67ـ كيف أقبل المسيح ـ5
(قبول المسيح والمعمودية)
حلقة الثلاثاء 19/2/2013م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (67) من برنامج "حياتك الروحية"
من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) سيدي، أنا لما بكيت من جرح في قلبي، وأنا لما تعبت من أحزاني، جيت يا إلهي، ورفعت بإيدك حزني، جيت وحنانك لي ملاني. (3) أسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيفة: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن تلخيص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) تكلمت عن قطع التعهدات وشرعيتها من الكتاب المقدس، ومن كتب الكنيسة الأرثوذكسية.
(5) المضيفة: وماذا ستقدم لنا هذه الحلقة؟
أبونا: سأتكلم عن قبول المسيح وعلاقته بسـر المعمودية. وسيشمل مناقشة النقاط التالية:
1ـ هل يصح أن يقال لمسيحي مُعَمَّد "اقبل المسيح"؟
2ـ هل يخرج الله من قلب المعمد حتى يحتاج إلى دعوته لدخول قلبه من جديد؟
3ـ أسباب الانفصال عن الله.
4ـ نتائج الانفصال عن الله.
5ـ هل يدخل الله في قلبي عندما أطلبه رغم أنه قد سبق ونلت المعمودية؟
6ـ معمودية الكبار ومعمودية الصغار.
(6) المضيفة: هذه أسئلة هامة تشغل فكر الكثيرين، فهل يصح أن يقال لشخص مسيحي معمد "اقبل المسيح"؟
أبونا: (1) الواقع أن دعوة قبول المسيح نجدها في سفر (رؤ3: 20) "هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (2) ونعجب أشد العجب عندما نعلم أن هذه الآية قيلت لملاك الكنيسة التي في لاودكية، بآسيا الصغرى وهي تركيا حاليا. (3) وملاك الكنيسة هنا هو خادمها أو كاهنها أو أسقفها. (4) وبالتأكيد كان هذا الأسقف مسيحيا معمدا. وبالرغم من هذا كان صوت الرب له قائلا: "أنا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (5) فإذ قد وجهت هذه الدعوة إلى أسقف، إذن لا توجد أية غضاضة من توجيه هذه العبارة عينها لشخص معمد تنطبق حالته الروحية مع حالة ملاك هذه الكنيسة من فتور روحي واحتياج إلى هذا الحل الإلهي. (6) ولهذا نجد هذه العبارة يرددها كثيرا المتنيح البابا شنودة الثالث في عظاته وكتاباته للمسيحيين المعمدين:
(7) المضيفة: هل يمكن أن تذكر لنا بعض تلك الأقوال؟
أبونا: (1) جاء في كتاب قداسته (حياة الرجاء صفحة 49): "الله واقف على الباب وهو الذي يقرع ...! وهو الذي يقول في كل حين: "هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (2) وجاء في كتاب قداسته (انطلاق الروح ص 107): "هوذا المسيح ما يزال واقفا وحده يقرع على الباب حتى إذا فتحت له يدخل ويتعشى معك وأنت معه. فهل ما تزال مصرا أن تتركه واقفا وحده؟" (3) ويقول في (كتاب الرجوع إلى الله صفحة 45): "أنا واقف على أبواب قلوبكم أقرع لكي تفتحوا لي [وأضاف] إنما المشكلة تأتي من جهتكم أنتم، فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه". لذلك أقول "ارجعوا إلي" أي افتحوا أبواب قلوبكم المغلقة دوني "فأرجع إليكم"
(8) المضيفة: هل يخرج الله من قلب المسيحيين المعمدين؟ حتى يحتاجوا إلى دعوته لدخول قلوبهم من جديد؟
أبونا: (1) على المستوى اللاهوتي والعقيدي نقول لا. لأن الله موجود في كل مكان، ولا يخلو منه مكان. ولكنه وجود غير فاعل. ويتصرف الإنسان وكأن الله غير موجود في حياته.
