69ـ كيف أقبل المسيح ـ7
(نتائج الانفصال عن الله)
حلقة الثلاثاء 5/3/2013م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (69) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) سيدي، لما كثير جرحوني في شدة، ودموعي امتزجت بأنيني، حصنك كان يملأني بقوة، ترجع تاني إنت وتحييني، شكرا ليك. (3) أسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيفة: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن تلخيص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) تكلمت عن أسباب إنفصال المعمد عن الله.
ووضحت من الكتاب المقدس وكتابات معلم الأجيال المتنيح البابا شنودة الثالث، أن هناك عدة أسباب تؤدي بالإنسان إلى الانفصال عن الله منها:
1ـ نسيان الله
2ـ الهروب من الله
3ـ الاستقلال عن الله
4ـ عدم محبة الله
(2) ووعدت أن أستكمل بقية النقاط وهي:
4ـ نتائج إنفصال المعمد عن الله.
5ـ هل يدخل الله في قلبي عندما أطلبه رغم أنه قد سبق ونلت المعمودية؟
6ـ معمودية الكبار ومعمودية الصغار.
(5) المضيفة: وماذا ستقدم لنا من هذه النقاط في هذه الحلقة؟
أبونا: سأتكلم عن: نتائج إنفصال المعمد عن الله
(6) المضيفة: وما هي نتائج إنفصال المعمد عن الله؟
أبونا: نتائج الانفصال عن الله هي:
1ـ عدم الإدراك
2ـ عدم إعطاء القلب لله
3ـ بيع المسيح
4ـ إنعدام العلاقة مع الله
5ـ فقدان رتبة البنوية
(7) المضيفة: ماذا تقصد بعدم الادراك؟
أبونا: عدم الإدراك هو إحدى النتائج المريرة للإنفصال عن الله، فلا يدرك حالته التي هو فيها، بل يخدع نفسه.
(1) (رؤ3: 17) "لست تعلم انك انت الشقي والبئس وفقير واعمى وعريان".
(2) (أش44: 20) "قلب مخدوع قد اضله"
(3) (غل6: 3) "لانه ان ظن احد انه شيء وهو ليس شيئا فانه يغش نفسه"
(4) (يع1: 26) "إن كان احد فيكم .. يخدع قلبه فديانة هذا باطلة".
(5) (1يو1: 8) "إن قلنا انه ليس لنا خطية نضل [نخدع] أنفسنا وليس الحق فينا".
(8) المضيفة: عودتنا أن تذكر لنا بعض المقتطفات من أقوال المتنيح البابا الأنبا شنوده الثالث، فماذا قال عن نتيجة عدم الإدراك؟
أبونا: (1) قال في (كتاب اليقظة الروحية صفحة 7): "الإنسان الذي يعيش في الخطية بعيدا عن الله يشبهه الكتاب المقدس بإنسان نائم لا يدري بنفسه ولا بحالته كيف هو فهو محتاج أن يستيقظ"
(2) وقال في (كتاب اليقظة الروحية ص8) أيضا: "الخطاة أموات بالخطايا، لذلك يقول الرسول: استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح [ويضيف قائلا]: قم انتبه لنفسك. وارجع إلى الصحو، لتدري ما أنت فيه ... فالشخص الخاطي كإنسان مخدر لا يدري ما هو فيه، إحساسه الروحي معطل، فهو لا يحس ما هو فيه، ولا ماذا يفعل"
(3) وقال كذلك في (كتاب اليقظة الروحية صفحة 9) "حقا إن الشيطان حينما يريد أن يوقع شخصا يخدر ضميره أولا أو يقوده بطريقة ما إلى حالة الغفوة والغفلة هذه التي تعطل الحس الروحي فلا يدرك ما هو فيه"
(9) المضيفة: عودتنا أيضا أن توجه رسالة شخصية إلى المشاهدين تطبيقا على عدم الإدراك؟
أبونا: (1) أرجو يا عزيزي المشاهدين أن لا تكون من المخدوعين الذين في غفلة لا يدركون حقيقة حالتهم. (2) افحص نفسك هل أنت متيقظ مدرك لوجودك في المسيح؟ (3) الله يحبك ولا يسمح بأن تهلك اقترب إليه واتخذه مخلصا لحياتك آمين.
