361ـ حياة الصلاة (5)
حلقة الأربعاء 12/6/2019م
(تقديم: العابرة مريم)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (361) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا:
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
أبونا الطيب الحنان،
يامن بقدرتك خلقت الأكوان،
ويا من بحكمتك أبدعت الإنسان،
ويا من أنت بذاتك حاضر في كل مكان،
وبلاهوتك تملأ الكيان.
وبصليبك هزمت الشيطان.
وبدم ابنك وهبتنا الغفران.
نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان
وإلى آخر الزمان.
وأسألك أن تبارك جلستنا وتبارك الحاضرين معنا،
لا تحرم أحد من نعمتك، بل فرح قلوب كثيرة بقبولك لهم، ودخولك في حياتهم. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا:
موضوع الحلقات السابقة كان عن: موضوع حياة الصلاة،
ووضحت أنني سأتكلم عن النقاط التالية:
1- أهمية الصلاة.
2- أهدافها.
3- أولوياتها.
4- أنواعها.
5- ارتباطها بالإيمان.
6- الاحتياجات الشخصية.
7- إستجابتها.
8- بركاتها.
9- تركيزها.
10- والتكريس.
11- والتدريب.
12- ثمرها.
13- الصلاة الجماعية.
14- الصلاة وحضور الرب.
15- الصلاة للآخرين.
16- الصلاة ودوافعها.
17- الصلاة الدائمة.
18- الصلاة الربانية.
19- الصلاة والروح القدس.
20- روح الصلاة.
21- الصلاة والرجاء.
22- الصلاة سلاح.
23- شروطها.
24- الصلاة وشفاعة الروح.
25- الصلاة والمشاعر.
26- الصلاة والشكر.
27- الصلاة والصوم.
28- ضرورة الصلاة.
29- الصلاة والضيقات.
30- الصلاة والاعتزال.
31- قوة الصلاة.
32- كيفية الصلاة.
33- الصلاة وكلمة الله.
34- الصلاة واللجاجة.
35- معنى الصلاة أو مفهومها.
36- مكان الصلاة.
37- منشطاتها.
38- معطلاتها.
39- الصلاة بالمزامير.
40- المثابرة في الصلاة.
41- الصلاة والمشاكل.
42- مفاعيل الصلاة.
43- أوقات الصلاة.
(4) المضيف: هذه هي مواضيع حياة الصلاة، ولكن ما هي المواضيع التي شرحتها منها في الحلقات الماضية؟
أبونا:
لقد تكلمت عن:
1- معنى الصلاة ومفهومها.
2- وأهمية الصلاة وضرورتها لحياة المؤمن.
3- دوافع الصلاة.
4- أهداف الصلاة.
(5) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
اليوم سأتكلم عن: تركيز الصلاة، وسوف ننناقش نوعين من التركيزات:
1- التركيزات السلبية الخاطئة.
2- التركيزاتالإيجابية السليمة.
(6) المضيف: ما هي التركيزات السلبية الخاطئة في الصلاة؟
أبونا:
التركيزات السلبية الخاطئة هي:
1- التركيز على الذات.
2- التركيز على الطلبات الشخصية.
3- التركيز على المشاعر العاطفية.
(7) المضيف: ماذا تقصد بالتركيز على الذات؟
أبونا:
لا ينبغي أن نركز صلواتنا على الذات:
1- ونستغل الصلاة إستغلالا خاطئا كأن أطلب من الله أن يعطيني مركزا متميزا، وأهمية أعظم
2- مثلما حدث مع تلاميذ المسيح أنفسهم فكان كل ما يشغلهم هو من هو الأعظم فيهم: "في تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين فمن هو. فدعا يسوع اليه ولدا واقامه في وسطهم. وقال الحق اقول لكم ان لم ترجعوا و تصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات. فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السماوات". (مت 18: 1 -4)
3- ومثل إبني زبدي "وتقدم اليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين يا معلم نريد ان تفعل لنا كل ما طلبنا. فقال لهما ماذا تريدان ان افعل لكما. فقالا له اعطنا ان نجلس واحد عن يمينك والاخر عن يسارك في مجدك. فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان اتستطيعان ان تشربا الكاس التي اشربها انا وان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا. فقالا له نستطيع فقال لهما يسوع اما الكاس التي اشربها انا فتشربانها وبالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان. واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعد لهم". (مر1: 35 - 40)
4- فالواقع إن المؤمن الناضج قد صلبت ذاته مع المسيح، كما يقول بولس الرسول: مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي (غل2: 20)
