قناة الفادى الفضائية

(5) حروب محمد جـ 1

(أ) حروب محمد.

(2) برامج سابقة حول حروب محمد.

(3) محمد وأتباعه قاموا بحوالي 84 غزوة ومعركة في مدة 10 سنوات.

(4) بالقرآن والحديث ما يزيد عن 35 ألف قول لمحمد ورب محمد عن الحرب والإرهاب.

(حروب الرسول)

هل محمد نبي من عند الله؟

الثلاثاء 12 /7 / 2011م (تقديم جعفر)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء في قناة الفادي الفضائية، في الحلقة الثانية من برنامج (حقيقة محمد) أو "دراسات أكاديمية عن محمد رسول الإسلام" ومعنا القمص زكريا بطرس. مرحبا بك.

أبونا: (1) شكرا جزيلا، وتحية لأحبائي المشاهدين الذين أعتز بهم وبمحبتهم.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟

أبونا: (صلاة: يا سامع الصلاة ..) آمين.

الفقرة الأولى

الرسالة الروحية

(3) المضيف: في هذه الفترة الروحية كلمتنا عن موضوع الخلاص، فهل يمكن تلخيص ما ناقشته في الحلقات السابقة؟

أبونا: (1) عمل الروح القدس: 1ـ تبكيت 2ـ تجديد 3ـ تأييد 4ـ تحرير 5ـ تدبير

(4) المضيف: وماذا سوف تقول لنا اليوم؟

أبونا: المفروض أن أتكلم عن بقية دور الروح القدس في حياتنا وهو ثمر الروح ومواهب الروح. ولكن اليوم يناسب عيد الرسل، عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس الرسولين، كل سنة وأنتم بخير، ولهذا أريد أن أتكلم عن هذه المناسبة في ثلاث نقاط: 1ـ عيد الرسل 2ـ ومفهوم الاستشهاد 3ـ ثم الرسولين الشهيدين.

(5) المضيف: لنبدأ بالحديث أولا: عن عيد الرسل.

أبونا: (1) عيد الرسل في نهاية صوم الرسل، والاحتفال بعيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس يوم 5 أبيب الذي يقابل 12 يوليو. (2) وصوم الرسل الذي يبدأ بعد عيد حلول الروح القدس مباشرة، 1ـ هو صوم للكرازة، أي صوم من أجل الخدمة والكرازة بإسم المسيح. 2ـ نقرأ ذلك في (اع13: 2 و3) "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا و شاول للعمل الذي دعوتهما اليه، فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم اطلقوهما". 3ـ فالكنيسة تعلمنا الصوم المقرون بالصلاة حتى يتمجد الله في خدمة الكرازة، فيفتح العيون، ويعطي بصيرة روحية، ويلمس القلوب فيغيرها. (3) ما أحوجنا أيها الأحباء أن تكون خدماتنا مقترنة بالصوم والصلاة، حتى يربح الله نفوسا للملكوت فتخلص من المصير الأبدي ومن الضلال الذي في العالم بمعرفة المسيح المخلص.

(6) المضيف: نأتي إلى النقطة الثانية مفهوم الاستشهاد.

أبونا: مفهوم الاستشهاد في المسيحية يختلف تماما عن مفهومه في الإسلام، لهذا يلزم أن نعرض أولا مفهوم الاستشهاد في الإسلام: 1ـ فالاستشهاد عندهم يفهم على أنه تفجير الانسان نفسه في الجهاد لقتل الأعداء من أجل الاستحواذ على أكبر عدد من حوريات الجنة. قال رسول الله: "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده في الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه" (رواه الترمذي وابن ماجه). وسنده صحيح     http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=0a16989af52a47a2

2ـ والواقع أن هذا بعيد كل البعد عن مفهوم الاستشهاد في المسيحية، فما هذا في اعتقادنا إلا إنتحار، وجريمة قتل يدان عليها المنتحر الذي فجر نفسه ليقضي على حياة أبرياء وكأنه أخذ مكان الله الديان.