(2) فعلى المستوى الروحي يطلق على هذه الحالة عدة تعبيرات لها مدلولاتها الروحية نورد بعضا منها:
1ـ تعبير عدم وجود الله في القلب
2ـ تعبير رفض الله وطرده من القلب
3ـ تعبير تحدي الله
4ـ تعبير الموت الروحي
(9) المضيفة: هل تعبير عدم وجود الله في القلب ينطبق على الإنسان المسيحي المعمد؟
أبونا: (1) الواقع أن هذا التعبير صعب للغاية، فكيف لإنسان مسيحي معمد أن لا يكون الله في قلبه. (2) على المستوى الروحي والعملي كما قلت يُعَبَّر عن حالة الشخص البعيد عن الله بهذا التعبير حتى ولو كان معمدا (3) ونستطيع أن نفهم ذلك من أقوال المتنيح البابا شنوده الثالث فيما يلي: [1] يقول في (كتاب اليقظة الروحية صفحة 13) "كلنا نقول نحب المسيح ... والمسيح داخل قلوبنا، أما من جهة العمل فهذا مستحيل"
[2] وعن عدم وجود مجال لله في داخل الإنسان المسيحي المعمد بسبب حياته المنحرفة في الخطية قال المتنيح البابا شنودة الثالث في (كتاب اليقظة الروحية ص23و24): "الشيطان يقدم للإنسان عاطفة ما تشغل كل قلبه ... وتستحوذ على كل اهتماماته ومعها لا يكون لله مجال في داخله"
[3] ومن أقواله أيضا في هذا الصدد في (كتاب اليقظة الروحية ص25و26): "ويبحث الله عن مكان في قلب هذا الإنسان فلا يجد .. وتسأل عن مركز الله في قلبه فلا تجد... الله الذي هو المالك الحقيقي لقلبك أصبح لا يجد له مكانا فيه".
[4] يقول أيضا قداسته في (كتاب انطلاق الروح ص79و80) "الشخص الذي يحب الخطية لابد سيسقط فيها، أمثال هؤلاء لم ينتصروا في الداخل، ولم يسكن الله في قلوبهم"
(10) المضيفة: وماذا عن تعبير رفض الله، وطرده من القلب؟
أبونا: (1) هذا ما عبر عنه المتنيح البابا شنوده الثالث في (كتاب اليقظة الروحية ص26) بقوله: "وتسأل عن مركز الله في قلبه؟ فلا تجد إلا هذه الحقيقة المرة: لقد طردنا صاحب البيت وأسكنا في مكانه الغرباء].
(2) ويقول قداسته في (كتاب الرجوع إلى الله صفحة 45) على لسان السيد المسيح: "أنا واقف على أبواب قلوبكم أقرع لكي تفتحوا لي، فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه. لذلك أقول "ارجعوا إليَّ" أي افتحوا أبواب قلوبكم المغلقة دوني ... "فأرجع إليكم" أي أدخل إلى هذه القلوب التي أخرجتموني منها، برفضكم إياي في خطاياكم".
(3) وأيضا يقول قداسته في (كتاب الرجوع إلى الله صفحة 9): "الخطاة ينفصلون عن إرادة الله، وينفصلون عن إدارة الله ... وقد عبر الله عن هذا الانفصال بقوله: "رفضوني" و "تركوني". فقال: "تركوني أنا ينبوع الماء الحي" وقال أيضا "رفضوني أنا الحبيب مثل ميت مرذول". [ويضيف قداسته]: "نعم الخطية هي ترك لله ورفض له".