5- ويقول يوحنا الرسول: "المحبة ... ولا تطلب ما لنفسها" (1كو13: 5)
(8) المضيف: ماذا تقصد بالتركيز على طلباتنا الشخصية؟
أبونا:
لا ينبغي أن نركز أيضا على طلباتنا الشخصية:
1- كأن ينشغل المصلي بطلبات مادية العمل، الوظيفة، نجاح الأبناء، أو ينشغل بطلبات روحية كأن يطلب بركات يتميز بها عن الآخرين،
2- فقد علمنا السيد المسيح ذلك "ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت" (مت26: 39)
3- والإبن الضال ركز على طلباته الشخصية فطلب ميراثه ولم يركز على أبيه ولا على التمتع به (لو15). "فقال اصغرهما لابيه يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسم لهما معيشته (لو 15 : 12)"
4- تطلب ون ولستم تاخذون لانكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم (يع 4 : 3)
5- سليمان لم يطلب شيئا لنفسه: "في تلك الليلة تراءى الله لسليمان وقال له اسال ماذا اعطيك. فقال سليمان لله انك قد فعلت مع داود ابي رحمة عظيمة و ملكتني مكانه.فالان ايها الرب الاله ليثبت كلامك مع داود ابي لانك قد ملكتني على شعب كثير كتراب الارض. فاعطني الان حكمة و معرفة لاخرج امام هذا الشعب و ادخل لانه من يقدر ان يحكم على شعبك هذا العظيم. فقال الله لسليمان من اجل ان هذا كان في قلبك و لم تسال غنى و لا اموالا و لا كرامة و لا انفس مبغضيك و لا سالت اياما كثيرة بل انما سالت لنفسك حكمة و معرفة تحكم بهما على شعبي الذي ملكتك عليه. قد اعطيتك حكمة و معرفة و اعطيتك غنى و اموالا و كرامة لم يكن مثلها للملوك الذين قبلك و لا يكون مثلها لمن بعدك". (2اخبار1: 7 - 12)
6- ما أجمل الترنيمة التي يقول قرارها: "سيدي ماذا تريد؟ أهدني حيث تريد، إنني لست أريد، غير فعل ما تريد.
https://www.youtube.com/watch?v=JVR6vzMjlx4&feature=youtu.be
(ق 0:00 – 0:51) [مع إعادة القرار]
(9) المضيف: وماذا عن التركيز على المشاعر النفسية؟
أبونا:
ينبغي ألا نركز على مشاعرنا النفسية:
1- أحيانا يلجأ بعض الخدام إلى إثارة الناس بتوفير جو من الهياج والصخب أو ما يشبه حلقات الزار ليشبع عواطفهم للشعور بالفرح المزيف ويكون تركيز طلباتهم هو الفرح.
2- في حين أن العبادة السليمة هي التركيز على الرب نفسه فيأتي الفرح من الرب نفسه كنتيجة وليس كمطلب.
3- يقول الرب: "ولكني ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع احد فرحكم منكم" (يو16: 22)
4- ويقول الكتاب: "ففرح التلاميذ اذ راوا الرب (يو20: 20)
(10) المضيف: هل معنى هذا أن لا يطلب المؤمن شيئا لنفسه؟
أبونا:
1- يمكن أن يطلب ما يشاء، ولكن يترك الأمر للرب،
2- فلا يركز على طلباته وينسى التركيز على الرب نفسه.
3- فمثلا نجد إنسانا يشكو أنه لا يجد دموعا في الصلاة.
4- وآخر يركز على ظاهرة التكلم باللسان.
5- وآخر يشكو أنه لم يشعر بالفرح أو التعزية في الصلاة
6- فيشغل نفسه بهذا الأمر ولا يركز على المسيح.
7- فإن كانت هذه أمور مهمة ولكنها ليست هي التركيز الأساسي لصلواتنا.
(11) المضيف: كان هذا عن التركيزات السلبية، فماذا عن التركيزات الإيجابية السليمة.
أبونا:
التركيزات الإيجابية السليمة هي:
1- تركيز نظرنا على الله وحده.
2- تركيز طلباتنا على تمجيده وحده
(12) المضيف: هل يمكن أن توضح لنا معنى تركيز نظرنا على الله وحده؟
أبونا:
نستطيع أن نفهم معنى تركيز نظرنا على الله وحده عندما نستوعب الشواهد التالية من الكتاب المقدس:
1- "وكلم صموئيل كل بيت اسرائيل قائلا ان كنتم بكل قلوبكم راجعين الى الرب فانزعوا الالهة الغريبة والعشتاروث من وسطكم واعدوا قلوبكم للرب واعبدوه وحده فينقذكم من يد الفلسطينيين" (1صم7: 3)
2- ويذكر الكتاب المقدس أن التلاميذ على جبل التجلي "رفعوا اعينهم ولم يروا احدا الا يسوع وحده" (مت17: 8)
3- وأشعياء النبي يقول: "فيخفض تشامخ الانسان وتوضع رفعة الناس ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم" (اش2: 17)
(13) المضيف: قد يسأل البعض قائلا: كيف عمليا نركز على الله وحده في صلواتنا؟
أبونا:
نركز على شخصية الله في سماته وصفاته مثل:
1- وحبه وحنانه.
