584ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [26]
إدعاء تحريف الكتاب المقدس
[أ] شهادة علماء الإسلام عن عدم تحريف الكتاب المقدس
[ب] شهادة المنطق على عدم تحريف الكتاب المقدس
الجمعة 10/3/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (584) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
* تنبيه: أشكر محبتكم وتجاوبكم في نداء المساهمة في إنقاذ القناة ببدء تبرعاتكم، الرب يعضكم بكل خير آمين.
* وسوف نرسل موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي للتبرعات السخية.
(3) أحبائي: اليوم فسوف أواصل حديثي عن: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) وقلت أنها تحتوي على خمسة أقسام، وبيانها كالآتي بحسب الفهرس:
- القسم الأول: لمحة عن الإسلام والمسيحية.
- القسم الثاني: إزالة عقبات الكرازة من أمام المسلمين.
- القسم الثالث: كشف حقيقة الإسلام.
- القسم الرابع: الحياة مع المسيح.
- القسم الخامس: مواضيع حوارية.
******
(5) الحلقة الماضية بدأت في الكلام عن براهين عدم تحريف الكتاب المقدس، وقلت أنه سيشمل الحديث عن الجوانب التالية:
- شهادة الكتاب المقدس نفسه على عدم تحريفه.
- شهادة القرآن على عدم تحريف الكتاب المقدس.
- شهادة علماء الإسلام عن عدم تحريف الكتاب المقدس.
- شهادة المنطق على عدم تحريف الكتاب المقدس.
- شهادة علم الآثار والتاريخ عن عدم تحريف الكتاب المقدس.
***
(6) وتكلمت في الحلقة الماضية عن: شهادة القرآن على عدم تحريف الكتاب المقدس،
واليوم سنواصل الأدلة والبراهين الأخرى:
(7) المبحث الثالث: شهادة علماء الإسلام عن عدم تحريف الكتاب المقدس
- جاء في (صحيح البخاري ج6 ص 2745): "ليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله، ولكنهم يحرفونه أي يتأولونه على غير تأويله".
[أي يفسرونه على غير التفسير الصحيح].
- وفي (تفسير ابن كثير1 ص 377): "قال وهب بن منبه إن التوراة والإنجيل كما أنزلهما الله تعالى لم يُـغَـيَّر منهما حرف".
- وفي (كتاب العين للفراهيدي ج3 ص 211) يقول: "التحريف هو تغيير الكلمة عن معناها".
- وفي كتاب: (النبذة الكافية في أحكام أصول الدين [النبذ في أصول الفقه] ج 1 ص 37 لابن حزم الظاهري) "إن كان لا يَـحِـلُّ أن يُحَــرَّفَ كلام أحد من الناس، فكيف كلام الله تعالى".
- في كتاب (اللباب في علوم الكتاب ج3 ص 184، لأبي حفص): "رُوِيَ أن اليهود كانوا يحرفون ظاهر التوراة، وهذا ممتنَع، لأن التوراة والإنجيل كتابين بلغا من الشهرة إلى حد التواتر، بحيث يتعذر ذلك فيهما، وإنما كانوا يكتمون التأويل [أي التفسير]".
- وفي (كتاب الهلال عدد ديسمبر 1959م) كتب عباس العقاد: عن "كنوز وادي القمران": "إن هذه اللفائف الأثرية هي لفائف من 2000 سنة، وتبين أن أهم ما تحويه، نسخة كاملة من كتاب أشعياء … وعدة كتب مقدسة أخرى … وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن اختلاف ولا تبديل".
- وفي كتاب (ضحى الإسلام للأستاذ أحمد أمين، ج 1 ص 358): قال: "ذهبت طائفة من أئمة الحديث والفقه والكلام إلى أن التبديل وقع في التأويل [التفسير] لا في التنزيل … ومن حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها (قبل ظهور محمد والقرآن)"، ولا يعلم عدد نسخها إلا الله، ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ، بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة ومغيرة والتغيير على منهاج واحد. وهذا ما يحيله العقل، ويشهد ببطلانه".
***
(8) المبحث الرابع: شهادة المنطق على عدم تحريف الكتاب المقدس:
دعونا نناقش هذه الأسئلة:
1- أين تم التحريف؟
2- من الذي قام بالتحريف؟
3- في أية لغة تم التحريف؟
******
[1] أولا: أين تم التحريف؟
في أي بلد من بلاد القارات تم تحريف الكتاب المقدس؟
[2] ثانيا: من الذي قام بالتحريف؟
1- هل قام اليهود بتحريف التوراة وكتب الأنبياء؟
2- أم المسيحيون هم الذين قاموا بتحريف كتب اليهود وحرفوا الإنجيل أيضا؟
3- أم إن اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا; (التوراة والإنجيل)؟
4- أي المذاهب في المسيحية قامت بالتحريف؟
******
(9) دعونا نناقش كل افتراض على حدة:
[1] الافتراض الأول: إن اليهود قاموا بتحريف التوراة وكتب الأنبياء؟
وللرد على هذا الافتراض نقول:
- لو أن اليهود كانوا قد قاموا بتحريف كتابهم، لأمكن كشف هذا التحريف ببساطة متناهية، لأن المسيحيين كانوا، ولا يزال لديهم نسخٌ من كتب اليهود نفسِها.
