طباعة هذه الصفحة

(8) تدبير الخلاص

قييم هذا الموضوع
(3 أصوات)

قضية الخلاص: تدبير الخلاص

1ـ إشكاليات عديدة.

2 ـ وسيلة وحـيـدة.

3 ـ خطـة فريدة.

برنامج حياتك الروحية

الحلقة (8) يوم الثلاثاء 25 /10/ 2011م

(قضية الخلاص: تدبير الخلاص)

(د. رحومة)

(1) المضيف: 1ـ مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة الثامنة من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك

أبونا: مرحبا بك، وبالمشاهدين الأحباء

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في البداية؟

أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. "يا رب ما اكثر مضايقي، كثيرون قائمون علي. كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بالهه. اما انت يا رب فترس لي مجدي ورافع راسي". (مز3: 1ـ3) (نعم يارب أنت هو ترس خلاصنا أنت هو عزنا ومجدنا وأنت الذي ترفع رؤوسنا أمام مضايقينا القائمين علينا. شكرا لك لأنه يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. بارك في حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة وخلاص للكثيرين. آمين).

(3) المضيف: ماذا ستقدم لنا اليوم في برنامج "حياتك الروحية"؟

خريطة موضوع الخلاص

أبونا: أريد أن أذكركم أيضا أيها الأحباء من جديد بخريطة موضوع الخلاص التي تكلمت عنها في الحلقات الماضية. (الجدول)

الخلاص يشمل: (1) جوهر الخلاص (2) قضية الخلاص (3) نعمة الخلاص (4) إتمام الخلاص. فبخصوص

أولا: جوهر الخلاص: يشمل: (1) مفهوم الخلاص (2) ودوافع الخلاص (3) وطرق الخلاص (4) وعمل الخلاص.

ثانيا: قضية الخلاص: تشمل: (1) فلسفة الخلقة (2) مشكلة الخطية (3) تدبير الخلاص.

ثالثا: نعمة الخلاص: تشمل: (1) مفهوم النعمة (2) عمل النعمة (3) مجال النعمة (4) وسائط النعمة.

رابعا: إتمام الخلاص: يشمل: (1) خطر الارتداد (2) حتمية الجهاد (3) أهمية التدريبات.

(4) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا موضوع الحلقة السابقة؟

أبونا: كان موضوع الحلقة السابقة عن مشكلة الخطية وناقشت ذلك من عدة زوايا:

(1) مفهوم الخطية: الانفصال عن الله، فيسقط الإنسان في:

1ـ الظلمة 2ـ والتـعـدى 3ـ والمــوت.

(2) مظهر الخطية:

1ـ التمتع بالشهوات، 2ـ جحد البركات، 3ـ تمجيد الذات.

(3) عوامل الخطية:

1ـ الطبيعة الوراثية، 2ـ البعد عن النعمة الإلهية 3ـ القرب من مجال الخطية.

(4) ثمار الخطية:

1ـ الخزي والعار،

2ـ وعدم السلام،

3ـ والهلاك الأبدي.

(5) المضيف: بحسب الجدول العام لموضوع الخلاص الذي عرضته في بداية الحلقة، بعد الحديث عن مشكلة الخطية نأتي إلى تدبير الخلاص، فهل يمكن أن تذكر لنا المحاور الأساسية لهذا الموضوع قبل البدء في مناقشة كل محور منها؟

أبونا: المحاور الأساسية لتدبـير الخـلاص هي:

1ـ إشكاليات عديدة.

2ـ وسيلة وحـيـدة.

3ـ خطـة فريدة.

(6) المضيف: ماذا تقصد بالإشكاليات العديدة، هل يمكن توضحها لنا؟

أبونا: (1) تنشأ هذه الإشكاليات بسبب وجود صفتين متميزتين في ذات الله، هما صفة العدل، وصفة الرحمة،

(7) المضيف: وما هي الإشكالية الناجمة عن صفة العدل الإلهي؟

أبونا: (1) عندما خلق الله آدم، أمره أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر، قائلاً له "يوم تأكل منها موتا تموت" (تك17:2). (2) ولكنه أكل فاستحق الموت وفقاً لعدل الله "فالله قاض عادل" (مز11:7). ويشمل هذا الحكم:

1ـ الموت الجسدي،

2ـ الموت الأدبي،

3ـ الموت الأبدي.

