طباعة هذه الصفحة

(410) طريق التوبة

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

حياتك الروحية (410)

الأربعاء 19 أغسطس 2020

مفاهيم إيمانية

[11] طريق التوبة

1- بحث وتفكير.

2- تقرير مصير.

3- راحة في المسير.

إعداد وتقديم القمص زكريا بطرس

410ـ مفاهيم إيمانية (11)

حلقة الأربعاء 19/8/2020م

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (410) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: "مفاهيم إيمانية". والحلقات الأخيرة كانت عن التوبة.

(4) واليوم نتكلم عن: طريق التوبة، ولنبدأ من مفترق الطرق.

(5) عندما يجد الإنسان نفسه وسط ميدان تتشعب منه الطرق، عليه أن يختار طريقاً يسلكها، الطريق التي تـؤدى إلى الموضع الذي يريد أن يصل إليه.

(6) هكذا الحال في أمـر حيـاتنا الروحية، فالكتاب المقدس يوصينا أن نقف في مفترق الطرق لننظر، ونسأل عن السبل القديمة لنتعرف على الطريق الصالح المؤدى إلى الحياة الأبدية، ونسير فيه، فنجد راحة لنفوسنا. 

(7) فأرميا النبي يقول: (أر16:6) "هكذا قال الرب: قفوا على الطرق وانظروا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه، فتجدوا راحة لنفوسكم".

(8) ولنا في هذا القول الإلهي ثلاثة أمور جوهرية هي:

1- بحث وتفكير.

2- تقرير مصير.

3- راحة في المسير.

(9) أولاً: بحث وتفكير:

   ففي قول الرب "قفوا على الطرق وانظروا" إشارة واضحة إلى:

  • v وقفة للبحث.
  • v ونظرة للتفكير.

 فكم من أناس يساقون كالعجماوات في طريق لا يدرون مداها. قيل عنهم في المزمور "مثل الغنم للهاوية يساقون" (مز14:49).

(10) لا تسمح يا عزيزي لنفسك أن تكون واحداً من هؤلاء. بل قف الآن، وابحث الأمر جدياً مع نفسك، وفكر ملياً قبل أن تخطو خطوة واحدة.

فالزمان يطوى، والعمر يمضى، وكلُّ يوم ينقضي يقربنا من الأبدية.

(11) ثانياً: تقرير مصير:

  • في هذه الوقفة الجادة مع النفس، لا بد وأن تقرر مصيرك بكامل حريتك فقد قال الرب: ً(تث30 : 19) "قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ"
  • وقد أوقف يشوع قديماً الشعب في مفترق الطرق وقال لهم: "اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون". (يش15:24).
  • فقرر الآن يا عزيزي المصير الذي تريد أن تبلغه، واعلم أنه لا يوجد سوى مصير واحد من اثنين، قال عنهما الكتاب: (دا2:12) "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي".
  • فإلى أين تشد ترحالك؟

(12) ثالثاً:  راحة في المسير:

  • يقول الرب "اسألوا عن السبل القديمة، أين هو الطرق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم".
  • مما لا شك فيه أنك تبحث عن الراحة، الراحة النفسية، وقد جربت أموراً كثيرة بحثاً عن هذه السعادة، وظننت أنها تتوفر في:
  • v أرصدة البنوك.
  • v إشباع الغرائز.
  • v وغيرها من رغبات الجسد.
  • ولكن الرب يقرر هنا أن السعادة الحقيقية لا تتحقق إلا في الطريق الصالح، بقوله: فتجدوا راحة لنفوسكم.
  • فليتك تتبصر يا عزيزي وأنت في مفترق الطرق، لتختار لنفسك الطريق التي تسلكها.
  • وفي حقيقة الأمر أمامك ثلاثة طرق:
  • طريق واسع.
  • طريق خادع.

ج- طريق صالح.

(13) لنبدأ بالكلام عن الطريق الواسع.

  • بصوته الهادئ العميق، وبنبرة حزينة آسفة حذر المخلص أتباعه من خطر الطريق الواسع قائلاً: "واسع الباب ورحب الطريق المؤدى إلى الهلاك". (مت13:7).
  • فإن أول ما يلفت نظر الإنسان وهو في مفترق الطرق، منظر هذا الطريق الواسع، ما اسهل السير فيه، وما أكثر السالكين فيه.
  • أنه طريق الغالبية العظمى من بنى البشر، حتى ليخيل للبسطاء أنه الطريق السليم بشهادة الإجماع!
  • ولكي تلم بأبعاد هذا الطريق أضع أمامك الحقائق الآتية التي تميزه، ففيه:
  • سعادة وهمية.
  • كآبـة قلبيـة.
  • تعاسـة أبدية.

(14) أولاً: سعادة وهمية:

  • يتوهم الإنسان أن الطريق الواسع هو طريق الحرية والانطلاق، طريق السعادة والإشباع، طريق بلا قيود ولا حدود. وحقيقة أن هذه الأمور كلها تتوفر في الطريق الواسع.
  • ففيه الحرية التي تمتد بلا قيود حتى تصل إلى الهمجية.
  • وفيه الانطلاق الذي بلا حدود حتى يصبح إباحية.
  • وفيه صور من الإشباع الذي يبلغ حد العبودية مثل:

* الولائم الماجنة، والخمور المرقرقة،

* العلاقات المنحرفة، والرقصات المشابه. 

* موائد القمار، والنكات القبيحة.

