138ـ مقدمة عن مرحلة النضوج الروحي
حلقة الثلاثاء 16/9/2014
(تقديم: سوزي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (138) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يرانا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية وهي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ القيادة.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) راجعنا ما أخذناه في مرحلة النمو الروحي عن التكريس للملك المسيح. من الزوايا التالية:
1ـ مبدأ التكريس أساسا، مبدأ التكريس هو تخصيص النفس لشخص المسيح ليملك عليها
2ـ وقرار التكريس. قرار تتويج المسيح ملكاً على حياتي.
3ـ لمن يكون التكريس؟
لشخص المسيح. ولكلـمته. ولكنيسته. ولخدمته.
4ـ مجالات التكريس. تكريس الأسرة للمسيح، والمال، والوقت.
3ـ مقاييس التكريس الانضباط، الخضوع للسلطة، الأمانــــة.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سوف أتكلم عن مرحلة النضوج الروحي في المسيح يسوع.
(2) وكمقدمة مركزة عن مرحلة النضوج الروحى سوف أتكلم عن:
1ـ هـــــــدف المرحلة.
2ـ تركـــــــيز المرحلة.
3ـ وسيلة تحقيق المرحلة.
(6) المضيفة: لنبدأ بالحديث عن: هدف مرحلة النضوج الروحي.
أبونا: فى الواقع أنه إن لم تكن عيوننا نحو الهدف الذى نريد أن نحققه، فلن نستطيع ان نحقق شيئاً. وهدف مرحلة النضوج هو:
تجسيد حياة وسمات المسيح فى حياتى، حتى تظهر حياته فى جسدى المائت كما يقول معلمنا بولس الرسول: "حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا، لأننا نحن الاحياء نسلم دائما للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا المائت" (2كو4: 10 ،11)
(7) المضيفة: نريد أن توضح لنا مركز المسيح بالنسبة للمؤمن خلال مراحل الحياة الروحية المختلفة.
أبونا:
1) مرحلة ما قبل التوبة: لا يكون للمسيح مكانة فى حياتى.
2) مرحلة البدء مع المسيح: تبدأ أن تكون له مكانة فى حياتى.
3) مرحلة الثبات فى المسيح: تكون له المكانة الثابتة غير المتقلبة.
4) مرحلة النمو: تكون له المكانة الأولى فى حياتى، أي يصبح المسيح هو الأول في حياتي بمعنى أن تكون له الأولوية في حياتي.
5) أما فى مرحلة النضوج: تكون لللمسيح المكانة الوحيدة فى حياتى ومن خلاله أحب وأتعامل مع الآخرين. أو كما تقول الترنيمة: لا يكن في قلبي شريك لك، لك كل قلبي، لك وحدك.
(8) المضيفة: إذا حاولنا وضع شعار للمؤمن في كل مرحلة فماذا تكون شعارات المراحل؟
أبونا:
1) مرحلة ما قبل التوبة: أحيا أنا لا المسيح.
2) مرحلة البدء والثبات: أحيا أنا والمسيح.
3) مرحلة النمــــو: يحيا المسيح وأنا.
4) مرحلة النضوج: يحيا المسيح لا أنا (غل2: 20)
(يعمل رسم أربع دوائر. الأولى المسيح خارجها والذات متربعة على عرش القلب، ويكتب تحتها: أنا لا المسيح. الثانية: المسيح داخلها لكن لازالت الذات متربعة على عرش القلب ويكتب تحتها: أنا أنا والمسيح. الثالثة: المسيح على العرش والذات داخل الدائرة ويكتب تحتها: المسيح وأنا. الرابعة: المسيح على العرش والذات خارج الدائرة، ويكتب تحتها: لا أنا بل المسيح)
(9) المضيفة: كلمتنا عن هدف مرحلة النضوج الروحي، ونأتي إلى تركيز المرحلة. ولكن قبل ذلك نريد أن توضح لنا الفرق بين معنى الهدف ومعنى التركيز؟
أبونا: (1) يمكن توضيح ذلك بضرب مثل عن المريض. والفرق بين الشفاء وبين الدواء.
(2) فواضح أن أى مريض يكون هدفه من الذهاب للطبيب هو الشفاء، أما تركيزه فهو المادة الفعالة التي تحقق الشفاء وهذه المادة الفعالة هي الدواء.
(3) مثل آخر: نستطيع أن نعرف الفرق بين الهدف والتركيز عندما ينظر الطالب إلى تحقيق النجاح فهذا هو هدفه، ولكن ينبغي أن يكون تركيزه على المادة العلمية التي تحقق له الهدف الذي يصبو إليه.
(4) إذن فالهدف هو الغاية التي نريد أن نصل إليها. أما التركيز فيكون العامل الجوهري الذي يحقق الهدف.
(10) المضيفة: يا ريت تطبق هذه الأمثلة على النضوج الروحي.