(10) المضيفة: قلت أن من نتائج إنفصال المعمد عن الله هو "عدم إعطاء القلب لله"، هل تسلط الأضواء على ذلك؟
أبونا:: نعم من نتائج الانفصال عن الله أن الإنسان لا يعطي قلبه لله.
(1) فوصية الله كما جاءت في (ام23: 26)تقول: "يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي"
(2) ولكن إذ ينفصل الإنسان حتى ولو كان معمدا يكون كسليمان الملك، فرغم كونه نبيا إلا أنه قد جاء عنه في: (1مل11: 4) "وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه املن قلبه وراء الهة اخرىولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه"
(3) وقيل كذلك عن الملك أبيام بن رحبعام ملك يهوذا في: (1مل15: 3) "وسار في جميع خطايا ابيه [رحبعام] التي عملها قبله ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه"
(11) المضيفة: ماذا قال المتنيح البابا الأنبا شنوده الثالث عن عدم إعطاء القلب لله كنتيجة للإنفصال عنه؟
أبونا: (1) قال في (كتاب اليقظة الروحية صفحة 35): "مشغوليات الإنسان تسيطر على وقته، فلا يعطيه لله، والعواطف تسيطر على قلبه فلا يعطيه لله"
(2) أرجو أن نتنبه نحن أيضا لهذه الحالة، فهل قلبك بالكامل لله، أم أنه منشغل بأمور أخرى تزاحم وجود الله فيك؟
(12) المضيفة: وماذا عن "بيع المسيح"، الذي هو النتيجة الثالثة لإنفصال المعمد عن الله؟
أبونا: أولا: نذكر ما قاله الكتاب المقدس:
1ـ ففي (اش50: 1) هوذا من اجل اثامكم قد بُعتم [أي قد تم بيعكم]"
2ـ وفي (اش52: 3) فانه هكذا قال الرب مجانا بُعتم [أي قد تم بيعكم]"
3ـ كما جاء في (مت26: 15) عن يهوذا الاسخريوطي أنه "ذهب الى رؤساء الكهنة وقال ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم فجعلوا له ثلاثين من الفضة" لقد باع سيده بهذا الثمن البخس من المال، رغم أنه كان من تلاميذ المسيح.
ثانيا: وعن هذا قال المتنيح البابا الأنبا شنوده في (كتاب اليقظة الروحية صفحة 55) "نظر القديس يوحنا القصير إلى بائيسة وقال لها: لماذا استهنت بالسيد المسيح بهذا المقدار؟ كيف أضلك الشيطان حتى بِعْتِ المسيح بهذا الثمن الرخيص؟! وأحنى القديس رأسه إلى الأرض وبكى بكاء مرا. وتأثرت بائيسة من توبيخه لها وتأثرت من بكائه واستيقظ ضميرها .. وقالت للقديس: هل لي توبة؟ فأجابها: نعم، ولكن ليس في هذا المكان ... اقتنعت وسلمت نفسها لهذا الذي أتى من أجل خلاص نفسها"
(13) المضيفة: وما هي الرسالة التطبيقية التي تريد أن توجها إلينا بهذا الخصوص؟
أبونا: (1) هل تبيع المسيح من أجل ربح مادي، أو ترقية، أو علاوة، أو شهوة جنسية؟ (2) ليتنا نقول مع المرنم: لو حطوا العالم في كفي مش ممكن أبدا ح يكفي، ده الرب اللي في قلبي مكانه ح أقدر أبيع الكل عشانه.
(14) المضيفة: نأتي إلى النتيجة الرابعة للإنفصال عن الله وهي إنعدام العلاقة معه، فماذا يقول الكتاب عن ذلك؟
أبونا: عندما ينفصل الإنسان عن الله تنعدم علاقته بالله، مهما مارس من شكليات العبادة ووسائط النعمة، فقد يظن أن له علاقة مع الرب ولكنه في الواقع ليست له صلة بالمسيح.
