230ـ حروب المؤمن (5)
حلقة الاثنين 12/9/2016م
حروب العاطفة
(تقديم: نتالى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (230) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي يا من تعرف ضعف بشريتنا وتعرف أيضا شراسة الحروب التي نتعرض لها، لذلك اسأل محبتك أن تعين ضعفاتنا، وتعطنا العلبة على الحروب التي نتعرض لها لنستمتع بالوجود في حضرتك. آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) عيد النيروز 11 سبتمبر عيد الشهاء.
(2) تذكار الإرهاب الإسلامي عل برجي التجارة والبنتاجون، لئلا ننسى.
(3) عيد الضحية، ولا ضحية إلا شخص المسيح، وليس بدم خراف أو عجول، بل بدم نفسه وجد فداءً أبديا.
(4) أما موضوع الحلقة السابقة مباشرة كان عن: أنواع حروب المؤمن، وتكلمت عن حروب الفكر.
(4) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: اليوم سأتكلم عن: نوع آخر من حروب المؤمن وهي حروب العاطفة،
وأريد أن أناقش النقاط التالية:
1- مفهوم العاطفة.
2- أنواع العواطف.
3- حروب العاطفة.
4- الانتصار على حروب العاطفة.
(5) المضيفة: ما هو مفهوم العاطفة؟
أبونا:
(1) العاطفة تُسمى عادّة: بالمشاعر، والأحاسيس، والمزاج، والانفعالات،
(2) وأن جميعها تنتمي إلى صميّم تكوين وتفاعل الإنسان من الداخل.
(6) المضيفة: وما هي أنواع العواطف؟
أبونا: هناك نوعان من العواطف:
(1) عاطفة حب: وتستطيع أن تُلاحظها من خلال شعورك نحو والديك، أو زوجتك، أو أبنائك، أو الأقرباء، أو الأصدقاء، أو الجيران، أو تجاه شخص ما، أو موقف ما.
(2) وتقابلها عاطفة الكراهية المُتمثلة في إحساسك ومشاعرك نحو عدوٌ تكرههُ،
(3) ومشاعر الكُرهْ الأخرى من: حقد، وأنانية، وبغض، وحسد، وغيرة، واحتقار.
(7) المضيفة: وما هي حروب العاطفة؟
أبونا: هناك حروب كثير منها:
1ـ الحرمان العاطفي.
2ـ الفراغ العاطفي.
3ـ التعلق العاطفي.
5ـ الكبت العاطفي.
6ـ الانحراف العاطفي.
(8) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن الحرمان العاطفي؟
أبونا: ينشأ الحرمان العاطفي نتيجة أحد الأسباب التالية:
(1) قسوة الآباء على الأبناء، في الوقت الذي ينتظر الآبناء من آبائهم الإشباع العاطفي الأبوي.
(2) عدم مبالاة الأزواج بالزوجات وعدم توفير جو من الإشباع العاطفي الأسري.
(3) ظلم المجتمع وقسوته على أفراد المجتمع، وحرمانهم من مشاعر العطف السوي، بأن يعطف الكبير على الصغير.
(4) والسبب الرئيسي في الحرمان العاطفي هو أنانية الناس، وعدم الاكتراث بالآخرين وعدم معاملتهم بعواطف الحب الخالص.
(9) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن الفراغ العاطفي؟
أبونا: الفراغ العاطفي على نوعين:
(1) النوع الأول: حالة إنسان يشعر أن له قلبًا كبيراً ولا يجد من يملأ قلبه بالحب والعواطف المقدسة.
(2) والنوع الثاني هو:
1- الشخص الذي يشعر أنه في حاجة إلى من يحبه فلا يجده.
2- فيطلب من الشخص الآخر الحب، ولن يجده لأن الآخر محتاج هو أيضاً للحب.
3- وقد شبهها أحد الخدام بحشرة القُرَاد. وهي حشرة تلتصق بجلد الحيوانات مثل البقر والجاموسوالكلاب وتمص دمائهم وتعيش على ذلك،
4- فهكذا كل واحد يحاول أن يمتص دماء شريك حياته، فيشعر الآخر بالثقل والهم والتعب والأنانية،
5- ويشعر أن الآخر لا يحب إلا نفسه، وإن ظهر أنه يحب فهو يحب شهوته ولذته في الآخر،
6- ومن هنا تنشأ المشاكل، وقد تؤدي للانفصال والطلاق أو العيش كأيام الجحيم على الأرض.
(10) المضيفة: وماذا تريد أن تقول عن التعلق العاطفي؟
أبونا: (1) التعلق العاطفي حالة تأتي نتيجة التركيز.
(2) فقد يختلط الإنسان ويركز على شخص واحد فبدون أن يدري يسقط في التعلق العاطفي بهذا الشخص.