(2) الاستشهاد في المفهوم المسيحي: 1ـ هو تقديم شهادة حية ليس بالكلام فقط عن محبة المسيح وخلاصه، بل حتى ولو تعرض المسيحي لأن يموت ويقتل، فيكون دمه شاهدا عن إيمانه، إذ يقدم نفسه رخيصة من أجل محبته في الملك المسيح، وينال إكليل الشهادة لأمانته، ومحبته، وخدمته. ويحظى بملكوت الله ألذي هو ليس أكلا وشربا، بل هو بر وفرح في الروح، وحيث هناك لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يعيشون كملائكة الله في طهر وقداسة إلى الأبد. 2ـ فالشهادة في المسيحية تشبه الشهادة في المحكمة، حيث يوجد شهود إثبات وشهود نفي. فنحن شهود إثبات بأن المسيح هو الفادي والمخلص الذي خلصنا من خطايانا بموته الكفاري على صليب الحب حيث بذل ذاته عوضا عنا ليوفي الدين الذي علينا، ويتحمل عقوبة خطايانا في جسده. ويغفر ذنوبنا، ويعطينا بره، ويهبنا الحياة الأبدية الطاهرة. 3ـ هذه هي الشهادة التي استشهد من أجلها القديسان بطرس وبولس.

(7) المضيف: وهذا يأتي بنا إلى الشهيدين بطرس وبولس، فهل يمكن أن تحدثنا عن حياتهما واستشهادهما؟

أبونا: الشهيد بطرس: 1ـ كان يدعى سمعان وكان صيادا للسمك عندما دعاه المسيح ليتبعه ويصبح صيادا للناس (مر1: 17) 2ـ في لحظة ضعف قبل أن يحل الروح القدس عليه أنكر السيد المسيح، وقال أنه لا يعرفه أمام جارية (مت 26: 70) 3ـ ولكنه بعد أن امتلأ بالروح القدس وقف بكل جرأة أمام آلاف الناس وشهد للمسيح، فآمن بالمسيح 3000 آلاف نفس في يوم واحد (أع2: 41) 4ـ وقد كرز ببشارة المسيح المفرحة في فلسطين وفينيقية وآسيا 5ـ وأخيرا استشهد في روما في عهد نيرون الإمبراطور سنة 67م، منكس الرأس. 6ـ قصة فيلم كوفاديس: محاولة المؤمنين تهريبه من روما، تقابل معه المسيح خارج روما، وقال له: أنا ذاهب لأموت عوضا عنك ثانية يا بطرس. 7ـ وقد تم ما سبق فأنبأه به السيد المسيح: (يو21: 18) "الحق الحق اقول لك لما كنت اكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء ولكن متى شخت فانك تمد يديك واخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء"

(8) المضيف: وماذا عن حياة واستشهاد بولس الرسول؟

أبونا: الشهيد بولس: 1ـ كان اسمه شاول الطرسوسي 2ـ تعلم على يدي غمالائيل معلم الناموس 3ـ وكان يهوديا متعصبا ضد المسيح والمسيحيين، حتى قتل وسجن كثيرين (أع8: 3) 4ـ تقابل معه المسيح وهو في الطريق إلى دمشق، ثم اعتمد على يدي حنانيا (أع9: 18) 5ـ بشر بالمسيح في بلاد عديدة من آسيا وأوربا. 6ـ كتب 14 رسالة من اسفار العهد الجديد. 7ـ استشهد على يدي نيرون الإمبراطور أيضا في 12 يوليو 67م بقطع رأسه بالسيف لأنه كان يحمل الجنسية الرومانية، فالصلب للعبيد فقط 8ـ فبطرس صلب لأنه لم يكن حاملا للجنسية الرومانية، وكذلك السيد المسيح (في2: 7) "الذي اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس، واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب".

(9) المضيف: (أحباءنا المشاهدين، بعد السؤال التالي سنأخذ المداخلات، لهذا أرجو الاستعداد بمداخلاتكم وطلبنا على أرقام التليفونات التي ستظهر على الشاشة). وسؤالي الأخير جناب القمص: هل يمكن أن تقارن بين حياة الشهيدين بطرس وبولس، وتربط ذلك بحياتنا نحن؟

