145ـ وجود المسيح فينا (5)
حلقة الثلاثاء 4/11/2014م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (145) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) نحن نتكلم أساسا عن مرحلة النضوج الروحي وامتلاء المؤمن بالروح القدس، وقد تكلمت عن النتيجة الأولى من نتائج وجود المسيح فينا أي الملء بالروح القدس، وهي: عمــل الروح القدس.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: اليوم أتكلم عن بقية نتائج وجود المسيح فينا: 1ـ ثمــار الروح القدس.
2ـ ومواهـب الروح القدس.
(6) المضيفة: وماذا تريد أن تقول عن ثمــار الروح القدس؟
أبونا: (1) يقول الكتاب المقدس: "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، إيمان وداعة تعفف. ضد امثال هذه ليس ناموس" (غل5: 22 و23)
(2) ونلاحظ فى هذه الآية الرائعة ما يلى:
[1] الكلمة "ثمر" جاءت بالمفرد، وليس بالجمع ثمار، وذلك ليعلمنا الكتاب مدى الترابط بين هذا الثمر كترابط الحب فى عنقود العنب، هو عنقود واحد ويحوي حبات كثيرة.
[2] والثمر يظهر تلقائيا في الكرمة عندما تنضج،
[3] ولكن لكى يظهر هذا الثمر في حياتنا، فلا بد من توفر تربة صالحة، وجو مناسب لنمو هذا الثمر. فيبنبغي أن تكونتربة قلوبنا نقية بعمل الروح القدس، وينبغي أن نعيش في مناخ روحي في الكنيسة وبين المؤمنين ليثمر فينا الروح القدوس هذا الثمر.
(7) المضيفة: هذا تشبيه رائع وليعطنا الرب أن نهيئ قلوبنا ونفوسنا ليثمر فينا الروح القدس. ولكن هل يمكن أن توضح لنا ثمر الروح القدس الذي تكلمت عنه هذه الآية؟
أبونا: ينقسم ثمر الروح إلى ثلاث مجموعات، يحوى كلٍ منها ثلاث حبات، كما يلى:
(1) المجموعة الأولى: ثمر الروح الخاص بعلاقتى مع الله وهي: محبة فرح سلام:
[1] المحبة لله: "نحن نحبه لانه هو احبنا اولا (1يو4: 19)
[2] والفرح منبعه الله: "ففرح التلاميذ اذ راوا الرب" (يو20: 20)
[3] والسلام مع الله: "فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو5: 1)
(8) المضيفة: وماذا عن المجموعة الثانية؟
أبونا: (1) المجموعة الثانية: هي ثمر الروح الخاص بعلاقتى مع الآخرين وهي:
[1] طول أناة: أى الصبر والاحتمال
[2] واللطف: أي الرقة في معاملة الآخرين
[3] والصلاح: أي فعل الخير للآخرين.
(9) المضيفة: بقيت المجموعة الثالثة.
أبونا: (1) المجموعة الثالثة هي ثمر الـروح فيما يخص نفسـى وهي: "إيمان وداعة تعفف":
[1] الإيـمان: المقصود به الأمانة كما في اللغة الأصلية: (Faithfulness) أي ما يؤتمن عليه الإنسان، سواء عقيدة [وهذا ما يسمي الإيمان Faith]، أو الأمانات بمعناها العام أي (Faithfulness).
[2] وداعة: وهي هدوء النفس وخلوها من ثورات غضب الإنسان العتيق.
[3] تعفف: أى ضبط النفــس (Self control).
(2) ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [الثمر هنا هو ثمر الروح القدس، وليس ثمر أرواحنا. أما أرواحنا فهى صاحبة الاختيار: إما أن تستخدم الجسد حسناً فتصيره روحانياً، أو أن تنفصل عن الروح القدس وتستسلم لرغبات الشر فتصيرأرواحنا أرضية. ولماذا يقول "ثمر الروح" بينما يقول "أعمال الجسد"؟ لأن الشر ينشأ فينا من ذاتنا فيصير عملاً، ولكن ثمر الروح يتطلب محبة الله الشفوقة كأساس تتفرع منه بقية الثمار].
(3) أخى الحبيب، هل تتمتع بهذا الثمر المبارك الذى يثمره روح الله من خلال وجوده فى حياتك، حينما تتيح له المجال ليحيا ويثمر فيك؟ أم تترك العنان للجسد أن تظهر أعماله فيقيد الروح ويُطفئه؟
(10) المضيفة: كان هذا عن ثمر الروح القدس وهو من نتائج حلول المسيح فينا بروحه، وماذا عن مواهب الروح القدس أيضا؟
أبونا: (1) الموهبة هى قدرة فائقة يعطيها الروح القدس لكي يؤهل المؤمن للقيام بخدمات معينة.