(8) المضيف: حدثنا عن كل نوع على حدة، ولنبدأ بالموت الجسدي.

أبونا: (1) بعد أن سقط آدم في الخطية صار حكم الله عليه "وتعود إلى الأرض التي أخذت منها لأنك تراب وإلى التراب تعود" (تك19:3). (2) فهذا هو مصير الإنسان وهو الموت الجسدي (3) إذ أن عوامل الفناء بدأت تعمل في جسد الإنسان بسبب دخول جرثومة الخطية إليه.

(9) المضيف: وما هو الموت الأدبي؟

أبونا: (1) كان آدم وحواء في الجنة في حالة من البر والطهارة يوم خلقا "وكانا كلاهما عريانين ادم و امراته و هما لا يخجلان" (تك25:2). (2) ولكن عندما دخلت الخطية حياتهما يقول الكتاب المقدس: (تك3: 7ـ 10) "فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر. وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبآ آدم وامرأته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة. فنادى الرب الاله ادم و قال له اين انت.  فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات". (4) وهكذا ورَّثَتْهُ الخطية العار والخزى "عار الشعوب الخطية" (أم34:14). (5) وهذا العار هو الموت الأدبي.

(10) المضيف: نأتي إلى الموت الأبدي، فهل تسليط الضوء على هذه النتيجة الخطيرة للخطية.

أبونا: (1) الواقع إن عقوبة الخطية لم تقتصر على الموت الجسدي والموت الأدبي فحسب وإنما شملت أيضا الموت الأبدي في جهنم الأبدية. (2) وقد وضَّح رب المجد مصير الأشرار الأبدي بقوله "اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (مت41:25). (3) هذا الحكم المثلث بالمةت لم يكن قاصراً على آدم فحسب بل امتد إلى جميع الجنس البشرى، إذ قد ورثوا منه جرثومة الخطية التي سرت في دمائهم فأوجدت فيهم ميلا طبيعياً للخطية. وقد وضَّح هذه الحقيقة القديس بولس الرسول بقوله "بإنسان واحد (وهو آدم) دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية (صار) الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع" (رو12:5).

(11) المضيف: هذا من جانب صفة العدل الإلهي، وماذا عن صفة الله الأخرى وهي الرحمة؟

أبونا: (1) قال الكتاب المقدس "الرب إله رحيم رؤوف، غافر الإثم والمعصية والخطيـة" (خر6:34 و7). (2) وفي رحمته لا يرتضى موت الإنسان إذ قال "هل مسرة أسر بموت الشرير ألا برجوعه عن طرقه فيحيا" (حز23:18).

(12) المضيف: قد يقول قائل أنه يبدو أن هناك تعارض بين حكم عدل الله وبين عمل رحمته. فما رأيك؟

أبونا: (1) هذا ما كنت أعنيه من وجود إشكاليات عديدة (2) فان نفذ الله عدله في الإنسان وعاقبه بالموت، فأين عمل الرحمة؟ (3) وإن عامله بالرحمة، وغفر له، فأين حكم العدل؟

(13) المضيف: إذن ما هو الحل؟

أبونا: (1) الحل هو ما قلت عنه: الوسيلة الوحيدة (2) فلكي يمكن للرحمة أن تعمل، لا بد للعدل أن يأخذ مجراه. (3) وهنا ينشأ الحل الوحيد لهذه الإشكاليات (4) وذلك بتدبير خطة لفداء الإنسان (5) فيكون هناك فادٍ يتحمل حكم العدل عوضاً عن الإنسان لينال عمل الرحمة بالغفران.

(14) المضيف:  ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الفادى ليوفي مطالب العدل الإلهي؟

أبونا: (1) يجب أن يكون الفادي:

1ـ غيرَ محدود،

2ـ إنسـاناً،

3ـ طاهرا.

