132ـ خطة الله للآباء (تكملة)
حلقة الثلاثاء 29/7/2014م
(تقديم: سوزي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (132) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل زوجين من أبنائك. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح:
2ـ والثبات في الرب:
3ـ النمو الروحي:
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس:
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي:
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) تكلمت عن: الأسرة تحت سيادة المسيح ودور الآباء نحو الأبناء من عدة جوانب منها:
1- الحــــب.
2- التعليم.
3- التدريب.
4- التأديب
(5) المضيفة: لقد كلمتنا عن الحب والتعليم، فماذا عن التدريب؟
أبونا: التدريب أمر مهم، فبولس الرسول يقول في (اع24: 16) "لذلك انا ايضا ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس". وداود النبي يقول في (مز119: 35) "دربني في سبيل وصاياك لاني به سررت"
فالواقع إنه لا يكفى فى تربية الأبناء مجرد إظهار الحب، وتلقين المعلومات، ولكن الأمر يحتاج إلى تدريب الأبناء على تنفيذ ما تعلموه، وممارسة ما عرفوه، للسلوك بمقتضاه.
وتشتمل عملية التدريب على ما يلى:
(1) تســليم "الكيفية" أى كيف يعمل هذا الأمر. وهذا قد يقتضى من الأب أن ينفذ هو أمام ابنه ويريه كيف يعمل. فمثلاً تدرب الأم أبنتها على كيفية طهى الطعام. ويدرب الأب إبنه على كيفية المذاكرة، وهكذا.
(2) وكذلك أيضاً فى الناحية الروحية يدرب الآباء ابناءهم على طريقة القراءة فى الكتاب المقدس، وطريقة الصلاة، وهكذا.
(3) يحتاج التدريب إلى التكرار مراراً كثيرة، حتى يصبح الأمر عادة يعملها الإنسان بتلقائية.
(6) المضيفة: كان هذا عن التدريب، وماذا عن التأديب؟
أبونا: إلى جانب التعليم والتدريب يأتى دور التأديب لتربية الأبناء بحسب خطة الله، فقد قال معلمنا بولس الرسول "أىُّ إبن لا يؤدبه أبوه" (عب12: 7)، ويلزمنا الحديث عن التأديب من حيث:
1ـ أهمــــــــــيته
2ـ هـــدفه
3ـ أســــــــــبابه
4ـ أسـلوبه
5ـ وســـــــــيلته
6ـ دوافعــه
(7) المضيفة: لنبدأ بالحديث عن أهمية التأديب.
أبونا: (1) التأديب وصية إلهية: يقول الكتاب (أم19: 18) "أدّب أبنك لأن فيه رجاء ، ولكن على إماتته لا تحمل نفسك"، ولما قصر عالى الكاهن فى تأديب أبنائه أماته الرب، إذ قال عنه (1صم3: 13): "قد أخبرته بأنى أقضى على بيته إلى الأبد، من أجل الشر الذى يعلم أن بنيه قد أوجبوا به اللعنة على أنفسهم، ولم يردعهم (أي لم يؤدبهم)".
(2) والتأديب يعطى حكمة: يقول سليمان الحكيم (أم22: 15) "الجهالة مرتبطة بقلب الولد. عصا التأديب تبعدها عنه".
(3) والتأديب ينقذ من الهاوية: يقول سليمان الحكيم (أم23: 13 ،14) "لا تمنع التأديب عن الولد، لأنك إن ضربته بعصا لا يموت، تضربه أنت بعصا، فتنقذ نفسه من الهاوية"
(4) والتأديب يعطى منفعة وقداسة: يقول معلمنا بولس الرسول (عب12: 10) "لأن أولئك أدبونا أياماً قليلة حسب استحسانهم، وأما هذا [أي الله] فلأجل المنفعة لكى نشترك فى قداسته".
(8) المضيفة: وماذا عن هدف التأديب؟
أبونا: (1) تقويم الخطأ: فقد قال الرب (2صم7: 14) "إن تعوج أؤدبه" فلابد من التأديب حتى يقدر الطفل خطورة الخطأ فيقوّمه.
(2) ضبط الإنسان العتيق: أي الطبيعة الساقطة التى يولد بها الإنسان. والتي لا تزال تقاوم الطبيعة الجديدة التي يحصل عليها المؤمن بقبول المسيح والمعمودية. لذلك فإن التأديب يساعد الأبناء على ضبط طبيعتهم القديمة.
(3) كسر روح العناد والإرادة الذاتية المتمردة: إذ يتحققون من عدم جدوى عنادهم وتمردهم، بل على العكس يجلبون على أنفسهم ما هم فى غنى عنه.
(4) احترام السلطة والخضوع لها: ليكن واضحاً أمام الآباء وهم يؤدبون أبناءهم أن الهدف هو تنفيذ وصية الله من جهة الخضوع للسلطة الإلهية متمثلة فى سلطة الأباء. لهذا فليحرصوا على إستخدام التأديب لتعليمهم الطاعة وليس لمحو شخصيتهم. لذلك احترم آراء ابنك، وتفاهم معه، وشجعه على أن يعبر عن رأيه. ولكن متى بلغ الى العناد والتمرد هنا يمكن التأديب.
(5) حماية القيم الأخلاقية: لذلك لا يصح استخدام التأديب والعقاب على خسائر مادية، فمثلا إذا كسر الابن كوباً لا يصح أن يضرب من أجل ذلك، بل يحذر من تكرارها. أما إذا كان كسر الكوب نتيجة لعناد أو استهتار، هنا يستوجب التأديب.
