131ـ خطة الله للآباء
حلقة الثلاثاء 22/7/2014م
(تقديم: ناتاشا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (131) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) ... (3) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل زوجين من أبنائك. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح:
2ـ والثبات في الرب:
3ـ النمو الروحي:
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس:
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي:
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) تكلمت عن: الأسرة تحت سيادة المسيح، وخطة الله للزوج والزوجة.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سأتكلم عن خطة الله للوالدين وعلاقتهم بأبنائهم.
(2) والواقع إن دور الآباء تجاه أبنائهم يجسد دور الله كأب نحونا كأبناء له.
(3) ويوضح الكتاب المقدس دور الآباء نحو الأبناء فى عدة جوانب منها:
1- الحــــب.
2- التعليم.
3- التدريب.
4- التأديب
(6) المضيفة: حدثنا أولا عن عامل الحب.
أبونا: الواقع أنني لا أريد أن أتحدث عن أهمية مبدأ حب الآباء للأبناء، فهذا أمر طبيعى،
ولكن ما يهمني هنا هو التنبيه على أهمية وضرورة إظهار هذا الحب بوسائل عملية للأبناء منها:
(1) الاهتمام بكل فرد منهم: الواقع أن حبا بلا اهتمام هو حب مع إيقاف التنفيذ. فما قيمة وجود الأب فى البيت وهو مشغول إما بقراءة الجرائد أو الكتب أو بالحديث بالتليفون، أو مشاهدة التلفزيون؟ أين هو الاهتمام بالأبناء؟
(2) تخصيص وقت لقضائه معهم:
الأمر يحتاج إلى تضحية من أجل توفير الوقت للقيام بمسئوليات الأبوة كاملة بتخصيص وقت عام للأبناء معاً، ووقت خاص لكل ابن على حدة.
(7) المضيفة: كيف يقضى الأب هذا الوقت مع ابنه؟
أبونا: (1) يمكن أن تشاركهم فى أنشطتهم واهتماماتهم.
(2) دعهم يكلمونك بحرية فيما يفكرون فيه، أو عن هواياتهم.
(3) أشركهم فيما تفكر أنت فيه، وفى اهتماماتك، وأنشطتك.
(4) دعهم يحدثونك عن أصدقائهم، وعن يومهم المدرسى وزملائهم فى المدرسة، وعن الكنيسة، ومدارس الأحد ومدرسى مدارس الأحد، وزملائهم هناك.
(5) اصطحب أحدهم فى مشوار صغير، وتحدث معه أثناء المشوار عن مشاهداتكم، والمواقف التى تتعرضون لها، حاول أن تشير له إلى يد الله الخفية التى تراها فى الأحداث،
(6) وعموما ليكن وقتك مع الأسرة ومع كل فرد فيها وقتا تشعر فيه بالمتعة، ويشعرون هم فيه كذلك بالمتعة، ليكن بطريقة طبيعية، وليس بافتعال.
(7) وأعلم أن لا شىء فى الوجود يحل محل متعة قضاء وقت مع أبنائك (بالنسبة لهم) فلا تحاول أن تعوض ذلك بأن تغدق عليهم العطايا والهدايا، فهذا لا يغنى عن قضاء وقت معهم.
(8) المضيفة: تخصيص وقت لقضائه معهم، وماذا أيضا؟
أبونا: (1) أمر آخر هو المعاملة الرقيقة:
1ـ ففى معاملة الأطفال ينبغى إظهار الحب باحتضانهم، وحملهم على الركب (إش66: 12، 13) "على الأيدى تحملون وعلى الركب تدللون، كانسان (أى طفل) تعزيه (أى تسعده) أمه"
2ـ والمعاملة الرقيقة تظهر أيضاً بجلاء أثناء الحديث مع الأبناء بالذوق، فيحسن أن يتعود الآباء على استخدام كلمتى "من فضلك" و "أشكرك" مع أبنائهم.
(2) وأيضا المدح والتقدير: 1ـ الاهتمام بتشجيع الأبناء بكلمات المديح، دون مغالاة بل بإخلاص وصدق، فهذا يريح نفسياتهم ويدفعهم للأمام، لأن من الاحتياجات النفسية للإنسان: احتياجاته إلى التقدير.
(3) جو المرح: 1ـ قد يظن بعض الآباء أن الحزم مع الأبناء والصرامة والجدية تحفظ مهابة الآباء فيحترمونهم،
2ـ ولكن الواقع هو أن المحبة والبساطة تجعل الآباء طبيعيين مع أبنائهم بدون تزمت.
3ـ والآباء الحكماء هم الذين يعرفون أن يزنوا الأمور ويميزوا الأوقات، فالكتاب يقول في (جا3: 1، 4) "لكل شىء زمان، ولكل أمر تحت السماء وقت. للبكاء وقت، وللضحك (أى المرح) وقت".
4ـ ومما لاشك فيه أن دعابة لطيفة يمكن أن تحل مشاكل عويصة وتذيب الثلوج عن طريق الاتصال بين القلوب.
5ـ والواقع أن الأبناء إن لم يجدوا السعادة فى بيوتهم ومع آبائهم، بحثوا عنها فى الخارج مع أصدقاء السوء.
(9) المضيفة: كان هذا عن دور الآباء نحو الأبناء من جهة الحــــب، وماذا عن الدور الثاني وهو التعليم؟
أبونا: الواقع إن عملية التعليم تشتمل على:
1ـ تلقين المعرفـــة.
2ـ ترسيخ المبادئ.
3ـ وضع الأنظــــمة.
4ـ تنمية القــــدرات.
5ـ الأسلوب الحكيم.
6ـ القدوة الطـــيبة.