(15) المضيف: نحتاج لشرح هذه الشروط، ولنبدأ بالشرط الأول أن يكون الفادي غير محمدود، كيف يكون ذلك؟

أبونا: (1) تقدر الخطية وفقاً لشخصية المخطأ إليه، وتقاس عقوبتها طبقاً لمركزه، وتتناسب كفارتها مع قيمته. (2) فمثلا: إذا أخطأت في حق زميل لك، كانت خطيتك محدودة ولا تحتاج لأكثر من اعتذار. أما إذا أخطأت في حق الحاكم فان خطيتك تستحق عقوبة شديدة، ولا يكفي الاعتذار (3) أما خطية الإنسان ضد الله، فهي خطية غير محـدودة. لأن الله غير محـدود. ولهذا فقد استحقت هذه الخطية عقـوبة غير محـدودة. (4) فلا بد أن يكون الفادى الذي يكفـر عنها، غير محدود.

(16) المضيف: لي سؤال هنا ولكني أرجؤه لحين الانتهاء من بقية الشروط، والآن ماذا عن الشرط الثاني وهو أن يكون الفادي إنسانا؟

أبونا: (1) يجب أن يكون الفادى من جنس المفدى، ومساوياً له في القيمة. (2) فلا يصح أن ملاكا يفدى الإنسان، لأنه ليس من جنسه (3) كذلك لا يصح أن يكون حيوانا لأنه ليس من جنسه أيضاً ولا من قيمته.

(17) المضيف: منطق سليم، وماذا عن الشرط الثالث وهو أنه ينبغي أن يكون طاهرا؟

أبونا: (1) الواقع أنه إن كان الفادى خاطئاً فإنه يموت بخطية نفسه، ولا يصلح لفداء غيره. (2) إذن يجب أن يكون الفادي طاهرا بلا خطية ليصلح أن يفدي البشر.

(18) المضيف: هذه الشروط ضرورية بالفعل، ولكن سؤالي الذي كنت أريد أن أسأله وأرجأته، هو كيف يكون الفادي غير محدود، ونحن نعلم أنه لا يوجد كائن غير محدود سوى الله؟

أبونا: (1) أنت على حق (2) ولهذا لا يوجد سوى حل وحيد لفداء الإنسان، وهو: 1ـ أن يتجسد الله (غير المحدود) 2ـ في جسد (إنسان) 3ـ ويولد من عذراء ليكون (بلا خطية) (3) وهذا ما تم فعلا: 1ـ فالمسيح هو الله غير المحدود "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تى16:3). 2ـ وهو الطاهر الوحيد الذي "لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر" (1بط22:2). (4) فيسوع هو الإله المتجسد الذي قدم نفسه فدية عن البشر إذ تحمل هو حكم الموت ووفى عدل الله، حتى يخلصنا نحن برحمته (5) "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله لإظهار بره في الزمن الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رو24:3-26)

(19) المضيف: لقد اتضح الموضوع تماما، وبالفعل لا يوجد فادٍ سوى شخص المسيح، الذي اكتملت فيه شروط الفداء، بقي أن تحدثنا عن النقطة الثالثة وهي الخطة الفريدة.

أبونا: (1) إن عملية تجسد الله وارتضائه بالصلب أمر لا يمكن للإنسان أن يقبله بسهولة لأنه يفوق إدراك العقول. (2) وما العهد القديم بكل ما فيه سوى تمهيد فكر البشرية لقبول التجسد والفداء، من خلال:

1ـ نبوات الفداء،

2ـ رموز الفداء.

(20) المضيف: هذا كلام شيق، هل تذكر لنا بعضا من نبوات الفداء؟

أبونا: هذه النبوات أشار بها الروح في العهد القديم إلى موت المسيح الكفاري ليخلص البشرية، أذكر منها:

1ـ النبوة لنسل المرأة

2ـ نبوة اليهو

3ـ نبوات داود

4ـ نبوات أشعياء

5ـ نبوة دانيال

6ـ نبوة هوشع

(21) المضيف: لنبدأ بالنبوة لنسل المرأة.

أبونا: (1) بعد سقوط آدم وحواء بغواية الحية أصدر الرب حكمه قائلا للحية "أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحق عقبه" (تك15:3). (2) ففي هذا الحديث نبوة صريحة عن الفداء ففي قوله "هو يسحق رأسك" إشارة واضحة عن هزيمة الشيطان بالصليب، إذ يقول الرسول "وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب. إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه" (كو15:2). (3) وفي قوله "أنت تسحقين عقبه" إشارة إلى موت المسيح على الصليب. فعندما مد الشيطان رأسه ليسحق عقب المسيح داس المسيح على رأسه وسحقها.

