239ـ قيمة نفسك الغالية (4)
{أنت مسكن الله}
حلقة الاثنين 21/11/2016م
(تقديم: مريم)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (239) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] إلهنا الطيب والحنان يا من خلقتني على صورتك ومثالك وجعلتني تاجَ الخليقة وسيدها، ليس فينا يارب من يستحق إكرامك الفائق، فنحن خطاة وارتكبنا المعاصي لضعف بشريتنا ولكنك سكبت نعمتك المتفاضلة لكي ترفعنا من المزبلة وتجلسنا مع شرفاء شعبك. أسألك يا سيدي أن تشرق بنورك في أذهاننا وقلوبنا حتي نستطيع أن ندرك مقدار حبك لنا. لا تحرم أحد من نوال نعمتك والتمتع بخلاصك إذ يقبلك مخلصا وفاديا لحياته. آمين.
(3) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن: "قيمة نفسك الغالية":
1- وكانت الحلقة الأولى عن: أنت تاج الخليقة وسيدها.
2- وكانت الحلقة الثانية عن: أنت صورة الله وشبهه.
3- وكانت الحلقة الثالثة عن: أنت محبوب الله.
(4) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: اليوم سأتكلم عن: "أنت مسكن الله". وسأوضح أوجه الشبه بين مسكن الله وهو الهيكل وبين الإنسان كمسكن لله، وسأكتفي بثلاثة أوجه شبه هي:
1- سحب الحضور.
2- دوام البخور.
3- إشعاع النور.
(5) المضيفة: حدثنا أولا عن: وجه الشبه الأول بين الهيكل والمؤمن وهو سحب الحضور.
أبونا:
أولا: حلول السحاب في مسكن الله في القديم سواء كان خيمة الاجتماع أو الهيكل:
في الواقع كان ذلك دليل حضور الرب بمجده في هذا المسكن، يتضح ذلك من الآيات التالية:
(1) نقرأ في سفر (عد9: 15) "وفي يوم اقامة المسكن غطت السحابة المسكن خيمة الشهادة"
(2) نقرأ في سفر (خر40: 34) "ثم غطت السحابة خيمة الاجتماع وملأ بهاء الرب المسكن"
(3) نقرأ في سفر (1مل8: 11) "ولم يستطع الكهنة ان يقفوا للخدمة بسبب السحاب لان مجد الرب ملا بيت الرب".
(6) المضيفة: هذا عن سحب الحضرة الإلهية في الهيكل مسكن الله. وماذا عن تطبيق ذلك على حياة المؤمن؟
أبونا: ثانيا: سحابة مجد الرب تحل على المؤمنين أيضا لتعلن حضور الرب في حياتهم، يتضح ذلك مما يلي:
(1) نقرأ في سفر (خر24: 15 - 18) "فصعد موسى الى الجبل فغطى السحاب الجبل، وحل مجد الرب على جبل سيناء وغطاه السحاب ستة ايام وفي اليوم السابع دُعِيَ موسى من وسط السحاب، ودخل موسى في وسط السحاب وصعد الى الجبل وكان موسى في الجبل اربعين نهارا واربعين ليلة"
(2) وكانت النتيجة لذلك ما ذكره الكتاب في (خر29 – 35) "وكان لما نزل موسى من جبل سيناء و لوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل ان موسى لم يعلم ان جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه، فنظر هرون و جميع بني اسرائيل موسى و اذا جلد وجهه يلمع فخافوا ان يقتربوا اليه، فاذا راى بنو اسرائيل وجه موسى ان جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجهه حتى يدخل ليتكلم معه".
(7) المضيفة: هذا ما يقوله الكتاب المقدس عن موسى كمثال، وماذا عن المؤمن العادي؟
أبونا: ثالثا: المؤمن الحقيقي أصبح هيكلا لله، وروح الله يسكن فيه، ورح المجد يحل عليه أيضا:
(1) نقرأ في رسالة (1كو3: 16) "أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم"
(2) ونقرأ في رسالة (1بط4: 14) "إن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لان روح المجد والله يحل عليكم".
(3) القديس أغناطيوس الثيؤفوروس من القرن الأول الميلادي، عندما سأله الإمبراطور عن معنى الثيؤوفوروس قال له: معناه الحامل الإله في قلبه.
(4) ومن هنا أقول "أنت مسكن الله"، ويمكنك أن تتمتع بحلوله وحضوره الدائم في قلبك.
(8) المضيفة: حدثنا أيضا عن: وجه الشبه الثاني بين الهيكل والمؤمن وهو دوام البخور.
