طباعة هذه الصفحة

(88) الله أب لايدعك تيأس

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

حياتك الروحية (88)

الثلاثاء 6 أغسطس 2013

الله أب لايدعك تيأس

1)   الله أب يقِّدر ضعفـنا.

2)   الله أب يعالج سقوطنا.

3)   الله أب فلنطرح يأسنا.

88ـ الله أب لا يدعك تيأس

(كيف أثبت في المسيح)

حلقة الثلاثاء 6/8/2013م

(تقديم: ناتالى)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (88) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.           

أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2)  . آمين. (3) وأسألك أيضا أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.

(3) المضيف: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.

أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:

1ـ قبول المسيح                                                 

2ـ والثبات في الرب                                   

3ـ النمو الروحي                                      

4ـ النضوج الروحي                      

5ـ خدمة النفوس

6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي

(4) المضيف: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة؟

أبونا: تكلمت عن "الله أب يغفر آثامك" بمناقشة الجوانب التالية:

وركزت الحديث حول ثلاثة جوانب هى:

1)   أحشـاء حانيـة.

2)   كفـارة وافيـة .

1)   خطوات واعيـة.

(5) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا: (1) سأتكلم عن عامل آخر من العوامل التي تعمل على تثبيت المؤمن في حياته مع الله وهو: الله أبٌ لا يدعك تيأس

(2) فاليأس من أخطر الحروب، التى يوجهها إبليس لقلب المؤمن، ولا سيما فى بداية طريق التوبة. (3) وإذ لا يتنبه المؤمن لهذه السهام الخطرة، فإنه يصدق إبليس الكذاب وأبو الكذاب فى أن الطريق الروحى هو طريق صعب، وأنه مهما مرت به الأيام فلا بد أن يرجع مرة أخرى إلى كورة الخطية وإلى خرنوب الخنازير، وأن ما يحدث الآن ما هو إلا صحوة مؤقتة، وإندفاعة عابرة، لا تلبث أن تزول ويعود المؤمن من جديد إلى الخطية يجر أذيال الخيبة والفشل.

(4) لكن الله فى أبوته الحانية يعرف ضعف بشريتنا ولا يدع سهام اليأس أن تنشب فى قلوبنا، بل يشجع ويعضد أولاده فى حروبهم ضد عدو الخير. (5) ووعده صادق في (إش 54 : 10) "الجبال تزول والآكام تتزعزع أما إحساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب"

(5) وسنركز الحديث فى هذا الموضوع حول النقاط التالية:

1)   الله أب يقِّدر ضعفـنا.

2)   الله أب يعالج سقوطنا.

3)   الله أب فلنطرح يأسنا.

(6) المضيف: حدثنا أولاً عن: الله أب يقِّدر ضعفنا.

أبونا: (1) الأب يعرف مدى ضعف أولاده الصغار، ويحنو عليهم مهما بدا منهم من ضعف، كذلك الله يعرف ضعف أولاده وضعف بشريتهم فهو :

1ـ يعرف ضعف الجسد

2ـ يعرف ضعف البشر

أبونا: (1) بخصوص كون الله  يعرف ضعف الجسد: فالواقع أنه ليس من يعرف الشئ مثل الذى صنعه، وكذلك الإنسان فى طبيعته البشرية الضعيفة لا يعرفه إلا الله الذى صنعه. لذا قال لتلاميذه: (مت26: 41) "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف"

(2) وقال معلمنا بولس الرسول (عب4: 15): "لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية"، وكلمة [يرثى] تعنى أنه يشفق ويساعد.
(3) وليس فقط يعرف ضعف الجسد ، لكنه يعرف ضعف الطبيعة البشرية كلها، كما قال داود في (مز 78 : 38 ، 39): "أما هو فرؤوف يغفر الإثم ولا يهلك، وكثيراً ما رد غضبه ولم يشعل كل سخطه، ذكر أنهم بشر ريح تذهب ولا تعود"،

(4) ومعرفة الله لضعف بشريتنا تجعله كأب يتقدم ويعين ضعفاتنا، كما قال الكتاب في (رو8: 26): "وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها"

(5) لذا مهما كانت ضعفاتنا، فلنا أب يسند ويعين لأنه يعرف ضعف الجسد وضعف البشر. فما الداعى إذن لليأس؟ ألا يدعونا هذا للقيام وعدم الفشل ومواصلة مسيرتنا الروحية.