(22) المضيف: هذه النبوة منذ سقط آدم وحواء تدل فعلا على محبة الله الحانية، وماذا عن النبوة الثانية؟

أبونا: (1) إنها نبوة اليهو وهو أحد أصحاب أيوب الذين جاءوا ليعزوه، فتنبأ عن فداء المسيح للإنسان إذ قال "قد أخطأت وعوجت المستقيم ولم أجاز عليه. فدى نفسي من العبور إلى الحفرة، فترى حياتي النور" (اى27:33 و28). (2) ففي هذا القول نبوة صريحة عن عمل الفداء، فالإنسان الذي أخطأ وعوج المستقيم لم يجاز عليه. أي لم ينفذ فيه حكم الموت الذي هو أجرة الخطية. (رو23:6). لأن المسيح فدى نفسه.

(23) المضيف: إنها نبوة صريحة ودقيقة في كلامها عن الفداء، وماذا عن نبوات داود النبي؟

أبونا: (1) لقد تنبأ داود النبي كثيراً عن المسيح وموته الكفارى، ولكنى سأقتصر فقط على ما جاء من نبوات في مزمور 22، ومنها: 1ـ (مز1:22) "إلهي، إلهي لماذا تركتني". وهذا ما قاله السيد المسيح على الصليب ليذكرهم بهذه النبوة 2ـ الاستهزاء بالمسيح (مز7:22 و8) "الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه، وينغضون الرأس قالين: اتكل على الرب فلينجه لينقذه لأنه سر به. 3ـ تسمير يديه ورجليه: ثقبوا يدي ورجلي وأحصى كل عظامي" (مز16:22 و17). 4ـ تقسيم ثيابه: "اقتسموا ثيابي وعلى لباسي يقترعون" (مز18:22). 5ـ موته: "يبست مثل شقفة ولصق لساني بحنكي وإلى تراب الموت تضعني" (مز15:22). 6ـ وفي المزمور أيضا نبوات عن قيامته والتبشير باسمه، يحسن الرجوع إلى المزمور.

(24) المضيف: وكأن داود النبي كان موجودا في مشهد الصلب، وماذا عن نبوات أشعياء النبي؟

أبونا: نقتصر أيضاً على بعض النبوات من (الإصحاح 53) ففيه يتكلم عن كون المسيح نائبا عنا في: 1ـ تحمل الحزن: أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها (اش4:53). 2ـ تحمل التأديب: مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا (اش5:53) 3ـ تحمل الإثم: كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا (اش6:53)، وأيضا عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها (اش11:53)، وكذلك "جعل نفسه ذبيحة إثم. (اش10:53). 4ـ وتحمل الذنب: ضرب من أجل ذنب شعبي. (اش8:53). 5ـ تحمل الخطية: هو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين. (اش12:53). 6ـ تحمل الصلب: ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها فلم يفتح فاه. (اش7:53). 7ـ تحمل الموت والقبر: جعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته. (اش7:53).

(25) المضيف: شئ غير معقول، نبوات صريحة عن كل شئ بخصوص الفداء، وماذا عن نبوة دانيال؟

أبونا: يحدد دانيال أموراً عجيبة عن وقت مجيء الفادى بقوله في (1) (دا24:9): "سبعون أسبوعاً قضيت على شعبي وعلى مدينتك المقدسة لتكمل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم وليؤتى بالبر الأيدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القديسين. (2) [ويكمل قائلا]: (دا25:9) فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع، واثنان وستون أسبوعاً يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الأزمنة، (3) [ويواصل]: (دا26:9) وبعد اثنين وستين أسبوعاً يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة وإلى النهاية حرب وخرب قضى به..الخ". (4) وفي هذا الكلام إشارة واضحة إلى مجيء المسيح وفدائه للبشرية حتى يسود البر الأبدي.

(26) المضيف: تحتاج هذه النبوة إلى تفسير هذه الأسابيع، فهل تفسرها لنا؟

أبونا: (1) تفسيرها يحتاج إلى وقت قد لا يتسع له البرنامج (2) ولكن يمكن لأي شخص يريد أن يعرف ذلك أن يدخل الإنترنيت ويبحث عن تفسير دانيال، الإصحاح التاسع، فسيجد مواقع عديدة.