(9) المضيفة: كان هذا عن هدف التأديب، وماذا عن أسباب التأديب؟
أبونا: من أسباب التأديب: (1) عدم طاعة الأبناء وعدم خضوعهم لسلطة الوالدين.
(2) روح العنـــــــــاد .
(3) كسر القيم الروحية والأخلاقية: مثل عدم الأمانة، عدم الطهارة، عدم الإتضاع، عدم المحبة.
(10) المضيفة: وما هو أسلوب التأديب؟
أبونا: ينبغى إتباع طريقة صحيحة فى التأديب وهذه بعض الاقتراحات:
(1) قبل الضرب: 1ـ عرف ابنك لماذا سوف تعاقبه، أى وضح له خطأه بالتحديد.
2ـ عرفه أنك تنفذ وصية إلهية، إذ يأمر الرب الآباء بتأديب أبنائهم، وأن عدم التأديب خطية عليك. 3ـ قل له: إنى أريد أن أعلمك درساً فى الطاعة.
(2) عملية الضرب: 1ـ احرص أن لا تضربه أمام أحد من أخوته أو من الغرباء.
2ـ أحرص أن لا تهينه وتحطم كرامته وأنت تضربه.
3ـ أحذر من الشتائم والكلمات القاسية.
4ـ أحذر من الانفعال أو النرفزة والعصبية والغضب والكلمات النابية "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع1: 20).
5ـ أحذر من شعورك بالمرارة الداخلية وجرح كرامتك.
(3) بعد الضرب: 1ـ اعلم أن أخطر وقت فى التأديب هو الربع ساعة التى تعقب الضرب، فهى تحتاج الى حكمة وإغداق الحب.
2ـ قدم له النصح، وصحح أخطاءه التى عاقبته من أجلها بلطف.
3ـ علمه أن يصلى الآن ليعتذر للرب عن عدم طاعته، وليشكره على تأديبك له.
4ـ بعد أن ينتهى من الصلاة، صلّ أنت وأطلب له الغفران، وأشكر الرب على استخدامه لك لتصحيح مسيرته.
5ـ بعد الصلاة أحتضنه لتغمره بحبك وقبِّله، وأكد له ثقتك فيه وتقديرك لطاعته.
(11) المضيفة: وما هي وسيلة التأديب؟
أبونا: هناك وسائل متنوعة للتأديب منها:
(1) الحرمان من امتياز كالمصروف أو الفسحة ... الخ،
(2) والكتاب المقدس يحدد وسيلة التأديب الناجحة وهى العصا، إذ يقول الكتاب (أم29: 10): "العصا والتوبيخ يعطيان حكمة والصبى المطلق الى هواه (أى المدلل) تخجل أمه".
(3) وفي (أم23: 13، 14) "لا تمنع التأديب عن الولد لأنك إن ضربته بعصا لا يموت. تضربه أنت بعصا فتنقذ نفسه من الهاوية"
(4) لا ينبغى الضرب بآله حادة أو قاتلة ففي (أم19: 18) يقول: "أدب ابنك لأن فيه رجاء، ولكن على إماتته لا تحمل نفسك"
(5) لا ينبغى أن تضربه بحذاء أو "شبشب" لأن فى ذلك إهانة وإهداراً لكرامته.
(12) المضيفة: هل لك ملاحظات بخصوص أخرى التأديب؟
أبونا: (1) ليكن معلوماً أن التأديب والعقاب لا يغير الإنسان من الداخل وإنما يدفع الإنسان الى طلب التغيير، الذى لا يتم إلا بعمل الروح القدس فى القلب.
(2) استخدام التأديب يحتاج الى حكمة بالغة، حتى لا يستخدم من أجل الذات، أو تنفيساً عن الغيظ وكذلك عندما نجد ردود أفعال من الأبناء، كأن يحتج الابن فى مرارة وغضب، فهذا يجعلنا نعالج الأمر بحكمة لننقذه من حماقته.
(3) أمام خطية التمرد وعدم الطاعة لا يصح الاكتفاء بالتهديد، بل لابد من توقيع العقاب فوراً.
(4) يراعى أن التأديب يبدأ من سن المهد مع الطفل، عندما يبكى ويصر على البكاء كتعبير عن العناد، وليس للجوع أو أى سبب يستدعى العناية، ويكون التأديب فى حدود المعقول، بأن يُترك فى سريره رغم بكائه حتى يهدأ.
(5) ينبغى أن يكون هناك اتفاق كامل بين الأب والأم على أسلوب التأديب، حتى لا يحدث خلاف بينهما أمام الأبناء.
(6) طالما الأب موجود فى البيت فاحتراماً للسلطة يجب أن يقوم هو بالتأديب وليس الأم، إلا إذا فوضها.
(7) لا يصح أن تخفى الأم عن الأب أى شىء بخصوص تصرفات الأبناء، ولكن لا يصح أن تثيره ضد الابناء حتى يفقد أعصابه فيضربهم لإراحتها.
(13) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (اف6: 4) "وانتم ايها الاباء لا تغيظوا اولادكم بل ربوهم بتاديب الرب وانذاره" (اف6: 4)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1تي 2).
(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) الأسبوع القادم سأكون في رحلة كرازية وستعرض حلقة معادة (2) باسم الآب والابن والروح القدس ... (3) محبة الله الآب ... سلام.