(6) وفي هذا يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: "لا تيأس ولا تطرح الرجاء الحسن، فإن اليأس فكر دنس يثقل على عنق النفس كالنير، فيلزمها بالإنحناء مانعاً إياها من أن تنظر إلى الله. فعمل الإنسان الشجاع والممتاز هو أن يكسر النير قاطعاً هذا النير قطعاً، ويزحزح كل ضيق مثبت فوقه"

(7) المضيف: كان هذا عن النقطة الأولى وهي: أن الله أب يقِّدر ضعفـنا. نأتي للنقطة الثانية وهي: الله أب يعالج سقوطنا.

أبونا: قلت أن الله كأب حنون يعرف ضعفنا، لذا فهو يتقدم ويعالج سقطاتنا التى تقودنا لليأس لذلك فهو:

1ـ يعود يرحمنا

2ـ يحفظ العهد معنا

3ـ يبقى أميناً رغم خيانتنا.

أبونا: (1) أولا: بخصوص أن الله أب يعود يرحمنا، فهذا هو ما قاله الكتاب المقدس حرفيا في (ميخا7: 19): "يعود يرحمنا يدوس آثامنا وتُطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم" 

(2) أخى الحبيب ادعوك الآن أن تركز وبشدة على كلمة "يعــود" واسمح لى أن أطلق على الله لقباً محبباً لقلبى وهو أنه: إله الفرصة الثانية [أي الملحق] وإليك بعض الأمثلة التى تؤكد أنه كان حقاً إله الفرصة الثانية:

1ـ فإيليا النبى عندما امتلأ قلبه بالياس والفشل، يقول الكتاب في (1مل19: 7): "ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسحه".

2ـ يونان النبى: عندما هرب لترشيش، وأعاده الرب بواسطة الحوت، يقول الكتاب (يونان3: 1): "ثم صار قول الرب إلى يونان ثانية قائلا .. إلخ"

3ـ بطرس الرسول: الذى أنكر وسب، لكن الرب أرسل له ديكاً ليوقظه من غفلته، ويقول الكتاب (مر14: 72): "وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول .. إلخ"

(3) نعم فالله أب يعود يرحمنا، ليس فى فرصة ثانية فحسب، بل فى ثالثة ورابعة وخامسة، حتى نعود من جديد إليه.

(8) المضيف: وماذا عن كون الرب أب يحفظ العهد معنا؟

أبونا: يقول الكتاب في (إش54: 10): " فإن الجبال تزول والآكام تتزعزع أما إحساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب"، لذا فهو يحفظ عهد رحمته ومحبته معنا، بل إنه يأخذ آثـامنا ويلقيها فى بحر النسيان، ويكتب يافطة: ممنوع الصيد.

(9) المضيف: وماذا عن أمانة الرب رغم خيانتنا؟

أبونا: (1) يقول الكتاب المقدس (2تى 2 : 13): "إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لا يقدر أن ينكر نفسه"  

(2) وإنى أؤمن بأنه لا يوجد فى هذه الحياة من تجتمع فيه هاتان الكلمتان مثلما تجتمع فى الله أنه يبقَى أميناً

(3) فقد يكون شخص ما أميناً اليوم، لكنه يتغير غداً،

(4)  لكن الله هو الوحيد الذى يبقى أمينأ مهما تغيرت السنون، بل يبقى اميناً لا يتغير

