279ـ صنعت خلاصا (5)
حلقة الاثنين 4/9/2017م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (279) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن: أسرار الكنيسة والخلاص
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: جوهر الخلاص. ويشمل:
1- مفهوم الخلاص.
2- دوافع الخلاص.
3- طرق الخلاص.
4- عمل الخلاص.
(5) المضيف: ما هو مفهوم الخلاص؟
أبونا: في بساطة نستطيع أن نقول إن الخلاص معناه (الإنقاذ) فمثلا:
· (الخلاص من الغرق) هو الإنقاذ من الغرق.
· و(الخلاص من يد العدو) هو الإنقاذ من يده..
· وبهذا المعني نفهم خلاص المسيح لنا أنه:
1- إنقاذ من عقوبة الخطية.
2- إنقاذ من سلطان الخطية.
3- إنقاذ من جسـد الخطية.
(6) المضيف: هل يمكن أن تكلمنا عن الخلاص بمعنى إنقاذ من عقوبة الخطية؟
أبونا:
1- عندما ترتكب إحدى الخطايا تتبكت وتتألم لأنك ترى شدة غضب الله، وتحس بأنك تستحق الموت لأنك فعلت الشر في عيني الرب إلهك..
2- هذا شعور سليم لأن "أجرة الخطية هي الموت" (رو23:6).
3- فان كان هذا شعورك فأنت تستطيع أن تفهم معنى الخلاص، فالخلاص هو إنقاذك من قصاص الخطية ودينونتها، أو بمعنى أوضح إنقاذ من عقدة الشعور بالذنب. "لأنه لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح". (رو1:8).
4- فالمسيح بموته على الصليب قد وفى قصاص الخطية، واحتمل في جسده عقوبة خطاياك ليطلقك أنت بريئاً. "لأن الرب وضع عليه إثم جميعنا". (اش6:53).
5- فان كنت حزيناً على خطاياك مرتجفاً من العذاب الذي تستحقه ارفع نظرك إلى المعلق على خشبة الصليب نيابة عنك، وتحمل العذاب عوضاً عنك، ومات هو بدلا منك، فترتاح نفسك ويصير لك سلام مع الله. "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح .. بالإيمان بدمه" (رو25:3).
6- هل تثق وتؤمن في كفاية دم المسيح المسفوك عنك ليوفى دينك؟ إنك إن لم تثق في ذلك فانك تنقص من قيمة دم المسيح وعمله الكفاري على الصليب !!.
(7) المضيف: هل معنى هذا أن الإنسان يتمادى في خطاياه وشروره على حساب دم المسيح؟
أبونا:
1- كلا..
2- أريدك أن تلاحظ جيداً أن الكتاب عندما قال: "إذاً لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع" أكمل قائلا: "السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح"(رو1:8).
3- والسيد المسيح نفسه قال لمريض بيت حسدا بعد أن شفاه "ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر". (يو14:5).
4- وبولس الرسول يؤكد هذا القول بقوله: "فماذا نقول. أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها" (رو1:6،2).
5- ولابد أن نلاحظ أن عمل الخلاص متكامل لهذا دعنا نناقش الجانب الآخر للخلاص من سلطان الخطية.
(8) المضيف: ماذا تريد أن تقول عن هذا الجانب من الخلاص؟
أبونا:
1- الخلاص من سلطان الخطية ومحبتها لا يقل أهمية وقيمة عن الإنقاذ من قصاص الخطية وعقوبتها.
2- بل هو مكمل له.
3- فالواقع أن الإنسان عندما يقبل المسيح مخلصا فإن الروح القدس يخلق فيه طبيعة جديدة لا تطيق الخطية، كطبيعة الحمل الذي لا يطيق البقاء في وحل البرك."اذن ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" (2كو5: 17).
4- وهوذا بولس الرسول يتكلم عن خبرته في هذا الأمر، فبعد أن كان يصرخ متأوها. "أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي .. ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت". (رو23:7،24).
5- نراه بعد ما حصل على اختبار التحرر من سلطان الخطية يقول "إن ناموس روح الحياة في المسيح قد أعتقني من ناموس الخطية والموت". (رو2:8).
