278ـ صنعت خلاصا (4)
حلقة الاثنين 28/8/2017م
(تقديم: الاخ حسين)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (278) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن:
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: الأسرار الإلهية التي نعتبرها شيكات النعمة واهبة الخلاص من رصيد دم المسيح المسفوك على عود الصليب..
(2) وأقتصر على الأسرار الخلاصية وهي:
1- سـر المعمودية
2- سـر المسـحة
3- سـر التـوبة
4- سـر الشـركة
(3) فمن بين ما يوضح أن غاية الكنيسة هي الخلاص هو ما اشتملت عليه من أسرار مقدسة تعتبر مركز الدائرة فيه.
(4) وإن كانت جملة الأسرار الكنسية سبعة، إلا أنه يوجد أربعة أسرار منها نستطيع أن نسميها أسراراً خلاصية.
(5) أما بقية الأسرار فهي أسرار اختيارية أي ليست إلزامية لكل مؤمن وهي:
1- سر الكهنوت،
2- وسر الزيجة،
3- وسر مسحة المرضى.
(6) فليس بالضرورة لكل مؤمن أن يتمم هذه الأسرار فيكون كاهناً أو متزوجاً وإن كان كل إنسان
محتاج لهذه الأسرار أيضاً
(5) المضيف: هل يمكن أن نبدأ بالحديث عن سر المعمودية وعلاقته بالخلاص؟
أبونا:
1- قال السيد المسيح: (مر16:16). "من آمن واعتمد خلص"
2- وجاء في (كتاب المعمودية): "السيد المسيح له المجد قال من فمه الطاهر: "يجب أن نكمل كل بر" وقال أيضاً لتلاميذه الأطهار: "امضوا إلى كل الأمم وبشروهم بالإنجيل وعمدوهم باسم الآب ولابن والروح القدس". وكل من آمن واعتمد خلص. فصار هذا العماد متتابعاً من السيد المسيح وخلفائه سادتنا الرسل الأطهار بالمعمودية المقدسة لأن بها غفران الخطايا والدخول إلى السموات".
3- هذا هو سر المعمودية الذي به ننال خلاصاً بغفران خطايانا في استحقاقات دم المسيح المسفوك على خشبه الصليب.
(6) المضيف: وماذا عن سـر المسحة المقدسة؟
أبونا:
1- جاء في (1يو20:2، 27). "وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ .. وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها"
2- وبهذا السر المقدس ينال المؤمن الروح القدس.
3- وجاء في (أع6:19). "ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم"
4- ودور الروح القدس في الخلاص في غاية الأهمية إذ أنه يقوم بعمليتي: التحرير والتثبيت.
* التحرير: فهو القوة المحررة من سلطان الخطية كما يقول بولس الرسول في (رو2:8): "ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت"
* التثبيت: إذ يثبت المؤمن في شخص المخلص ربنا يسوع المسيح، فيثبت في الخلاص: فقد جاء في (2كو21:1، 22). "ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله. الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا"
5- وهذا هو عين ما توضحه الكنيسة في الصلوات الخاصة بهذا السر كما جاء في (كتاب الصلوات الطقسية): "أنعم بالروح القدس عند نضحة الميرون المقدس ليكن خاتماً محيياً وثباتاً لعبيدك بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا".
(7) المضيف: هل لك تعليق على هذين السرين المعمودية والمسحة قبل أن ننتقل للأسرار الأخرى؟
أبونا: هناك تضامن بين هذين السرين في عملية الخلاص.
1- فالمعمودية تنقل لنا خلاص المسيح من قصاص الخطية وعقوبتها.
2- والمسحة تنقل لنا خلاص المسيح من سلطان الخطية ومحبتنا لها، وذلك عن طريق ثباتنا في الروح القدس الذي حل فينا.
** عزيزي إن كان الأمر بهذين السرين كما رأيت الآن، فلماذا نراك يا من قبلتهما مغلوباً من شهواتك مستعبداً لأدناسك؟. أليس لأنك لم تفهم فاعلية النعمة التي أعطيت لك؟
** أتريد أن تخضع لفاعلية المسحة المقدسة حتى يعمل فيك روح هذه المسحة ليحررك من قيود الخطية وأغلالها؟!.
** "هوذا الآن وقت مقبول، إخضع لسلطان الروح وأصغ لتبكيتاته وأطع توجيهاته، سلم له القيادة فيحررك بالتمام. وأضرم موهبة الله التي فيك" (2تى6:1).
(8) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن سـر التوبة وعلاقته بالخلاص؟
أبونا:
1- جاء في (أع3: 19) "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتى أوقات الفرح من وجه الرب".