(27) المضيف: شكرا، وماذا عن نبوة هوشع؟

أبونا: (1) يقول هوشع النبي بصريح العبارة موضحاً الفداء: (هو14:13) "من يد الهاوية أفديهم، من الموت أخلصهم. أين أوباؤك يا موت. أين غلبتك يا هاويه". (2) هذه كلها نبوات صريحة وإشارات واضحة تمهيدية حتى إذا جاء المسيح وقبل الموت فداء للبشرية تكون العقول قد مهدت لقبول ذلك.

(28) المضيف: كان هذا بخصوص النبوات عن الفداء، ونأتي الآن إلى رموز الفداء في العهد القديم، فما هي؟

أبونا: (1) الواقع إن رموز الفداء كثيرة نقتصر على بعض منها:

1ـ ذبيحة آدم

2ـ ذبيحة هابيل

3ـ ذبيحة إسحاق

4ـ ذبيحة الفصح

5ـ ذبائح الناموس

6ـ الحية النحاسية

(29) المضيف: لنبدأ برمزية ذبيحة آدم؟

أبونا: (1) جاء في (تك21:3) "وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصه من جلد وألبسهما". (2)  نلاحظ قوله (صنع) ولم يقل (خلق) (3) فلابد وأن يكون هناك ذبيحة دموية، ثم أخذ جلدها وصنع منه أقمصة لسترهما. (4) أليس هذا هو أول رمز لذبيحة المسيح الذي من ثوب بره صنع الرب أقمصة لستر عيوبنا "ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر" (أش10:61).

(30) المضيف: هذا رائع، وماذا عن ذبيحة هابيل؟

أبونا: (1) قدم قايين قربانا للرب من أثمار الأرض (تك3:4). وقدم هابيل من أبكار غنمه (تك4:4). (2) فسر الرب بذبيحة هابيل، لأنها ترمز إلى الفداء إذ أنه مكتوب "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). (3) أما تقدمة قايين فقد رفضت لأنها ليست ذبيحة دموية.

(31) المضيف: طبعا فقايين قدم فاكهة ولم يقد فداء، فرفضت تقدمته. وماذا عن ذبيحة إسحق؟

أبونا: (1) لقد امتحن الرب إبراهيم بأن يقدم ابنه اسحق محرقة، وعندما هم أن يذبحه، إذ بالرب يقول له "لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً. فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه" (تك9:22-13). (2) ففداء اسحق رمز إلى فداء المسيح للبشرية من حكم الموت المسلط على رقابهم. (3) وهكذا يقول الرسول "الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا" (رو8:5).

(32) المضيف: لسنا اليوم في صدد الحوار الإسلامي لتوضيح أن الذبيح هو إسحق وليس إسماعيل. ولكن ماذا عن ذبيحة الفصح؟

أبونا: (1) حدث في الليلة التي أخرج فيها الرب شعبه من أرض مصر، جال الملاك المهلك ليضرب كل بكر في أرض مصر، (2) أما أبكار بنى إسرائيل، فقد أمر الرب بأن يفدوهم بذبح خروف ورش دمه على الباب (على القائمتين والعتبة العليا) حتى إذا مر الملاك يعبر ولا يهلك البكر الذي في داخل هذا البيت (خروج12). (3) فكان هذا الخروف رمزاً إلى فداء المسيح للبشرية، إذ برش دمه على القلوب ينجو كل من يقبل ذلك من ضربة الهلاك.

(33) المضيف: أعتقد أن هذه الذبيحة كانت أساس الذبائح التي أمر بها الناموس فيما بعد، فهل تكلمنا عن ذلك؟

أبونا: (1) نعم، قد حدد الناموس أنواع ذبائح مختلفة يقدمها رئيس الكهنة، والكهنة والرؤساء والشعب عن خطاياهم، منها ذبائح المحرقة وذبائح السلامة، وذبائح الخطية، وذبائح الإثم (لاوين من إصحاح 1 ـ 7) (2) علاوة على الذبائح اليومية وذبائح السبوت، وذبيحة الفصح، وذبيحة الكفارة، وذبيحة عيد المظال (لاوين23). (3) وهذه الذبائح جميعها ترمز إلى ذبيحة المسيح لأجل خلاص العالم.

(34) المضيف: نأتي إلى رمز الحية النحاسية.