- وما كان للمسيحيين أن يسمحوا لليهود أن يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدس الذي يحفظونه، بل واستحفظوا عليه (أي استؤمنوا عليه) وكانوا عليه شهداء (أي شهود على صحته) كما جاء في (سورة المائدة 44).
[2] الافتراض الثاني: المسيحيون هم الذين قاموا بتحريف كتب اليهود وحرفوا الإنجيل أيضا.
وللرد على ذلك:
ما كان لليهود أن يسمحوا للنصارى أن يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدس.
[3] الافتراض الثالث: أن اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا; (التوراة والإنجيل).
وللرد على هذا الافتراض نقول:
- إن كان قد حدث اتفاق بين المسيحيين واليهود على تحريف الكتاب المقدس، لَـتَـحَـتَّـم عليهم الاتفاق في قضية المسيح التي هي محور الكتابين التوراة والإنجيل.
- وحيث أنه لا يوجد اتفاق حول قضية المسيح، فمعنى ذلك أنه لم يتم اتفاق على تحريف الكتاب المقدس.
[4] الافتراض الرابع: أن مذاهب في المسيحية قامت بالتحريف.
- فالمسيحية منذ القرن الرابع الميلادي أي قبل ظهور الإسلام بثلاثة قرون قد انشقت إلى مذاهب.
- تماما مثل مذاهب الإسلام: المذهب السني والشيعي والمالكي والشافعي والحنبلي.
- فالشيع المسيحية قبل الإسلام كانت هي: الأرثوذكس والكاثوليك. فمن منهم يا ترى قام بتحريف الكتاب المقدس؟
- الواقع أن الكتاب المقدس واحد عند جميع هذه الفرق، فهل اتفق الفرقاء على تحريف الكتاب المقدس دون أن يتفقوا على ما بينهم من اختلافات؟
(10) ثالثا: في أية لغة تم التحريف؟
- من المعلوم أن الكتاب المقدس قد كتب بالعبرية والأرامية واليونانية. وترجم إلى لغات عديدة منذ صدر المسيحية: إلى اللاتينية والسريانية والقبطية والعربية والأشورية والأثيوبية وغيرها.
- ففي أية لغة من هذه اللغات يوجد تحريف الكتاب المقدس؟
- الواقع أن الكتاب المقدس في كل هذه اللغات واحد ولا توجد اختلافات فيه بين كل هذه اللغات.
*****
(11) المبحث الخامس: شهادة علم الآثار والتاريخ عن عدم تحريف الكتاب المقدس:
بين أيادينا مخطوطات أثرية قديمة للكتاب المقدس تتفق تماما مع ما بين أيدينا من نسخ الكتاب المقدس دون تغيير أو تبديل أو تحريف. ومن تلك النسخ الخطية القديمة ما يلي:
[1] النسخة السينائية: التي اكتشفت في دير سانت كاترين بسيناء وتعود إلى ما قبل الإسلام بما يزيد عن 200 سنة. وهي موجودة الآن في المتحف البريطاني.
[2] النسخة الإسكندرية: يعود تاريخ كتابتها إلى ما قبل الإسلام بحوالي 200 سنة أيضا. وهي موجودة كذلك بالمتحف البريطاني.
[3] النسخة الفاتيكانية: وهي الموجودة الآن في الفاتيكان، والتي يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام بحوالي 250 سنة.
[4] لفائف وادي القمران:
1- المعروفة بمخطوطات البحر الميت. وهي مجموعة من 972 نصا من الكتاب المقدس بالعبرية. أكتشفت في سنة 1940م في خربة قمران على الشاطئ الشمالي الغربي من البحر الميت.
2- وأضيف ما سبق وقلته عن عباس العقاد وما كتبه في الهلال عدد ديسمبر 1959 تحت عنوان "كنوز وادي القمران" قال فيه: "إن هذه اللفائف الأثرية اكتشفت في أحد كهوف وادي القمران بشرق الأردن … لفائف من 2000 سنة، وتبين أن أهم ما تحويه نسخة كاملة من كتاب أشعياء … وعدة كتب مقدسة أخرى … وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن اختلاف ولا تبديل"
هذه هي شهادة علم الآثار الذي لا يكذب لصحة الكتاب المقدس وعدم تحريفه.
** وبهذا قد تأكد لنا عدم تحريف الكتاب المقدس بالأدلة القاطعة والبراهين الدامغة.
** بقية الموضوع الحلقة القادمة.
******
(12) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(13) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(14) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(15) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(17) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.