2- قوته واقتداره.
(14) المضيف: هل يمكن أن توضح لنا أولا أبعاد التركيز على وحبه وحنانه؟
أبونا:
من خلال هذه الشواهد ندرك التركيز على حبه وحنانه:
1- يوحنا الرسول يقول: (1يو4: 19) "نحن نحبه لانه هو احبنا اولا"
2- وداود النب يقول (مز73: 25): "من لي في السماء ومعك لا اريد شيئا في الارض"
3- نحميا يقول (نح9: 17): "انت اله غفور وحنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة"
4- ونفس الشئ قاله داود النبي في (مز145: 8) "الرب حنان ورحيم طويل الروح و كثير الرحمة"
5- وعن حنان المسيح قال مرقس البشير (مر6: 34): "فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا"
(15) المضيف: وماذا عن التركيز على الإله القدير؟
أبونا:
الإله القدير: خالق الأكوان ومبدع الإنسان:
أولا: خالق الأكوان:
1- (عب11: 3) "بالايمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر"
2- (الترجمة التفسيرية) "وَعَنْ طَرِيقِ الإِيمَانِ، نُدْرِكُ أَنَّ الْكَوْنَ كُلَّهُ قَدْ خَرَجَ إِلَى الْوُجُودِ بِكَلِمَةِ أَمْرٍ مِنَ اللهِ حَتَّى إِنَّ عَالَمَنَا الْمَنْظُورَ، قَدْ تَكَوَّنَ مِنْ أُمُورٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ"
3- ويقول العلماء أن الكون يتكون من 100 مليار مجرة، وكل مجرة 100 مليار شمس،
4- فهو جدير بالتعظيم والإجلال.
ثانيا: وهو الإله القدير مبدع الإنسان:
1- (اش45: 12) "انا صنعت الارض وخلقت الانسان عليها. يداي انا نشرتا [أي بسطتا] السماوات وكل جندها [أي كواكبها]"
3- ويقول العلماء أن مخ الإنسان يحتوي على 100 مليار خلية عصبية،
4- فهو جدير بالتمجيد والإكرام.
(16) المضيف: كان هذا عن تركيز نظرنا على الله وحده، فماذا عن تركيز طلباتنا على تمجيده وحده؟
أبونا:
تركيز طلباتنا على تمجيده وحده:
1- فأطلب أن أكون له الهيكل الذي يعيش هو فيه هذا اليوم، أعطيه عقلي ليفكر من خلاله، وقلبي ليحب بمشاعره، ولساني ليتكم به، وقدميَّ ليجول بهما صانعا الخير للناس وشافيا المرضى ومعينا للضعفاء.
2- أملكه على حياتي هذا اليوم فيسيطر على مواقفي، ودوافعي، وعواطفي ورغباتي وكلماتي وأعمالي حتى أحقق مجده في حياتي.
3- وما أجمل ما قال المتنيح البابا شنودة الثالث في هذا الصدد فلنسمع بعض المقتطفات من عظته:
(فيديو البابا شنودة):
1- العلاقة بالله ومعرفة صفاته:
(ق 0:04 – 2:15) من: إيه إحساسك بربنا... إلى: أنت بالنسبة لي كل حاجة.
2- الله في حياتي:
(ق 2:17 – 2:44) من: أنت بالنسبة لي أنت تعمل في ... إلى: أنت تعمل بي.
3- معرفة الله المعرفة الاختبارية:
(ق 3:44 – 4:22) من: بالنسبة ليك هل إنت عرفت ربنا واللا لسه معرفتوش ... إلى: هل عشت معاه واللا ما عشتش معاه.
4-
(ق 4:51 – 5:21) من: من لا يبغض نفسه ... إلى: هل بتحب ده أكثر من ربنا.
5- علاقتك بالله في الصلاة:
(ق 6:41 – 8:30) من: فيه إنسان بيصلي وما لوش علاقة بربنا ... إلى: عملية روتينية لا أكثر ولا أقل.
(17) المضيف: هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟
أبونا:
1- أرجو أن نهتم بأن نحدد تركيزنا في الصلاة على شخص الرب وصفاته وطلب مارتفاع مجده.
2- ولقاؤنا الحلقة القادمة بمشيئة الرب عن: أنواع الصلاة.
إختبارات العابرين والعابرات
(18) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟
أبونا:
1- بكل سرور.
2- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(19) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(20) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