أبونا: أولا: دوام البخور في الهيكل:
عندما يرفع البخور في الهيكل يكوِّن سحابة تُجسِّد لنا سحابة حضور الرب. لهذا وضح الرب ضرورة إصعاد البخور في الهيكل، والبخور يمثل الصلاة، كقول المرنم في: (مز141: 2) "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك"
(1) ونقرأ عن إصعاد البخور في الهيكل في سفر (لا16: 13) "ويجعل البخور على النار امام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي على الشهادة"
(2) ونقرأ في سفر (خر30: 8) "حين يُصعد هرون السرج في العشية يوقده بخورا دائما امام الرب في اجيالكم"
(9) المضيفة: هذا عن دوام البخور رمز الصلاة في الهيكل مسكن الله. وماذا عن تطبيق ذلك على حياة المؤمن؟
أبونا: ثانيا: صلاة المؤمن الدائمة مشبهة بالبخور:
ويوضح الكتاب المقدس ضرورة أن يصعد المؤمن بخورا دائما أي الصلاة، حتى يستطيع أن يعيش في محضر الله.
(1) نقرأ في سفر (مز141: 2) "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك"
(2) ونقرأ في سفر (رؤ5: 8) "ولما اخذ السفر خرت الاربعة الحيوانات والاربعة والعشرون شيخا امام الحمل ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوة بخورا هي صلوات القديسين"
(3) ونقرأ في سفر (رؤ8: 4) "فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك امام الله"
(4) ونقرأ في سفر (ملا1: 11) "لانه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم بين الامموفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة لان اسمي عظيم بين الامم قال رب الجنود"
(5) ولهذا يوصينا السيد يسوع المسيح قائلا: (لو18: 1) "ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل"
(6) وبولس الرسول قال: (1تس5: 17) "صلوا بلا انقطاع"
(7) ويوصينا بطرس الرسول قائلا: (1بط4: 7) "وانما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات"
(8) ولهذا قال داود النبي: "أما انا فصلاة" (مز109: 4).
(10) المضيفة: حدثنا عن وجه الشبه الثالث بين الهيكل والمؤمن وهو إشعاع النور.
أبونا:
أولا: النور في الهيكل:
(1) نقرأ في سفر (خر40: 38) "لأن سحابة الرب كانت على المسكن نهارا وكانت فيها نارٌ ليلاامام عيون كل بيت اسرائيل في جميع رحلاتهم".
(2) نقرأ في سفر (خر40: 4) "وتدخل المنارة وتصعد سرجها"
(3) ونقرأ في (خر40: 24) "ووضع المنارة في خيمة الاجتماع"
(4) نقرأ في سفر (عد8: 2) "كلِّم هرون وقل له متى رفعت السرج فالى قدام المنارة تضيء السرج السبعة"
(11) المضيفة: هذا عن إشعاع النور في الهيكل مسكن الله. وماذا عن تطبيق ذلك على حياة المؤمن؟
ثانيا: النور في حياة المؤمن:
(1) نقرأ في إنجيل (مت5: 14) "انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل"
(2) نقرأ في إنجيل (مت5: 16) "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات".
(3) ونقرأ في سفر (خر34: 29- 33) عن موسى النبي "وكان لما نزل موسى من جبل سيناءولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل ان موسى لم يعلم ان جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون و جميع بني اسرائيل موسى واذا جلد وجهه يلمع فخافوا ان يقتربوا اليه. ولما فرغ موسى من الكلام معهم جعل على وجهه برقعا".
(4) لهذا تظهر الهالة النورانية حول رؤوس القديسين في كل الأيقونات، لأنهم نور العالم.
(12) المضيفة: هل لك تعليق في ختام حلقة اليوم؟
أبونا:
(1) رأينا جانبا آخر من جوانب قيمة نفسك الغالية، وهو أنك مسكن الله.
(2) ورأينا أوجه الشبه بين مسكن الله الهيكل وبين المؤمن الحقيقي من حيث:
(3) حضور الله في الهيكل في السحاب، وحضور الله في حياة المؤمن بحلول الروح القدس في قلبه.
(4) ووجه الشبة الثاني هو إصعاد البخور الدائم في الهيكل الذي هو رمز الصلاة، وتطبيق ذلك على حياة المؤمن الذي يتمتع بدوام الاتصال بالله.
(5) ووجه الشبه الثالث وهو إشعال النور في منارة الهيكل، والمؤمن هو نور العالم، يشع بنور المسيح فيرى الناس حياته وأعماله فيمجدو أباه الذي في السموات.
(6) وسؤالي لكل واحد هو: هل نحن نعيش عمليا في حضرة الله بالاتصال الحبي معه، وهل نشرق بنوره على الآخرين.
(7) تستطيع أن تطلب من الله كل هذه الامتيازات فيعطيها لك لأن قيمتك غالية في نظر إلهك.
المداخلات
(13) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(14) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.