أبونا: (1) كان بطرس صيادا وكان بولس فيلسوفا: والله يدعو هذا وذاك لقبوله فالكل محتاج للخلاص بصرف النظر عن حالته. (2) كان بطرس ناكرا للمسيح، وكان بولس رافضا للمسيح، ولكن المسيح قَبِلَ هذا وذاك، وهو الذي يقبلنا مهما كان رفضنا وإنكارنا له. (3) امتلأ الإثنان بالروح القدس وكرزا بالإنجيل لأناس كثيرين، ونحن أيضا مدعوون للإمتلاء بالروح القدس، وعلينا أن نكرز بالإنجيل للكثيرين ليصير لهم نصيب في ملكوت المسيح. (4) الإثنان تعرضا للإضطهاد، والإثنان استشهدا على إسم المسيح. فهل عندنا هذا الاستعداد لتقبل الاضطهاد حتى الموت من أجل المسيح الذي قدم نفسه فدية عنا؟

بركة صلواتهما تكون معنا، وكل سنة وأنتم جميعا بخير.

(10) المضيف: هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

المداخلات

فاصل

الفقرة الثانية

حقيقة محمد

(11) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الفترة الثانية من برنامج حقيقة محمد. هل يمكن أن تلخص لنا ما قلته في الحلقة السابقة عن حقيقة محمد؟

أبونا: (1) نعم. تكلمت عن حقيقة محمد، وقلت أنها تدور حول خمسة محاور أساسية هي: 1ـ أصل محمد، أو ابن من هو؟ 2ـ نبوة محمد: هل كان من الله 3ـ أخلاق محمد 4ـ حروب محمد: 5ـ علاقته بالجن والشياطين. (2) وكان حديث الحلقة الماضية عن أخلاق محمد.

(12) المضيف: وماذا تريد أن تقدم لنا اليوم؟

أبونا: (1) أريد أن أناقش المحور الرابع من حياة محمد وهو حروب محمد (2) وقد سبق أن تكلمت عن ذلك في (برنامج أسئلة عن الإيمان حلقات 37 و38) و(برنامج حوار الحق حلقات 81 و83) وبرنامج في الصميم حلقات 27 و29) (3) وقلت أن محمدا وأتباعه قاموا بحوالي 84 غزوة ومعركة في مدة 10 سنوات التي قضاها في المدينة بعد الهجرة (4) وجاء بالقرآن والحديث ما يزيد عن 35 ألف قول لمحمد ورب محمد عن الحرب والإرهاب، أكتفي منها بما جاء في (سورة الأنفال 60) "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم .." وأيضا (سورة الأنفال 65) "يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال.."  وأيضا: (سورة الأنفال 12) "سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب، فاضربوا فوق الأعناق، واضربوا منهم كل بنان". (فيديو مصعب الزرقاوي وقطع رقبة الأمريكاني) يا للقسوة والإجرام.

(13) المضيف: هل تعرض شيوخ الأزهر في كتابهم الذي كنت تعلق عليه، للدفاع عن حروب محمد؟

أبونا: بالتأكيد، فقد أطالوا الرد على ذلك في الشبهة الخامسة والستين من كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين من ص 408 ـ 446)

(14) المضيف: ماذا قالوا؟

أبونا: (1) قالوا الكثير حوالي 38 صفحة من القطع الكبير، وسيكون كلامهم مادة خصبة لنا على مدى الحلقات القادمة (2) وسنقتصر اليوم على الجزء الأول مما كتبوه (3) فقد جاء في كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين من ص 408) تحت عنوان "الشبهة الخامسة والستون: "الإسلام انتشر بالسيف، ويحبذ العنف"

(15) المضيف: وماذا كان ردهم على هذه الحقيقة؟

أبونا: (1) جاء في الكتاب نفسه وفي ذات ص 408 تحت عنوان "الرد على الشبهة" قولهم:

وهى من أكثر الشبه انتشارًا ، (2) [ويضيفون]: ونرد عليها بالتفصيل حتى نوضح الأمر حولها: يقول الله تعالى مخاطباً نبيه محمداً: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (سورة الأنبياء 107) ... [ويستطردون]: رحمة عامة شاملة، تجلت مظاهرها فى كل موقف لرسول الله تجاه الكون والناس من حوله. (3) [ثم يضيفون]: والجهاد فى الإسلام حرب مشروعة عند كل العقلاء من بنى البشر، وهى من أنقى أنواع الحروب من جميع الجهات: 1- من ناحية الهدف. 2- من ناحية الأسلوب. 3- من ناحية الشروط والضوابط. 4- من ناحية الإنهاء والإيقاف. 5- من ناحية الآثار أو ما يترتب على هذه الحرب من نتائج. (4) [ويواصلون كلامهم قائلين]: وهذا الأمر واضح تمام الوضوح فى جانبى التنظير والتطبيق فى دين الإسلام وعند المسلمين. (5) [ويضيفون]: وبالرغم من الوضوح الشديد لهذه الحقيقة، إلا أن التعصب والتجاهل بحقيقة الدين الإسلامى الحنيف، والإصرار على جعله طرفاً فى الصراع وموضوعاً للمحاربة، أحدث لبساً شديداً فى هذا المفهوم، مفهوم الجهاد عند المسلمين، حتى شاع أن الإسلام قد انتشر بالسيف، وأنه يدعو إلى الحرب وإلى العنف ... إلخ" (5) هذا جزء مما قالوه في الكتاب، وهو ما سوف أعلق عليه عبارة عبارة بدءا من هذه الحلقة.

(16) المضيف: قبل أن تسترسل في التعليقات، أحب أن اذكر شيئا مبدئيا، وهو إحتجاج المسلمين بأن العهد القديم أيضا فيه حروب قام بها موسى والأنبياء فما هو وجه الغرابة أن يقوم محمد أيضا بالغزوات والحروب؟

أبونا: (1) هذا بالفعل ما قاله شيوخ الأزهر أيضا في نفس الكتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين من ص 420ـ 426) وذكروا الكثير من الحروب التي حدثت في العهد القديم واعتبروها بحسب تعبيرهم " كان جواباً لنا فى مشروعية ما قام به النبى من القتال والجهاد."

(17) المضيف: وما هو تعليقك على قولهم هذا؟

أبونا: [وللتعليق]: على ذلك أقول: يا حضرات الشيوخ الأفاضل كان ينبغي أن تعرفوا أن هناك عدة فروق جوهرية لا تبرر قيام محمد بغزواته وحروبه، بل تدينه، منها: (1) أن حروب العهد القديم كانت قبل عهد النعمة الذي بالمسيح يسوع، يا حضرات الشيوخ الأفاضل 1ـ فقد جا في (يو1: 17) "لأن الناموس بموسى أعطي اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" 2ـ فالعهد القديم كان عهد الناموس، أو الشريعة، أي القانون، قانون العقوبات 3ـ وتأكيدا لهذا يقول بولس الرسول (غل3: 24): "اذاً قد كان الناموس مؤدبنا الى المسيح لكي نتبرر بالايمان" 4ـ فالناموس كان مؤدبا لمن يخطئ وذلك بتوقيع العقوبة عليه 5ـ وعقوبة الخطية هي الموت (رو6: 23) "أجرة الخطية هي موت" 6ـ ولهذا كانت عقوبة الشخص أو الشعب الذي يخطئ هي الموت، (حز18: 4) "النفس التي تخطئ هي تموت" يا حضرات الشيوخ الأفاضل.

(18) المضيف: أعتقد أنهم يحتاجون إلى معرفة شريعة المسيح في العهد الجديد، ليقارنوا بينها وبين شريعة العهد القديم؟

أبونا: (1) شريعة المسيح في العهد الجديد، يا اصحاب الفضيلة، هي شريعة النعمة كما تقول الآية (يو1: 17) "لأن الناموس بموسى أعطي اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (2) فشريعة النعمة هي لعلاج خطايا البشر، وليس لعقابهم كما يقول الكتاب المقدس (يو3: 17) "لأنه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم" هذه هي شريعة العهد الجديد يا اصحاب الفضيلة.

(19) المضيف: قد يتساءلون هل يفهم من هذا أن شريعة العهد الجديد نسخت شريعة العهد القديم؟

أبونا: ليس عندنا نسخ كما تعلم، وكما هم يعلمون، وإنما قال السيد المسيح في (مت5: 17) "لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لأكمل"

(20) المضيف: يا ريت تفسر هذا الكلام أكثر.