أبونا: (1) أمر الرب موسى النبي أن يصنع حية من نحاس ويعلقها على راية لينظر إليها كل من لدغته الحيات المحرقة بسبب تذمرهم في البرية، ومن نظر إليها بإيمان يشفى في الحال، ويخلص من الموت (عدد4:21-9). (2) وفي هذه الحية رمز واضح للمسيح فقد أشار رب المجد صراحة إلى ذلك إذ قال "وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." (يو14:13 و15).

(35) المضيف: إنها خطة إلهية رائعة لتدبير الخلاص.

أبونا: (1) نعم. ففي "ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس، ليفتدى الذين تحت الناموس" (غل4:4). (2) ما أعظم الرب وما أكرم أفكاره العالية. فإن كنا قد سقطنا بإرادتنا ولم نسلك سبيل الطاعة بل تمردنا وعصينا فقد حصدنا ما زرعنا، علقما ومرارة. وبذلك استحققنا العقاب العادل وهو الموت الأبدي. (3) ومع ذلك ما ارق قلب الرب! وما أعجب محبته! وما اعظم مراحمه فلم يرتض أن يرانا ننحدر إلى الهاوية ويبقى ساكناً بل تحركت أحشاؤه تعطفا علينا وأسرعت يمينه لتنشلنا. (4) وهكذا تم الفداء، وأتم الفادى أعظم عمل اقتضته محبته، فرغم الآلام التي عاناها، هتف وقلبه ممتلئ سروراً: (قد أكمل) (5) وبهذا فصل في أعظم واعقد قضية مرت على البشرية، القضية التي ما كان ممكناً أن تحل لولا أن أخذ الفادى على عاتقه عقوبة خطايانا وفدانا. (6) فأي شكر نقدمه له كل حين على فضله الذي لا يوصف. آمين.

(36) المضيف: آمين. هل يمكن أن تلخص لنا موضوع تدبير الخلاص؟

أبونا: تكلمت عن المحاور الأساسية لتدبـير الخـلاص وهي: 1ـ إشكاليات عديدة 2ـ وسيلة وحيدة 3ـ خطة فريدة.

أولا: إشكاليات عديدة:

(1) بين صفة عدل الله: والحكم بالموت الجسدي والأدبي والأبدي على البشرية بسبب الخطية.

(2) وبين صفة رحمة الله التي تستوجب غفران خطايا البشر ورفع حكم الموت عنهم.

ثانيا: وسيلة وحـيـدة: وهي الفداء، وشروط الفادي أن يكون:

(1) غيرَ محدود.

(2) إنسانا.

(3) طاهرا.

ثالثا: خطـة فريدة: بالتمهيد للفداء:

(1) بالنبوات.

(2) وبالرموز.

يا ليت كل من يراني ويسمعني على شاشات التلفزيون والكمبيوتر بالإنترنيت، أن يرفع معي هذه الطلبة: "إلهي لا تسمح أن أنفصل عنك وأسقط في الخطية وأحرم من نعمة الوجود معك. لا تسمح لنفسي أن تهلك، بل خلص نفسي من أجل حبك ورحمتك. آمين.

(37) المضيف: نكرر الشكر لله على هذه النعم الغنية (أحبائي المشاهدين: أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد العودة من الفاصل، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم، ويسعدنا أن نتلقى مداخلات من أحبائنا المسلمين الذين يشاهدون البرنامج).

أبونا: إلى اللقاء بعد الفاصل.

فاصل

(38) المضيف: مرحبا بكم ثانية ويسعدنا أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: أرجو أن تكون المداخلات: (1) تعليق على الموضوع: 1ـ هل استفدت شيئا منه 2ـ هل خاطبك الرب عن شيئ في حياتك من خلال آية في الموضوع 3ـ هل لديك أسئلة واستفسارات عن أي شيء في الموضوع؟ (2) مداخلات وأسئلة عن أي موضوع آخر (3) طلبات شخصية وطلب صلاة.

المداخلات

(39) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في برامج قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية، وتذكر طلبات الأحباء الذين طلبوا الصلاة من أجلهم؟

أبونا: (1) بكل سرور: صلاة ختامية. (2) شكرا لك أيضا. وشكرا لمحبتكم جميعا، وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.

 

إقرأ 8228 مرات

شاهد الفيديو