب جرجس ص 103)
2- أي تجديد عهد المعمودية كما ذكر قداسة البابا شنوده الثالث فيما يلي:
3- [ينبغي أن تذكر نذورك التي نذرتها لله في المعمودية ... حينما نذرت أن تجحد الشيطان وكل أعماله الردية، وكل شروره وكل حيله. وقتذاك بدأت بداية طيبة، وولدت من الله، ولبست المسيح (غل3: 27) وخلعت الإنسان العتيق، وعشت في جدة الحياة (رو6: 4و6) وصرت نقيا من كل خطية ... وشيئا فشيئا نسيت نذورك، ونسيت بنوتك لله، وتركت نقاوتك، وانفصلت عن الله، وتود الآن أن ترجع إليه... ولكي ترجع إلى الله، اذكر أنك مِـلْــكٌ له، أي اذكر عهد المعمودية.] (الرجوع إلى الله ص 48)
** من هذا رأيت أيها المحبوب أن قبول الرب يسوع المسيح في القلب هو تذكر وتجديد لعهد المعمودية من جحد للشيطان وإقرار للإيمان، لبداية مسيرة جديدة مع الرب.
(11) المضيف: هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟
أبونا:
** لقد تناولنا بالشرح بعض معاني قبول المسيح:
1- التوبة
2- الرجوع إلى الله
3- اللقاء مع الله
4- تجديد عهد المعمودية.
** وفي الحلقات القادمة سوف نستكمل الحديث عن بعض الجوانب الأخرى لمعاني قبول المسيح في القلب مثل:
5- استجابة الإرادة
6- البدء في الحياة الروحية
7- إيقاظ المسيح النائم في السفينة
8- المعرفة الاختبارية
9- تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه
10- سكنى الله في القلب
11- إدراك وجود الله في الداخل
** وكل هدفي هو أن يتمتع كل من يشاهدنا بهذه النعمة الفائقة وهي أن يفتح قلبه ليدخل المسيح إلى حياته.
** وعندما يدخل المسيح بروحه حياتك سوف يغير أمور كثيرة سوف يغير قلبك وفكرك وضميرك ومبادئك وطبيعتك وتصبح خليقة جديدة كما يقول الكتاب المقدس في: (2كو5: 17) "اذن ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا"
(12) المضيف: وكيف يقبل الإنسان المسيح في قلبه؟
أبونا:
1- السيد المسيح نفسة اختزل المسافة ويقف بنفسه على باب قلبك قارعا لتفتح له.
2- فبمجرد أن ترغب وتريده أن يدخل حياتك وتدعوه بفمك قائلا:
3- أيها الملك السمائي المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات ومعطي الحياة، هلم تفضل وحل فيَّ.
4- فهو لا يتأخر بل في الحال يستجيب دعوتك ويحل بروحه في داخلك.
5- فهل تحب أن تطلبه الآن؟
6- وهل تثق أنه يستجيب لك؟
7- إذن بحسب إيمانك يكون لك.
إختبارات العابرين والعابرات
(13) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟
أبونا:
1- بكل سرور.
2- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(14) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(15) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.