(5) لذا قال لشعبه فى القديم (ملا3: 6): "لأني أنا الرب لا أتغير فأنتم يا بني يعقوب لم تفنوا"

(6) قال القديس بيمن فى (بستان الرهبان ص93): "متى سقط أحدنا ثم صرخ إلى الله قائلاً: لقد أخطات، فالله جل اسمه يقبله على الفور. إن رأيتم أخاً على وشك السقوط فمِدُّوا أيديكم إليه وارفعوه وعزوا قلبه بتذكيره بمحبة الله ليتشجع ويعاود جهاده فى سبيل الكمال المسيحى"

(10) المضيف: كلمتنا عن: النقطة الأولى من موضوعنا عن الله أب يقِّدر ضعفـنا. والنقطة الثانية: الله أب يعالج سقوطنا، بقي النقطة الثالثة: الله أب فلنطرح يأسنا، فماذا تقدم لنا؟

أبونا: (1) مادام لنا أب رائع محب وهو الله محب البشر، فلماذا إذن نفتح آذاننا لعدو كل خير، ونستسلم لليأس والفشل، حتى يقتلنا مثلما قتل يهوذا؟ لذا فعلينا أن:

1ـ لا نستسلم لليأس

لا نتزعزع

3ـ نقوم على الفور.

أولا: لا نستسلم لليأس: (1) يقول الكتاب المقدس (أم 24 : 16): "لأن الصديق يسقط سبع مرات ويقوم"، (2) لاحظ أنه يتكلم عن الصدِّيق، ويقول أنه يسقط، والرقم 7 هنا يشير إلى تمام الشر، ولكن الكتاب سماه صدِّيقاً لأنه يقوم ولا يستسلم للفشل أو اليأس، (3) لأنه مكتوب في (2تي1: 7)"لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح"

ثانيا: لا نتزعزع: (1) يقول الكتاب (مز62: 5 ، 6): "إنما لله انتظري يا نفسي لأن من قبله رجائي، إنما هو صخرتي وخلاصي ملجاي فلا اتزعزع"

(2) أخى الحبيب، ما رأيك فى عود الكبريت الضعيف الذى يمكن لطفل صغير أن يكسره بمنتهى السهولة؟ هذا العود الضعيف إذا ربطناه فى مسمار صلب، لا يمكن لرجل قوى أن يثنيه. كذلك أنا وأنت فى ضعف بشريتنا، حينما نلتصق بالرب فلا يستطيع أقوى شيطان متخصص فى اليأس أو الفشل أن يؤثر فينا.

ثالثا: نقوم على الفور: يقول الكتاب في (ميخا7: 8): "لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي"، الخطية هى عدوتى، وهى المدخل الذى يدخل منه اليأس والفشل، لذا فعندما أقوم من ضعفتى، فعلى الفور تهرب شياطين اليأس والفشل.

* طلبتى إلى هذا الأب المحب الذى لا يدعنا نيأس أن يفتح عيوننا على روعة محبته وأبوته التى بها يعرف ضعفنا ويعيننا حتى لا نيأس بل نقوم فيكون الرب نور لنا. آمين.

(11) المضيف: ما هو التدريب الروحى لهذا الأسبوع؟

أبونا: (1) حفظ آية: (إش54: 10) "فإن الجبال تزول والآكام تتزعزع، أما إحسانى فلا يزول عنك ، وعهد سلامى لا يتزعزع، قال راحمك الرب" (إش54: 10)

(2) المواظبة على الخلوة اليومية (يوحنا ص 5)

(12) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.

                                           المداخلات

أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الإصحاح الرابع من إنجيل يوحنا. وبخصوص حفظ كلمة الله يسعدني سماع الآيات التي حفظناها: 1ـ (يو1: 12) 2ـ (فى4: 6 ،7) 3ـ (رو16: 20) 4ـ (ميخا7: 8)

ختام

(13) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.

 

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الثلاثاء, 06 آب/أغسطس 2013
إقرأ 5458 مرات

شاهد الفيديو