أبونا: (1) إنَّ فهم هذا الموضوع في غاية البساطة، (2) ونعطي لذلك مثلا: عن الفرق بين طبيب الأشعة، والطبيب المعالج. فالطبيب المعالج لا يلغي عمل طبيب الأشعة بل يكمله. (3) لأن طبيب الأشعة يظهر المرض فقط، أما الطبيب المعالج فإنه يصف الدواء للشفاء، فهو عمل مكمل. (4) هكذا جاء السيد المسيح ليعطي النعمة التي تعالج مرض البشرية وهو الخطية، الذي كشف عنه الناموس فحسب. (5) فالمسيح لم ينسخ الناموس ولم ينقضه بل أكمل عمله.

(21) المضيف: نعود لموضوع السؤال، ما علاقة ذلك بالحروب؟

أبونا: (1) قلت أن الحروب في العهد القديم كانت عقوبة للشعب الذي يخطئ، ولكن في العهد الجديد فإن النعمة تعالج خطية الشعوب فتقودهم إلى الحب والسلام. (2) لهذا قال السيد المسيح: (مت5: 44) "واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم"

(22) المضيف: ولكن لازالت الحروب موجودة في العالم فهل قصرت النعمة على معالجة الشعوب المتحاربة؟

أبونا: (1) النعمة تعمل فقط في من يقبلها، (2) فسياسة المسيح هي أنه لا يجبر أفرادا ولا شعوبا على قبوله، (3) بل يقول: (رؤ3: 20) "هنذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي و فتح الباب ادخل اليه و اتعشى معه و هو معي"

(23) المضيف: إذن فالذين يشنون الحروب والغزوات هم بعيدون عن نعمة الله. أليس كذلك؟

أبونا: برافو. وهذه هي مشكلة محمد، الذي جاء بعد عصر النعمة، ورجع بالبشرية إلى عصر الناموس يا حضرات الشيوخ الأفاضل، فقد ضل وأضل الشعوب معه. هذه واحدة،

(24) المضيف: كلمتنا عن أحد الفروق بين حروب محمد وحروب العهد القديم وهو أن العهد القديم كان عهد الناموس، أما العهد الجديد فهو عصر النعمة. وماهي الفروق الأخرى؟

أبونا: (1) نعم. قلت أن أحد الفروق بين حروب محمد وحروب العهد القديم هو أن العهد القديم كان عهد الناموس، أما العهد الجديد فهو عصر النعمة، وقلت أن محمدا سقط من النعمة، وانطبق عليه قول الكتاب المقدس (غل5: 4) "قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة". أرأيتم خطورة المشكلة يا حضرات الشيوخ الأفاضل (2) وآتي إلى الفرق الثاني وهو أن حروب العهد القديم لم تكن لنشر الدين اليهودي، فالدين اليهودي ليس دينا دعويا، لكنه دين مغلق على نسل يعقوب إسرائيل فقط، فلم ينشروا دينهم لا بالكلام ولا بالسيف. أما الإسلام فقد استخدم السيف والحروب ليقهر الناس على قبول دين محمد يا حضرات الشيوخ الأفاضل. وأكتفي بالاستشهاد بآية قرآنية وحديث محمدي، 1ـ الآية القرآنية (سورة التوبة 29) "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق ..." 2ـ أما الحديث فقد جاء في مراجع لا تعد ومنها: (صحيح البخاري ج 1 ص 17، نشر: دار ابن كثير, اليمامة بيروت 1987، الطبعة الثالثة، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا) "عن ابن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الناس حتى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ ... فإذا فَعَلُوا ذلك عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ .." (3) وأترك للقارئ ما أوردتموه من القرآن 19 آية قرآنية ، وخمسة أحاديث محمدية (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين من ص 413 و414)