(2) ومواهب الروح القدس متعددة منها:
[1] ما جاء في (رو12: 6 ـ 8) "ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا أنبوة فبالنسبة إلى الإيمان، أم خدمة ففي الخدمة أم المعلم ففي التعليم أم الواعظ ففي الوعظ المعطي فبسخاء المدبر فباجتهاد الراحم فبسرور"
[2] وما جاء في (1كو12: 8 ـ 10) "فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد، ولآخرإيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد، ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخرانواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة"
[3] وما جاء في (أف4: 11 و12) "وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاةومعلمين، لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح"
(11) المضيفة: هناك بعض الأشخاص الذين يدَّعون حصولهم على مواهب الروح، فيسيئون إلى سمو هذه المواهب، كيف نميز بين أصحاب المواهب الصادقين وبين هؤلاء المزيفين؟
أبونا: يحدث هذا أحيانا، ولكن لكي لا يُساء فهم مواهب الروح، أو تزييفها فى مراهقة روحـية أو انفعالات نفسية، أو حركات جسدية، يحسن أن ننبه إلى هذه الحقائق التالية:
(1) إن المـواهب ليست هـدفاً فى ذاتها، وإنما هى وسيلة لإظهار الروح للمنفعة (1كو12: 7) ،
(2) كما أنها أعطيت لإجراء معجزات وآيات للبرهنة على صدق الكلمة "يُثَبِت الكلام بالآيات التابعة" (مر20:16)
(3) المواهب الروحية ليست مقياساً للنمو والنضوج الروحى، أو دليلاً على سمو القامة الروحية (مت7: 22 و23) "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الاثم".
[4] إنما المقياس الحقيقى هو ثمار الروح وليس مواهب الروح: "من ثمارهم تعرفونهم" (مت7: 16 و20)
(12) المضيفة: هل يمكن أن توضح لنا موهبة التكلم بألسنة وترجمة الألسنة؟
أبونا: (1) كان هدف مواهب النطق الشفاهى التي هي النبوة والتكلم بألسنة وترجمة الألسنة، الهدف منها هو بناء المؤمنين وتعزيتهم فى زمن لم يكن العهد الجديد مدوناً كتابةً.
[2] أما وقد دُوِّن الكتاب المقدس وأنتشر فى كل الكنائس وأصبحت الكلمة المكتوبة دستوراً للمؤمنين ونافعة للتعليم والتوبيخ، فقد حلت الكلمة المكتوبة محل مواهب النطق الشفاهى لتقوم بالدور الذى كانت تقوم به فى بناء المؤمنين وتعزيتهم. (2تي3: 16) "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتاديب الذي في البر".
(13) المضيفة: هل لك كلمة قبل ختام هذا الطرح؟
أبونا: ختاماً لموضوع إمتياز وجود المسيح فينا بروحه القدوس، تعالوا بنا لنصغي إلى معلم البرية وأب كل الرهبان الأنبا أنطونيوس الكبير، الذى ذاق وأختبر وعاش بركات ونتائج هذا الإمتياز المجيد، عندما كان ينصح أبناءه الرهبان فى الرسالة الثامنة فيقول: [ذلك الروح النارى العظــيم الذى قبلته أنا، اقبلوه أنتم أيضاً، وإذا أردتم أن تقبلوه ويسكن فيكم:قدموا .. تواضع القلب. وارفعوا أفكاركم إلى السماء فى الليل والنهار، واطلبوا باستقامة قلب هذا الروح النارى وحينئذ يُعطى لكم"
[وأضاف]: لا تفكروا فى قلوبكم وتكونوا ذوى قلبين وتقولوا: "من يقدر أن يقبل هذا؟" لا يا أولادى لا تدَعوا هذه الأفكار تأتى على قلوبكم بل اطلبوا باستقامة قلب وأنتم تقبلونه، وأنا أبوكم أجتهد معكم وأطلب لأجلكم أن تقبلوه، لأنى عارف أنكم ناضجون وقادرون على قبـوله]
[ويختم بقوله]: وإذا قبلتموه، فإنه يكشف لكم الأسرار العلوية .. ويكون لكم فرح سماوى ليلاً ونهاراً، وتكونون فى هذا الجسد كمن هو فى الملكوت"
(14) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية (أف4: 11 و12) "وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح" (أف4: 11 و12)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (تيطس 3).
(15) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(16) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
