304ـ صنعت خلاصا (29)
حلقة الاثنين 12/3/2018م
(تقديم: هدى)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (304) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا:
موضوع الحلقة السابقة كان عن:
مجــال النعمــة، دائرة الأشرار.
1- قال السيد المسيح "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي. (مت12:9،13)
2- وأضاف: لأني لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة".
3- فلا تظن أنك لا تستحق النعمة لأنك شرير.
4- فالواقع أنه لا أحد يستحق النعمة إلا الشرير الذي يشعر بأنه فاجر.
5- "ولكنه يؤمن بالذي يبرر الفاجر" (رو4: 5).
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
اليوم سأتكلم عن: الدائرة الثانية للنعمة وهي: دائرة الضعفاء
1- فربما أنك تتباعد عن الله، وتضطرب عظامك بسبب ضعفاتك.
2- ظنا منك أن الله يبغض الضعفاء الذين أنت منهم، لأنك لا تستطيع أن تعيش بالقداسة،
3- وكلما تريد أن تتقدم في التقوى تجد نفسك هابطاً في لجة الخطية..
4- ولهذا تحسب نفسك أنك غير مستحق لنعمة الله!.
5- ولكن اعلم يا أخي أن المسيح قد جاء من أجل الضعفاء أمثالي وأمثالك،
6- إذ يقول الكتاب "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار" (رو6:5).
7- فمن هذا نرى أن المسيح يرثي لضعفاتنا كما قال بولس الرسول "لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شئ مثلنا بلا خطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة، ونجد نعمة،عوناً في حينه" (عب15:14،16).
(5) المضيف: هذا عن سر مجيء المسيح ليرثي لضعفاتنا، وماذا تريد أن تضيف؟
أبونا:
1- أريد أن أضيف أن هذا هو أيضا سر مجيء الروح القدس لكي يعيين ضعفاتنا،
2- إذ يقول بولس الرسول "فأننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخض معاً إلى الآن وليس هذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا … وكذلك الروح أيضاً يعيين ضعفاتنا" (رو22:8ـ26).
3- ويعلن لنا لوقا الرسول هذا السر في قول السيد المسيح لتلاميذه "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أع8:1).
(6) المضيف: قد يتساءل البعض قائلين: لماذا يختار الله الضعفاء؟ هل توجد حكمة في ذلك؟
أبونا:
1- لقد وضح لنا بولس الرسول حكمة الله من اختياره للضعفاء،
2- فمن جهة لكي تظهر نعمة الله وتكمل قوته فيهم.
3- لأنه إن اختار قوما أقوياء فكيف تظهر قوة الله فيهم.
4- لهذا قال الرب لبولس "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل"(كو9:12).
5- ومن جهة أخري اختار الله الضعفاء ليخزى الأقوياء
6- إذ قال الرسول "اختار الله ضعفاء العالم ليخزى الأقوياء" (1كو27:1).
(7) المضيف: ولماذا يريد الله أن يخزي الأقوياء؟
أبونا:
1- المقصود هو الذين يعتمدون على قوتهم الذاتية.
2- وهذا معناه الكبرياء.
3- والكتاب يقول (ام16: 18): "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح"
4- ويقول أيضا (ام11: 2): "تاتي الكبرياء فياتي الهوان ومع المتواضعين حكمة"
(8) المضيف: وماذا قال الكتاب عن الضعفاء؟
أبونا:
1- الرب يوصي الناس أن يسندوا الضعفاء، بقوله على لسان بولس الرسول "اسندوا الضعفاء" (1تس14:5).
2- فإن كانت هذه وصية الله أفلا يسندهم هو بالأولي!!
3- لهذا نراه يشجع الضعفاء قائلا في (يؤ 3: 10) "ليقل الضعيف بطل أنا"
4- ولقد أدرك بولس الرسول سر معاملة الله للضعفاء ولهذا نراه يفتخر بضعفاته إذ يقول "سأفتخر بأمور ضعفي" (2كو30:11).