أولا: نرى ذلك من خلال الكتاب المقدس: (1) فقد خاطب بولس الرسول المؤمنين في (2تي3: 2-5) قائلا: "لأن الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال .. محبين للذَّات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها"
(2) وجاء في سفر (رؤ3: 1) "واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس .. أنا عارف اعمالك ان لك اسما انك حي وانت ميت".
(3) وجاء في (مر7: 6) "فأجاب [يسوع] وقال لهم حسنا تنبا اشعياء عنكم .. هذا الشعب يكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا وباطلا يعبدونني"
(15) المضيفة: وماذا من كتابات المتنيح البابا شنوده الثالث وعن هذه النتيجة؟
أبونا: (1) قال قداسته في (مقال اللقاء مع الله ـ جريدة وطني بتاريخ 16/5/1963): "هناك أناس علاقتهم بالله طقسية بلا روح! علاقة فروض! يؤدي الإنسان الفرض في موعده، دون أن يحس بوجود الله فيما يفعل! يصلي الصلاة في موعدها. ويقرأ الكتاب المقدس بنظام متبع، وضميره يتعب إن لم يقرأ ولم يصلي. لأنه لم يؤدي واجبه (الروحي). كل هؤلاء حتى الآن ليست لهم علاقة بالله. لا الجدل في الله والإلهيات، ولا تذكاره في المناسبات والرسميات، ولا الطقوس الخالية من الروح، التي هي مجرد فروض وواجبات، لا شيء من هذا كله يشعر فيه الإنسان أن له علاقة روحية مع الله]
(2) وقال أيضا قداسته في (كتاب الرجوع إلى الله صفحة37): [إن القلب هو الأساس، وبه نميز بين اثنين: إنسان يصلي المزامير فيخرج بها الشياطين، وآخر يصلي المزامير وكأنه لم يصلِّ إذ لا علاقة في قلبه مع الله]
(16) المضيفة: وما تطبيق ذلك على حياتنا نحن؟
أبونا: لنفحص أنفسنا الآن هل لنا علاقة حميمية مع المسيح، أم أنها مجرد فراض تمارس بلا روح أو اتحاد بالله أو التمتع به؟
(17) المضيفة: بقيت النتيجة الخامسة للإنفصال عن الله وهي فقدان رتبة البنوية، قل لنا ماذا تريد أن تقول؟
أبونا: أولا من الكتاب القدس:
(1) في مثل الإبن الضال الذي ترك بيت أبيه، فإنه عندما تعب وأراد أن يرجع عبر عن البنوية التي فقدها بقوله (لو15: 18 و19): "اخطات الى السماء وقدامك، ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا، اجعلني كاحد اجراك"
(2) وقد كتب المتنيح الأرشيذياكون حبيب جرجس عن هذه الحقيقة المرة تحت عنوان نتائج سر التوبة في (كتاب أسرار الكنيسة السبعة ص116) قائلا: [نتائج سر التوبة هي: الحصول على رتبة البنوية التي فقدها الخاطي بخطيته"
(3) هذه بعض النتائج المريرة للانفصال عن الله. فليحمنا الرب من ذلك وليعطنا أن ننتبه لحياتنا حتى لا نصل إلى مرارة هذه النتائج.
(18) المضيفة: شكرا جزيلا. هل يمكن أن تلخص لنا موضوع هذه الحلقة؟
أبونا: تكلمت عن نتائج الانفصال عن الله هي:
1ـ عدم الإدراك
2ـ عدم إعطاء القلب لله
3ـ بيع المسيح
4ـ إنعدام العلاقة مع الله
5ـ فقدان رتبة البنوية
(19) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: (1) أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة بالاختبارات الشخصية في كيفية قبولك للمسيح في حياتك مخلصا وفاديا (2) كما أرجو أن تترك طلبات الصلاة مع الكنترول روم، وسوف نصلي من أجل الجميع في نهاية الحلقة وشكرا.
ختام
(20) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية، وذكر الذين طلبوا الصلاة من أجلهم؟
أبونا: (1) بكل سرور وشكرا لك أيضا (2) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.