(3) فيسهل الانزلاق إلى الإنحراف العاطفي وإلى الشهوة النجسة.
(4) فلكّي ننقي أنفسنا من حرب التركيز لابد أن تكون عاطفتنا موزعة بشكل صحيح، حب للأسرة، حب للأصدقاء، حب للأخوة، حب لمجموعة الدراسة، حب لمجموعة الكنيسة، وعدم التركيز في شخص واحد.
(11) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن الانحراف العاطفي؟
أبونا:
(1) المسار الطبيعي للعاطفة هو الحب النقي.
(2) ولكن قد تنحرف العاطفة عن مسارها النقي إلى الشهوة الجنسية:
(3) مثال على ذلك ما جاء في (٢صم١٣ : ١٥( عن قصة أمنون وأخته غير الشقيقة ثامار. فالطبيعي أن يرتبط أمنون بثامار برباط الحب النقي لأنها أخته، ولكن حبه لها انحرف إلى شهوة دنسة وانتهى الأمر بإغتصابها.
(12) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن الكبت العاطفي؟
أبونا: (1) الكبت العاطفي مظهر آخر من مظاهر الانحراف العاطفي.
(2) فعندما ينحرف مسار الحب النقي عن الطهارة، ويفشل الإنسان في أن يعالج هذا الانحراف علاجا سليما، قد يلجأ إلى كبت هذا الانحراف خجلا، في داخله دون علاج.
(3) وهنا يصل الكبت إلى الانفجار.
(13) المضيفة: بقي أن نعرف طريق الانتصار على حروب العاطفة حتى لا يصل الأمر إلى الانحراف والانفجار.
أبونا: هذه هي إستراتيجية الانتصار:
1- الشبع بالمسيح.
2- ملكية المسيح.
3- حضور المسيح.
4- الانقياد بالروح.
5- ضبط النفس.
6- الهدف المقدس.
(14) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن الشبع بالمسيح؟
أبونا: الشبع بالمسيح: + [مز 17: 15] "أما أنا فبالبر أنظر وجهك. أشبع إذا استيقظت بشبهك". + قال المسيح "من يقبل إلىّ فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش أبداً" (يو٦ :٣٥.(
1- فعندما نشبع بالمسيح ندوس العسل: (أم 27: 7) "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرّ حُلْوٌ."
2- عندما يكون المسيح الصديق الألصق من الأخ، نضع كل شيء في مكانه الصحيح، (أم18: 24) "يوجد محب الزق من الأخ."
3- الشبع بالمسيح يأتي بالعشرة معه: فإن التركيز(أي التعامل بشكل كثير ومركز) يؤدى إلى تعلق المشاعر.
4- فالصداقة مع الرب يسوع والقديسين تجعل الإنسان في راحة نفسية وفرح روحي وشبع حقيقي.
(15) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن ملكية المسيح؟
أبونا: ملكية المسيح: أي يصبح جسدك ملكا للمسيح: أنت عضو من أعضاء المسيح، "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح واجعلها أعضاء زانية حاشا (١كو٦ :١٥ .(
(16) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن حضور المسيح؟
أبونا: إن التمتع بالوجود في حضرة المسيح يحفظ المؤمن من السقوط: هذا ما حفظ يوسف من الخطأ مع إمرأة فوطيفار، (تك39: 9) "فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟"
(17) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن الانقياد بالروح؟
أبونا: عندما ننقاد بالروح القدس ونسمع صوت تبكيته لنا، ونخضع لتحذيراته، عندئذ نأخذ قوة ونتحرر.
(18) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن ضبط النفس؟
أبونا: بخصوص ضبط النفس: لابد للشخص أن يضبط نفسه، لذلك يقول الكتاب "مالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (أم١٦ :٣٢)، وفي ضبط النفس وضع حدود للتعامل مع الآخرين:
1- حدود الكلام والألفاظ: فلنحذر منذ البداية من كلمات الحب والمديح والاطراء فلابد من وضع حدود للكلام.
2- حدود للتلامس: عندما يبكت روح االله شخصا على خطية اللمس فليقدم توبة بسرعة حتى لا يدخل في دائرة خيانة.
3- وضع حدود للأسرار والخصوصیات. فيجب أن يكون الشخص حكيما، ولا يشارك كل أحد بكل أسراره، فلكل شخص خصوصياته وأسراره، حتى لا تتكون دالة وتتطور إلى ما لا يحمد عقباه.
(19) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن الهدف خلاص النفس؟
أبونا: الهدف خلاص النفس وربحها للمسيح، وليس سرقة النفس من المسيح وربحها لنفسي.
بهذه الخطة الإلهية نستطيع أن ننتصر في حروب العاطفة. آمين.
المداخلات
(20) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(21) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.