5- وأيضاً "لا أفتخر إلا بضعفاتي" (2كو5:12).
(9) المضيف: لماذا يفتخر بولس الرسول بضعفه؟
أبونا:
1- يكشف لنا بولس الرسول الستار عن سر هذا الافتخار فيقول "بكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل على قوة المسيح..
2- وأكمل قائلا: لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (2كو10:9)؟
(10) المضيف: البعض يخاف من ضعفاته ويظن أن الله لا يقبل إلا الأقوياء، فما هي نصيحتك لهم؟
أبونا:
1- لماذا تتباعد يا أخي الضعيف عن الله؟
2- أعتقد أنك تتباعد لأنك تريد أن تأتى إلى الله كاملا ظنا منك أنه لا يقبل الضعفاء والمساكين،
3- لهذا فعندما تكتشف ضعفك ونقصك تظن أنه يبغضك ولن يقبلك!!
4- لكن اعلم يا عزيزي أنك تفهم الموضوع عكسياً!!
5- فقد جاء المسيح من أجل الضعفاء والفجار.
6- إذ يقول الكتاب: (رو5: 6) "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين من لأجل الفجار".
7- تأمل في ذلك جيداً لتري أن الله مستعد أن يرحب بك رغم ضعفك.
8- بل أن الله يقبل الضعفاء ويعطيهم القوة فيتمجد فيهم بسخاء عطائه ومحبته ليس للأقوياء فقط بل للضعفاء أيضا.
(11) المضيف: هل هناك أمثلة في الكتاب المقدس تؤكد ذلك؟
أبونا:
1- بطرس الرسول الذي كان ضعيفاً وأمام الجارية ينكر المسيح. (لو22: 57).
2- فهل رفضه المسيح أم أعطاه قوة حتى يقف أمام الرؤساء والمجامع ويتكلم بكلام المسيح بكل مجاهرة؟ (أع14:2ـ36).
3- واذكر بولس الرسول الذي عانى كثيراً من ضعفاته أمام الخطية حتى صرخ صرخته الشهيرة "الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد …ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني مكن جسد هذا الموت" (رو 7: 18،24).
4- هل رفضه الله ولم يقبله أم وشحه بالقوة حتى قال "أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني" (فى13:4).
5- واذكر داود النبي الذي بسبب ضعفه سقط في أشنع الخطايا،
6- فهل رفضه الله أم رفع عنه خطيته؟
7- وعندما طلب منه القوة قائلا "بروح منتدبة (الروح القدس) أعضدني" (مز12:51). يستجيب له الرب.
8- حتى أننا نسمعه يقول "أحبك يارب يا قوتي" (مز17:59).
9- ولهذا نجد أشعياء النبي يقرر هذه الحقيقة بقوله "هو ذا الله خلاصي فاطمئن ولا أرتعب لأنه ياه يهوه قوتي وترنيمتي وقد صار لي خلاصاً" (أش12: 2).
(12) المضيف: كيف نحصل على هذه القوة؟
أبونا:
1- يرينا بولس الرسول الوسيلة التي بها نحصل على القوة بقوله "بسبب هذا أحنى ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح لكي يعطيكم بحسب غني مجده أنتتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن. ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم" (أف3: 14-17).
2- فليتك يا أخي تحني ركبتيك أي تركع أمام الرب لكي تتأيد بقوة الروح في الداخل،
3- وبالإيمان يحل المسيح في قلبك، اي بتصديق وعد الله والثقة أنه سيعطيك ما تطلبه.
4- فهو الذي وعد قائلا (لو11: 13): "فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه"
5- اصرخ مع داود النبي قائلا: "ارحمني يارب لأني ضعيف" (مز2:6).
6- ولا بد أن يستجيب الرب لأنه جاء من أجل الضعفاء ليعطيهم القوة.
المداخلات
(13) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(14) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.