(10) المضيفة: حدثنا عن كل واحدة، فماذا عن تلقين المعرفة؟
أبونا: (1) أقصد المعرفة الدينية، فبولس الرسول يقول لتيموثاوس "وأنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكـمك للخلاص بالإيمان الذى فى المسيح يسوع" (2تى3: 15).
(2) ليس المعرفة الدينية فقط بل تشمل كل معارف الحياة والمبادئ التى يحتاجها الأبناء، منذ الطفولية. فيجب على الآباء أن يلقنونها لأبنائهم ولا يتركوهم وشأنهم ليتعلموها بالخبرة فقط، مثال ذلك: آداب المائدة، ووضع المهملات فى سلة الزبالة، وغسل الأطباق، وترتيب الفراش .. الخ .
(3) وتستلزم عملية التلقين شرح ما تريد أن تعلمه شرحاً وافياً، والتأكد من أنهم فهموا ما تقوله فهماً دقيقاً.
(11) المضيفة: وماذا عن ترسيخ المبادئ؟
أبونا: المبادئ الروحية ، والمبادئ الأخلاقية أو السلوكية .
(1) أقصد المبادئ الروحية أولا مثل: محبة وطاعة كلمة الله، والصلاة، والارتباط بالكنيسة، وممارسة وسائط النعمة، ومحبة أخوة الرب ... الخ .
(2) والمبادئ الأخلاقية أو السلوكية مثل: 1ـ مبدأ الأمانة وعدم الكذب، والالتزام، ومراعاة العمل، والمذاكرة بأمانة، وكذلك إنفاق المصروف اليومى بأمانة، عدم السرقة..
2ـ مبدأ المحبة لكل الناس.
3ـ مبدأ التواضع: فى الملبس والمظهر، والمسكن، والطاعة، والخضوع للسلطة.
3ـ مبدأ الطهارة: والنظرة الى الجنس الآخر بقدسية . عدم الإباحية
(12) المضيفة: وماذا عن تعليمهم وضع النظم؟
أبونا: تعليم الأبناء كيف يكونوا منظمين فى حياتهم وأوقاتهم . فنعلمهم كيف يضعون نظماً وقواعد يحترمونها، وينفذونها بأمانة، مثل: تنظيم أوقات المذاكرة وأوقات اللعب والتسلية ووقت الرب فى الكنيسة .. ومثل تنظيم ملابسهم، ومكاتبهم، وحجراتهم، والأدوات التى يستخدمونها .. إلخ
(13) المضيفة: وماذا عن تنمية قدراتهم؟
أبونا: (1) باكتشاف وزنات أبنائهم ومواهبهم وقدراتهم، والعمل على تنميتها واستثمارها، وتوفير المجال لظهورها، مثل اكتشاف هواية الموسيقى، أو الاطلاع، أو الكتابة، أو الناحية الفنية كالرسم أو النحت، أو الرياضة.
(2) وليلاحظ الآباء عدم قهر أبنائهم على اتخاذ اتجاه معين لا يتناسب مع مواهبهم وقدراتهم، فبعض الآباء يريدون أن يكون أبناؤهم نسخة منهم، أو ينجحوا فى تحقيق الأهداف التى فشل الآباء فى تحقيقها، سواء علمياً أو اقتصاديا أو فنياً .. الخ .
(14) المضيفة: وماذا عن الأسلوب الحكيم؟
أبونا: ينبغى مراعاة الأسلوب الحكيم فى التعليم، حتى نحقق أهدافنا العظيمة بوسيلة عظيمة. فمن الأمور التى يجب مراعاتها:
1ـ اللطف: لا يصح أن يكون تعليمنا مصحوبا بالخشونة، أو تحطيم كرامة الأبناء. فاللطف وصية كتابية "كونوا لطفاء" (أف4: 32) وأيضا الكتاب يحذر الآباء من أسلوب إغاظة الأبناء قائلاً: "أيها الآباء لا تغيظـوا أولادكم لئلا يفشلوا" (كو3: 21).
2ـ الحزم: ينبغى أن يوفق الآباء بحكمة بين اللطف فى المعاملة أى عدم إهانة الابن بكلمات تجرح كرامته وتحطم شخصيته، وبين الحزم أى عدم التهاون فى تنفيذ التعليمات والنصائح، والمحاسبة الدقيقة على التصرفات. كما يجب أن يصغى الآباء للأبناء باهتمام ويقدرون آراءهم ويناقشونهم فيها بطريقة تجعلهم يفكرون بأسلوب سليم ..
3ـ الصلاة: فالتغيير الداخلى لا يمكن أن يحدث إلا إذا صلى الأبـاء من أجل أبنائهم. كما قال أحد رجال الله القديسين: [ويل لجيل الأبنــاء إذا خلت مباخر أبائهم من بخور الصلاة]. وهذا ما فعلته القديسة مونيكا أم القديس أوغسطينوس، التى أذرفت سكيباً من الدموع لأجل إبنها، حتى قال لها القديس امبروزيوس قولته الشهيرة "ثقى يا امرأة إن ابن هذه الدموع لن يهلك".
(15) المضيف: لقد أدركنا الوقت، فهل ممكن إرجاء بقية الموضوع لحلقات قادمة؟
أبونا: بلاشك.
(16) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (اف6: 4) "وانتم ايها الاباء لا تغيظوا اولادكم بل ربوهم بتاديب الرب وانذاره" (اف6: 4)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1تي 1).
(17) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(18) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) الأسبوع القادم سأكون في رحلة كرازية وستعرض حلقة معادة (2) باسم الآب والابن والروح القدس ... (3) محبة الله الآب ... سلام.
