626ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [63]
(صلب المسيح)
ألا تكفي التوبة للغفران دون ضرورة للصلب؟
الجمعة 1/3/2024م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (626) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) تحدثت في الحلقات الماضية عن اعتراضات المسلمين وقلت أنها تشتمل على ما يلي:
1- وما صلبوه.
2- ولكن شبه لهم.
3- بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ
4- وقولهم: ألا تكفي التوبة للغفران دون ضرورة للصلب؟
5- وأيضا: ما ذنب إنسان برئ ليصلب عن الناس؟
6- وكذلك قولهم: هل تعبدون إلها مصلوبا؟
7- فمن كان يحكم الكون عندما صلب المسيح؟
*******
(5) وقد ناقشنا في الحلقات الأخيرة الماضية "بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ".
(6) واليوم نناقش الاعتراض الرابع: ألا تكفي التوبة للغفران دون ضرورة للصلب؟
هناك اعتراض آخر يقول: أما كان يكفي أن الإنسان يتوب فيقبل الله توبته ويغفر ذنبه، عملا بقول الآية القرآنية التالية: (سورة البقرة 37): "فتلق آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه التواب الرحيم".
() الرد على هذا الاعتراض:
الواقع أن عملية غفران الذنب لها جوانب متعددة منها:
[1] الجانب الأول: التوبة والندامة:
1ـ فلابد للمخطئ أن يتوب ويندم على خطيته وإلا فلن يغفر له ذنبه:
- والكتاب المقدس يوضح ذلك بقول المسيح: "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لوقا 13: 3).
- والقرآن أيضا يوافق على ذلك من أجل هذا جاءت الآية القرآنية "فتلق آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه التواب الرحيم" (سورة البقرة 37).
2ـ ولكن هل التوبة كافية وحدها للغفران؟
- الواقع أنه بالرغم من أن التوبة هي عمل ضروري للغفران ولكنها تمثل الندامة على ما فعله الإنسان، وعزمه على عدم عودته إلى ذلك مرة أخرى في المستقبل.
- ولكن بقى جانب آخر هام وهو: علاج ما فعله الإنسان في الماضي حتى يغفر له.
- ما المقصود بذلك؟
- أعط مثال: إن حطم شخص سيارة، هل يكفي الاعتذار ليصفح عنه؟ وهل الاعتذار يعوض عن السيارة؟
- فالسيئة التي يرتكبها الإنسان لا يكفي أن يقدم عنها اعتذاراً أو مجرد توبة،
- بل لابد من تقديم تعويض أو كفارة أو فداء أو ضحية حتى يمكن غفران الماضي.
- وهذا ما سوف نتكلم عنه فيما يلي:
- قلنا أن الجانب الأول هو: التوبة والندامة، والجانب الثني هو:
[2] الجانب الثاني: الكفارة أو الفداء أو الضحية:
موضوع الكفارة والفداء أمر حتمي للمغفرة، وهذا واضح في المسيحية والإسلام.
- أولا: في المسيحية:
- تقول الآية صريحة في (1يو2: 1و2) "يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا، وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا".
- ثانيا: في الإسلام:
هناك أنواع عديدة من الكفارة في الإسلام، ذكرت بعضها في الآية التالية:
- (سورة المائدة آية 89) "لا يؤاخذكم الله باللغو (أي غير المقصود) في أيْمانكم (القَسَم أي الحلفان) ولكن يؤاخذكم بما عقدتم (أي عن عمْد) الأيْمان (القسم) فكفارته إطعام عشرة مساكين… أو كسوتهم أو تحرير رقبة (تحرير عبد) فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيْمانكم"
- واضح من هذه الآية أنه لابد وأن تكون هناك كفارة للسيئات، فالسيئة المذكورة في هذه الآية هي تعمد الأيْمان [أي القسم]، والكفارة المطلوبة لمغفرتها هي: إما إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو إطلاق عبد وتحريره، أو صوم ثلاثة أيام.
- أما إذا كان الذنب من الكبائر فلابد أن الله هو الذي يكفر عنه بحسب ما جاء بالآية القرآنية التالية: (سورة التغابن آية9) قوله: "ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار" من هذا يتضح أن الله لابد أن يكفر عن السيئات حتى يغفرها.
- والواقع أن الكفارة الحقيقية للخطايا في الإسلام هي كما أشرنا إليها سابقا في صدد الحديث عن عيد الضحية، أعود فأذكر بها ثانية:
- ىذبائح عيد الأضحى: فعيد الأضحى يعرف باسم (عيد التضحية والفداء)
والذبائح التي تنحر فيه هي بقصد الفداء أو الكفارة كما يتضح مما يلي:
* "قال جَابِرَ بن عبد اللَّهِ في: (مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 356) صَلَّيْتُ مع رسول اللَّهِ عِيدَ الأَضْحَى فلما انْصَرَفَ أُتِىَ بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ فقال بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللهم إن هذا عني وَعَمَّنْ لم يُضَحِّ من أمتي"
- قال رسول الله في: (كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ج 5 ص 40) يا فاطمة، قومي واشهدي أضحيتك، أما إن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب .. هي لآل محمد والناس عامة"
- وجاء في: (كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي ج 1 ص 270) "وأما ذبح الهّدْى (أي الضحية) هو تقرب إلى الله تعالى. فعليك أن تكمل الهدى (الضحية) واطلب أن يعتق (يحرر) الله بكل جزء منه (أي من الهدى أو الضحية) جزءا منك من النار. فكلما كان الهدى (أو الضحية) أكبر وأجزاؤه أوفر كان فداؤك من النار أعم"
- يقول الأستاذ الدكتور محمود العكازي في: (موقع الأزهر على الإنترنيت/ مفاهيم) "والحكمة من تشريع الأضحية: هي شكر الله على نعمه المتعددة وتكفير السيئات"
- وفي كتب الشيعة: (كتاب من لم يحضره الفقيه ج2 ص 489) "وضحى رسول الله صلى الله عليه وآله بكبشين ذبح واحدا بيده، وقال: اللهم هذا عنى وعن من لم يضح من اهل بيتى ، وذبح الاخر فقال : اللهم هذا عنى وعن من لم يضح من أمتى".
- من كل هذا يتضح لك جيداً أن ذبائح عيد الضحية يقصد بها الفداء والتكفير وبهذا قد اتضح لنا إقرار الإسلام بفكرة الفداء.
(12) عزيزي المسلم وإبنتي المسلمة الباحثين عن الحق ليتك تطلب الآن وأنت جالس أمام التلفزيون ول لله الخالق: ارشدني يارب إلة معرفتك. آمين.
(13) وثق أنه سمعك وسوف يعلن لك عن شخصه. آمين.
*****
(14) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(15) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(16) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(18) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.