2- وفي صلوات هذا السر وضعت الكنيسة هذا القول: "اللهم أنعم علينا بغفران خطايانا باركنا، طهرنا، حاللنا"
3- فان فاعلية سر التوبة هو كفاعلية سر المعمودية حتى دعاها مجمع قرطاجنة "دموع التوبة معمودية ثابتة".
4- وفي ذلك قال القديس أوغسطينوس: "إن الخطية إذا فعلها موعوظ تغسل بالمعمودية، وإذا فعلها معمد تترك بالتوبة".
(9) المضيف: وماذا تريد أن تقول عن سر الشركة أو التناول وعلاقته بالخلاص؟
أبونا:
1- قال السيد المسيح في (يو56:6) "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه".
2- وفي صلوات هذا السر وضعت الكنيسة هذا القول: "أنت يارب علمتنا هذا السر العظيم الذي للخلاص".
3- ونستطيع أن نركز فاعلية هذا السر في الخلاص فيما يلي:
** المغفـرة: فقد قال السيد المسيح في (مت28:26) "لأن هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا".
** التثبيت: فقد جاء في (يو56:6) "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه".
وبثباتنا في شخص المخلص يحررنا من سلطان الخطية ومحبتها "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو36:8).
(10) المضيف: هل لك تعليق على هذين السرين التوبة والتناول؟
أبونا:
1- لعلنا من هذا نستطيع أن نرى أن فاعلية سر التناول تقابل فاعلية سر المسحة المقدسة الذي به نثبت أيضاً في المسيح: "ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحناهو الله" (2كو21:1).
2- ولقد وفق القديس باسيليوس في جمعه بين الفكرتين في عبارة واحدة وضمنها قداسة الإلهي:
"إذ طهرتنا كلنا تولفنا بك من جهة تناولنا من أسرارك الإلهية. لكي نكون مملوئين من روحك القدوس وثابتين في إيمانك المستقيم بالمسيح يسوع ربنا". (صلاة خضوع سراً).
3- تضامن هذين السرين التوبة والتناول:
وكما رأينا تضامن سرى المعمودية والمسحة في خلاص الموعوظ، هكذا أيضاً رى تضامن سرى التوبة والشركة لخلاص المؤمن على النحو التالي:
** فبالتوبة.. ننال خلاصاً من قصاص الخطية الفعلية وعقوبتها.
** وبالشركة.. ننال خلاصاً من سلطان الخطية ومحبتها.
وذلك عن طريق ثباتنا في شخص الرب يسوع المخلص بالروح القدس الذي يملأنا. وهو الذي يحررنا "إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو34:8).
4- هذا هو عمل هذين السرين في حياتنا..
5- ولكن لماذا أنت لا تقدِّر ذلك؟. لماذا تمارس هذه الأسرار شكلياً دون التمتع بقوتها؟.
6- أخشى يا عزيزي أن ينطبق عليك القول: "لك صورة التقوى ولكنك تنكر قوتها" (2تى5:3).
7- فاقدم على هذه الأسرار بمفهوم جديد واضعاً نصب عينيك غاية واضحة وهي (الخلاص) لا مجرد إتمام مراسيم طقسية.
(11) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا هذا الموضوع؟
أبونا:
(1) الخلاص هو غاية تجسد المسيح، وغاية كرازة الرسل.
(2) وهو غاية رسالة الكنيسة كما يتضح من:
1- التذكارات الكنسية:
* السنوية: أسبوع الآلام - الأعياد.
* والشهرية: احتفال يوم 29 من كل شهر.
* والأسبوعية: صومي الأربعاء والجمعة - قداس الأحد.
* واليومية: مناسبات صلوات سواعي النهار.
2- ويتضح أيضا من كتب الصلوات الطقسية:
* الأبصلمودية: إذا أحببنا اسم الخلاص..نعطى..الخلاص.
* الأجبية: بشروا من يوم إلى يوم بخلاصة.
* الخولاجى: خلصت حقاً.
3- ويتضح أيضا من الأسرار الإلهية:
* سر المعمودية: من آمن واعتمد خلص.
* سر المسـحة: ناموس روح الحياة .. أعتقني من ناموس الخطية.
* سر التوبــة: توبوا وارجعوا لتحمى خطاياكم.
* سر الشركـة: علمتنا هذا السر العظيم الذي للخلاص.
فليتك يا عزيزي المشاهد تركز تفكيرك في نعمة الخلاص وأنت تمارس كل وسائط النعمة، حتى يمتعك الرب بخلاصه العجيب. آمين.
المداخلات
(12) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(13) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