(4) ومن أقواله أيضا عن هذه الحالة الصعبة في (كتاب محبة الله 12و13): "المسيح المرفوض لا يجد منادي عندما يقول: "هأنذا واقف على الباب .." [ويكمل كلامه قائلا]: ولكي لا نلوم الآخرين مفروض أن نطبق هذا على أنفسنا، فكثيرين يقولون أن المسيح جاء إلى اليهود وهم رفضوه، ولكن أنت يا عزيزي هل قبلته؟ ونحن نرفضه كل يوم ... المسيح المرفوض الأبرع جمالا من بني البشر قلبا محبا حنونا"
(5) وفي هذا المعنى يقول القمص تادرس يعقوب في (مكتبة للفتيان ج3 ص243): [يقول على لسان المسيح] "إنك لا تسمح لي أن أدخل إلى أعماقك، بل تدفعني منها. أريد أن أقيم عرشي فيك... إني أقرع باب قلبك وأنت لا تفتح. إنك تنساني منشغلا بالتراب، أما أنا فلا أنساك]
(11) المضيفة: قلت أيضا أن هناك تعبير آخر يصف حالة الإنسان الذي لا يتمتع بقبول المسيح في قلبه وهو" تحدي الله". هل يمكن توضيح ذلك؟
أبونا: (1) يقول المتنيح البابا شنوده الثالث في (كتاب الرجوع إلى الله صفحة 8): "الخاطئ له طريق آخر غير طريق الله. إنه قد انفصل عن الله في التصرف وفي الأسلوب وفي المشيئة. فأصبحت له مشيئة غير مشيئة الله، وصار يريد ما لا يريده الله، وأنه إنسان يتحدى الله بلا خوف، ويكسر وصاياه. وفي كسره لوصايا الله يكون قد انفصل عن محبته أيضا"
(12) المضيفة: وماذا عن التعبير الأكثر صعوبة من كل التعبيرات السابقة عن حالة المسيحي المعمد المنفصل عن الله وهو تعبير الموت؟
أبونا: (1) عن هذا التعبير كتب المتنيح البابا شنوده الثالث في (كتاب الرجوع إلى الله صفحة 32) قائلا: "وبالانفصال عن الله انفصال عن الحياة، لأن الله هو الحق والحياة (يو14: 6) وإذا انفصل الإنسان عن الحياة الحقيقية التي هي الثبات في الله أصبح من الناحية الروحية ميتا، حسبما قال الأب عن ابنه الضال "ابني هذا كان ميتا ..." (لو15: 24) [وأضاف] وصار ينطبق على الإنسان قول الرب "لك اسم أنك حي وأنت ميت" (رؤ3: 1)
(2) وكتب عن ذلك أيضا في (كتاب اليقظة الروحية صفحة 7و8) قائلا: "الإنسان الذي يعيش في الخطية بعيدا عن الله يشبهه الكتاب المقدس بإنسان نائم [وأضاف]: بل إن القديس بولس لا يعتبره نوما فقط، بل ما هو أكثر من هذا إنه موت، لأن الخطية هي موت. والخطاة "أموات بالخطايا" (أفسس2: 5) لذلك يقول الرسول "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح" (أف5: 14)
(13) المضيفة: شكرا جزيلا. هل يمكن أن تلخص لنا موضوع هذه الحلقة؟
أبونا: (1) تكلمت عن قبول المسيح وعلاقته بسـر المعمودية. واقتصر كلامي على:
1ـ هل يصح أن يقال لمسيحي مُعَمَّد "اقبل المسيح"؟
2ـ هل يخرج الله من قلب المعمد، حتى يحتاج إلى دعوته لدخول قلبه من جديد؟
(2) قلت على المستوى اللاهوتي والعقيدي لا. لأن الله موجود في كل مكان، ولا يخلو منه مكان. ولكنه وجود غير فاعل. ويتصرف الإنسان وكأن الله غير موجود في حياته. (2) فعلى المستوى الروحي يطلق على هذه الحالة عدة تعبيرات لها مدلولاتها الروحية نورد بعضا منها:
1ـ تعبير عدم وجود الله في القلب
2ـ تعبير رفض الله وطرده من القلب
3ـ تعبير تحدي الله
4ـ تعبير الموت الروحي
(3) وسوف أكمل بقية النقاط في الحلقات القادمة بمشيئة الرب.
(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: (1) أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة بالاختبارات الشخصية في كيفية قبولك للمسيح في حياتك مخلصا وفاديا (2) كما أرجو أن تترك طلبات الصلاة مع الكنترول روم، وسوف نصلي من أجل الجميع في نهاية الحلقة وشكرا.
ختام
(15) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية، وذكر الذين طلبوا الصلاة من أجلهم؟
أبونا: (1) بكل سرور وشكرا لك أيضا (2) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.