(25) المضيف: هذا أيضا فرق آخر، هل هناك فروق أخرى؟

أبونا: (1) من الفروق أيضا بين حروب العهد القديم وحروب الإسلام، التي كنت أتمنى أن يعيها حضرات الشيوخ الأفاضل، أن حروب العهد القديم لم تكن حروبا إستعمارية توسعية للإستيلاء على دول أخرى، (2) بعكس حروب الإسلام، فقد هزموا القبائل في الجزيرة العربية بما فيهم قبائل اليهود، بني قريظة والنضير ويهود خيبر، واستولوا على بيوتهم وأراضيهم وأموالهم، (3) وانطلقت جيوش الإسلام إلى الشام ومصر والعراق وفارس، وشمال أفريقيا ووصلت إلى أسبانيا والبرتغال وأقامت دولة الأندلس. (4) فحروب الإسلام إستعمارية طمعا في خيرات تلك الدول. (5) وليس أدل على ذلك من قول واحد أكتفي بالاستشهاد به جاء في مراجع عديدة منها: (كتاب الخطط المقريزية، المؤلف تقي الدين أبو العباس أحمد المقريزي ج1 ص 309) وكتاب (فتوح مصر وأخبارها ج 1 ص 304، المؤلف: أبو القاسم القرشي المصري، نشر: دار الفكر بيروت 1996م ، الطبعة الأولى، تحقيق: محمد الحجيري) وكتاب (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ج 1 ص 57، اسم المؤلف: عبد الرحمن بن أبو بكر، جلال الدين السيوطي) "أراد عثمان عمرا أن يكون على الحرب وعبد الله بن سعد على الخراج فقال عمرو أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها فأبى عمرو"

(26) المضيف: (أحبائي المشاهدين، بقي أمامنا سؤال واحد، لنأخذ مداخلاتكم، فرجاء طلبنا على أرقام الهواتف التي تظهر على الشاشة). جناب القمص: هذه بالفعل فروق جوهرية بين حروب العهد القديم وحروب الإسلام، فهل يمكن تلخيصها في الختام؟

أبونا: نعم. سأعود فألخصها لعل أحبائي شيوخ الإسلام الأفاضل يفكرون فيها ويعرفون الفرق بين حروب العهد القديم وحروب محمد، ويواجهون أنفسهم بالحقائق الدامغة، ويكفوا عن الإسترسال في علم التأويل والتبرير لمحاولة الخروج من المآزق: (1) فحروب العهد القديم كانت قبل عهد النعمة، أما حروب الإسلام فسقوط من عهد النعمة (2) وحروب العهد القديم ليست لنشر الدين، بعكس حروب محمد (3) وحروب العهد القديم ليست للإستعمار بينما حروب محمد إستعمارية. (4) ولنا لقاءات كثيرة للتعليق على حضرات الشيوخ الأفاضل وكتابهم "حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين"

(27) المضيف: شكرا جزيلا لهذه الإيضاحات الجلية. هل يمكن نأخذ بعض المداخلات؟

 

مداخــلات

(28) المضيف: هل يمكن أن ترفع لنا طلبة في الختام؟

أبونا: آمين. (صلاة)

(29) المضيف: شكرا لكم أيها الأحباء وإلى اللقاء في حلقات قادمة

 

إقرأ 19019 مرات

شاهد الفيديو

{youtubeplaylist}B0046F99514CA6D0{/youtubeplaylist}
أضف تعليق
يتم مراجعة التعليقات من قبل ادارة الموقع قبل نشرها و لا يسمح بنشر التعليقات التى تحتوى على اهانات لاشخاص او شعوب بعينها او التعرض لمعتقداتهم بالفاظ نابية بعيد عن النقد الموضوعى


Youtube مباشر

شاهد البث المباشر

شارك فى الحدمة


Currency/العملة:
Amount/المبلغ:

بحث الحلقات

تاريخ الحلقة

عنوان الحلقة

البرنامج

النشرة البريدية

سجل معنا لاستلام نشرة اخبار الموقع

ترددات القناة

Nile Sat

Frequency: 11096 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 27500 - FEC: 5/6

 

Galaxy 19

Frequency: 12152 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 20000 - FEC: 3/4

 

HotBird

Frequency: 10949 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 27500 - FEC: 3/4

 

Optus D2

Downlink: 12734 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 22500 - FEC: 3/4

احدث التعليقات

  • حلقه رائعة ربنا يبارك حياتك أبونا الغالي ارجوك يا ابونا صلي من أجلي للمحاربات الروحية ارجو اعادة تنزيل ...
     
  • هناك خطء املائي في شهادة الوفاة وهو رقم 51 المفروض 15 قرن من الزمان وليس واحد وخمسون .
     
  • هناك نظريات كتير تقول أن محمد لم يكن موجودا بالأساس لأن مفيش أي دليل علي وجوده حتي سنة ٦٩٠ و أول دليل ...
     
  • رينا معاكو
     
  • يرجى ارسال مواعيد بث حلقات الاب زكريا ..لكي يتنسى لي متابعنها . يرجى ارسال مواعيد البث على الايميل ...