أبونا: (1) عرفنا أن الهدف أو الغاية التي نريد أن نصل إليها هي: أن "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل2: 20)
(2) وتركيز مرحلة النضوج هو: الإمتلاء بالروح القدس أي بروح المسيح، وهذا هو العامل الفعال لتحقيق النضوج، فعندما يمتلئ المؤمن من الروح القدس ويعيش حياته تحت إرشاد الروح وتعليمه، فالروح يقوده في طريق النضوج الروحي.
(11) المضيف: هل يمكن ان توضح لنا أبعاد علاقة المؤمن بالروح القدس؟
أبونا: أبعاد علاقة المؤمن بالروح القدس تتركز فى ثلاثة مستويات:
(1) المستوى الأول هو مستوى حلول الروح القدس: ويناله الإنسان بالإيمان والمعمودية والمسحة المقدسة: كما يقول الكتاب المقدس في (1كو3: 16) "أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم". وهذا الحلول هو لتأييد المؤمن بالقوة الداخلية كما يقول الكتاب المقدس في (اف3: 16) "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده ان تتايدوا بالقوة بروحه في الانسان الباطن"
(2) المستوى الثاني هو مستوى الإمتلاء بالروح القدس: كما يقول الكتاب المقدس في (أع4: 8) "حينئذ إمتلا بطرس من الروح القدس" وهذا بخلاف حلول الروح القدس عليه وعلى التلاميذ في العلية يوم الخمسين، فهذا الملء الجديد وهو إمتلاك الروح القدس على القلب لقايدة المؤمن في حياته إلى النضوج.
(3) المستوى الثالث هو مستوى فيض الروح القدس: كمكا يقول الكتاب في (يو7: 38 و39) "من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه، لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد لان يسوع لم يكن قد مجد بعد" وهذا الفيض من المؤمن ليحل على من يسمعونه فيبكتهم على خطاياهم، ويتوبهم، ويرشدهم إلى صليب المسيح ليغتسلوا في الدم الطاهر ليطهرهم من آثامهم، وهذا هو عمل الروح القدس من خلال الخدام الممتلئين بالروح القدس فيفيض منهم على الآخرين.
(12) المضيفة: كلمتنا عن هدف النضوج، وتركيز النضوج، بقي أن تحدثنا عن وسيلة تحقيق ذلك. ولكن قبلها يمكن توضح لنا الفرق بين التركيز والوسيلة.
أبونا: دعيني أوضح ذلك من خلال المثلين السابقين:
أولا: في مثال المريض: فالهدف هو الشفاء، والتركيز هو الدواء، والوسيلة إذن هي تعاطي الدواء بإنتظام.
ثانبا: مثال الطالب: فالهدف هو النجاح، والتركيز هو العلم، أما الوسيلة فهي إذن التحصيل، تحصيل العلم، أي المذاكرة لكي أحصل على العلم فيتحقق النجاح.
(13) المضيفة: هذا رائع، فهل يمكن أن تطبق ذلك على الناحية الروحية؟
أبونا: نعم وبكل سرور:
(1) قلنا أن الهدف الروحي من هذه المرحلة هو الوصول إلى النضوج الروحي.
(2) وقلنا أن التركيز هو على الروح القدس الذي سيحقق لنا الهدف.
(3) أما الوسيلة فهي حرصي على الحصول على سكيب الروح القدس في قلبي ليفيض من خلالي على الآخرين.
(14) المضيفة: أل يتطلب ذلك أمورا يقوم بها المؤمن من جانبه ليحصل على سكيب الروح القدس فيه ومن خلاله.
أبونا: هذا يتطلب من الؤمن أمرين هامين هما:
(1) الجهاد ضد النفس: أي إماتة الإنسان العتيق وضبطه دائما. فالمؤمن ما عاد يعيش لشهوات الجسد العتيق الفاسد وطلباته، بل على العكس يحيا بالروح وبحسب مشيئة الله. فقد قال بولس الرسول في (روميه 8: 9 و10) "اما انتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم ... وان كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية واما الروح فحياة بسبب البر".
وقال أيضا في (غلاطية5: 16 و17) "وانما اقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون".
(2) والأمر الثاني الذي ينبغي للمؤمن عمله هو طلب الإمتلاء اليومى المستمر بالروح القدس ليفيض من بطنه كأنهار ماء حي تغمر الذين يخدمهم أيضا.
(3) من الرب أسأل أن يحقق في حياتنا هذا الهدف المقدس وهو النضوج الروحي ويغمرنا بملء روحه القدوس حتى يفيض فينا ومن خلالنا ليغمر الآخرين أيضا. آمين.
(15) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (غلاطية5: 16) "وانما اقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غلاطية5: 16)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1تي 6).
(16) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(17) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والابن والروح القدس ... (3) محبة الله الآب ... سلام.