* الثياب الخليعه، والتبرج الفاضح.

* الجنس والشهوة، والزنا والنجاسة.

* المكسب غير المشروع، والأنانية المقيته.

ولكي يخدر السالكون في هذا الطريق ضمائرهم، أطلقوا على الخطية مصطلحات عصرية وأضفوا عليها ثوب المدنية، واتهموا من لا يشاركونهم هذا الطريق بالتخلف والشذوذ.

(15) ثانياً: كآبـة قلبيـة:

  • افحص الطريق جيداً قبل أن تسلك فيه، لا يغريك اتساعه،
  • فإن الضريبة التي يفرضها هذا الطريق على السالكين فيه، ضريبة باهظة. إنها عدم السلام والاضطراب والقلق:
  • فبخصوص عدم السـلام يقول الوحي الإلهي:
  • الأشرار كالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطيناً لا بسلام قال إلهي للأشرار. (أش20:57،21).
  • وفي سفر أرميا يقول: "إني نزعت سلامي من هذا الشعب يقول الرب". (أر5:16).

   من هذا يتضح أن طريق الشر على اتساعه ليس فيه سلام.

  • وبخصوص الاضطراب يقول الرب في سفر التثنية أنه يعاقب السالكين في هذا الطريق بالاضطراب فيقول "يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب (تث27:28).
  • وبخصوص القـلق يسجل الكتاب قائلاً:
  • "وأسلمهم الرب للقلق والدَّهَش" (2أي8:29).
  • ليتك تكون صريحاً مع نفسـك، وتواجه الأمور بتعقل.

+ عندما تنتهي ولائمك الصاخبة، وينفض الناس من حولك، هل تجد السلام في قلبك؟

+ وعندما تفيق من سقطتك ألا تشعر بمرارة نفسك؟

+ ألا تشعر بالا كتئاب، والقلق واضطراب الأعصاب؟ وسوء الحالة النفسية؟ فتتعاطى جرعات من المسكنات متوهماً أنك واجد فيها راحتك! لن تحصل على السلام إن لم تغير طريقك.

(16) ثالثاً: تعاسة أبدية:

  • هل فكرت في المصير الأبدي الذي يؤدى إليه هذا الطريق الواسع؟
  • اسمع ما يقول المسيح "واسع الباب ورحب الطريق المؤدى إلى الهلاك" ما أرهب تلك النهاية التعيسة، نار لا تطفأ ودود لا يموت، بحيرة متقدة بنار وكبريت، وبرغم وجود النار، فهناك ظلام دامس ورعب أبدي، وسر الظلام هو دخان عذاب الأشرار المتصاعد إلى أبد الآبدين، لذا ما أمر التأوهات والتنهدات التي بلا رجاء.
  • كم من أشقياء وتعساء هناك في الجحيم يتمنون أن تتاح لهم فرصة الحياة ثانية ولو لبضع دقائق يقدمون فيها توبة بالدموع ليرحموا من ذلك العذاب القاسي وأهواله!
  • آه أيتها النفس البائسة، كم أخشى عليك أن تطمس الخطية عينيك وتقودك إلى تلك النهاية التعسة.
  • كم أخشى عليك من أن تسبى موسيقى العالم الساحرة قلبك فتلقين حدفك، تماماً كما كانت تفعل نغمات ناي الساحر الألماني في القصة الخرافية إذ كانت تجمع الأطفال وتسبيهم، فيسعون خلف الساحر، ولا يدورن بأنفسهم إلا وقد أغرقتهم لجج المحيط العاتية.
  • تنبه لمصيرك الأبدي، يا لتعاسة الحياة بعيدا عن حضرة الله فهذه تعتبر أشد هولا من النيران والدخان والعذاب الأبدي.
  • تستطيع الآن تنجي نفسك بقبول خلاص المسيح وكفارته ومحبته ونعمته المجانية. قل له ارحمني يا رب أنا الخاطي بثقة يستجيب لك الرب. آمين.

*****

ملخص الحلقة (410 من برنامج حياتك الروحية) تكلمنا عن:

اليوم تكلمت عن: مفترق الطرق.

* وقلت عندما يجد الإنسان نفسه وسط ميدان تتشعب منه الطرق، عليه أن يختار طريقاً يسلكها، ذُكر في (أر16:6) "هكذا قال الرب: قفوا على الطرق وانظروا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه، فتجدوا راحة لنفوسكم".

* وكان لنا في هذا القول الإلهي ثلاثة أمور جوهرية هي:

1- بحث وتفكير: فكِّر جيدا وأنت تختار الطريق.

2- تقرير مصير: أنت مسئول عن تقرير مصيرك الأبدي.

3- راحة في المسير: عندما تختار الطريق الصالح ستحصل على الراحة والسلام.

* احذر من الطريق الواسع والطريق الخادع حتى لا تشقى دنيا وآخرة. يقول المسيح "واسع الباب ورحب الطريق المؤدى إلى الهلاك"

* أكرر ما سبق وختمت به كلامي: تستطيع الآن أن تنجي نفسك بقبول خلاص المسيح وكفارته ومحبته ونعمته المجانية. قل له ارحمني يا رب أنا الخاطي بثقة يستجيب لك الرب. آمين.

إختبارات العابرين والعابرات

(18) نستطيع الآن أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.

(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

المداخلات

(19) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه  يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.

الختام

(20) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(21) البركة الختامية:

1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

إقرأ 669 مرات

شاهد الفيديو