(9) المضيف: وماذا تريد أن تقول لنا عن الخلاص من جسد الخطية؟
أبونا:
1- هذا هو النوع الثالث من مفاهيم الخلاص. فالمؤمن يظل طيلة أيام حياته في حرب طاحنة بينه وبين رغبات جسد الخطية أو الإنسان العتيق الساكن فيه والذي يحاول إبليس أن يستثيره بمغريات العالم وشهواته ليفقده الخلاص والنعيم.
2- ولا يتوقع المؤمن راحة طالما هو في الجسد. لذلك فهو ينتظر مجيء الرب يسوع من السماء ليخلصه من جسد الخطية (الإنسان العتيق أو الطبيعة الفاسدة).
3- لهذا فكمال خلاصنا هو بتغيير أجسادنا الترابية إلى أجسام روحانية "يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانياً، يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني. لكن ليس الروحاني أولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني .. وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي" (1كو44:15،49).
4- وأيضاً يقول معلمنا بولس الرسول " فان سيرتنا نحن هي في السموات التي منها ننتظر مخلصنا هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده". (فى20:3،21).
5- وهذا النوع الأخير من الخلاص نناله بظهور شخص ربنا المبارك يسوع المسيح في مجيئه الثاني. " أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (يو2:3).
6- فكمال خلاصنا يا أخي هو بظهور ربنا في مجده فيقوم الأموات ويلبسون الجسد الروحاني والأحياء الباقون على الأرض يتغيرون من الصورة الترابية إلى الصورة الروحانية في لحظة.. في طرفة عين."هو ذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير .. فانه سيبوق فيقام الأموات عدمي فساد ونحن نتغير". (1كو51:15،52). " آمين تعال أيها الرب يسوع ". (رؤ20:22).
(10) المضيف: هل يمكن أن تذكر لنا أحد أقوال القديسين الذي يشهد للمفهو الثلاثي للخلاص؟
أبونا: أسوق ما قاله القديس أوغسطينوس في موسوعة أقوال الآباء:
(N. & P. Frs. 1st Ser. Vol. 5 P. 404 )
1- إذ قال: "إذا سألني أحد عما إذا كنا قد خلصنا بالمعمودية؟ فأنا لا أستطيع أن أنكر ذلك إذ يقول الرسول "خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى5:3).
2- ولكن إن سألني عما إذا كنا قد خلصنا تماما من كل ناحية بواسطة المعمودية؟ أجيب بأن الأمر ليس كذلك. فقد قال الرسول "لأننا بالرجاء خلصنا ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضاً. ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر". (رو24:8،25).
3- ثم يعود القديس أوغسطينوس موضحاً فيقول: "لأن المعمودية تغسل كل الخطايا عامة.. ولكنها لا تنزع الضعف البشري الذي يظل يقاومه المتجدد في جهاده الحسن".
4- فهو يوضح هنا الجانب الأول والثاني من "الخلاص من قصاص الخطية وسلطان الخطية".
5- وفي الفقرة الآتية يوضح أيضاً الجانب الثالث من الخلاص فيقول "ولكن هذا الضعف الذي نقاومه بين سقطة وقيام حتى الموت..سينتهي بتجديد آخر قال عنه الرب في: (مت28:19) "في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم على أثنى عشر كرسياً".
6- ثم يتساءل القديس أوغسطينوس قائلا: "ألم نتجدد؟ ألم نحصل على التبني والفداء بالمعمودية المقدسة؟ نعم ولكن يوجد أيضاً تجديد وتبني وفداء يجب أن نتوقعه بالصبر".
7- ويجمل القول: "لهذا فخلاص الإنسان قد حدث فعلا في المعمودية، ولكن ثمة خلاص آخر سوف يحصل عليه المؤمن في المجيء الثاني وبهذا الخلاص لا يستطيع أن يخطئ."
(11) المضيف: في ختام الحلقة ماذا تريد أن تقول؟
أبونا: أقول أنه كان ينبغ أن نتكلم عن
1- مفهوم الخلاص.
2- دوافع الخلاص.
3- طرق الخلاص.
4- عمل الخلاص.
ولكننا لم نتكلم إلا عن النقطة الأولى مفهوم الخلاص، ونرجئ بقية المواضيع إلى الحلقات القادمة بمشيئة الرب.
المداخلات
(12) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(13) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.