طباعة هذه الصفحة

حياتك الروحية 300 ـ القرآن من وحي الجن (2)

قييم هذا الموضوع
(1 تصويت)

حياتك الروحية (300)
الإثنين 12  فبراير 2018
   القرآن من وحي الجن (2)
إعداد القمص زكريا بطرس
مريم الأخت مريم

300ـ صنعت خلاصا (25)

حلقة الاثنين 12/2/2018م

(تقديم: مريم)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (300) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا:

موضوع الحلقة السابقة كان عن: عمل النعمة في التقديس:

1-   التجديد.

2-   التطهير.

3-   المــلء.

2- وما يقوم به المؤمن من جانبه ليُفَعِّل هذه النعمة في حياته من:

1-   الإماتة،

2-   والاعتزال،

3-   والتكريس.

(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا:

(1) لم يسعفنا الوقت الحلقة السابقة فبقي أن أتكلم عن التكريس.

(2) ثم سأستكمل الموضوع:

(5) المضيف: يا ريت نستكمل موضوع التكريس أولا.

أبونا:

1-     التكريس هو تخصيص حياتنا لله،

2-     ومعناه أن تكون إرادتنا كما يريد الرب.

3-     ويأتي هذا عندما نعتبر أننا لسنا ملكا لأنفسنا بل للمسيح كما يقول الرسول "أنتم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله." (1كو20:6).

4-     الواقع أن التكريس بالنسبة للقداسة، إنما هو ضرورة لازمة كلزوم التوبة بالنسبة للتبرير.

5-     فمن جانب الله تعمل النعمة فينا بسكب الروح القدس ليملأنا،

6-     ومن جانبنا علينا أن نسلم القلب بالكامل لله لنحصل على الملء.

7-     إن كنت تريد تكريساً كاملا اركع وقل: "ضع يارب شوكة في كل متعة، ودودة في كل يقطينة حتى لا تعوقني عن التمتع بملء روحك القدوس، واقبل تكريس قلبي لك بالكامل لتحل فيه. آمين".

(6) المضيف: تتميز خدمتك بأنك تعطي أمثلة لتسهيل الأمور الصعبة، فهل يمكن تبسط لنا هذه الحقيقة؟

أبونا:

أذكر لك قصة المفتاح الصغير:

1-   تقابل خادم مع رجل لله مختبر وممتلئ من الروح القدس

2-   فقال لاحظت شيئاً غريباً فيه، لم أكن حاصلا عليه،

3-   الأمر الذي كان له منبعاً للراحة والقوة والفرح الدائم.

4-   ولم أنس منظراً رأيته في الساعة 7 صباحاً. بينما كان نور النهار يتسرب إلى غرفة نومه.

5-   رأيت الكتاب المقدس مفتوحاً أمامه وهو يقرأه على ضوء شمعة.

6-   وبعدما تناول الفطور، مشينا معا وتحدثنا على هذا النحو.

7-   قلت له "لقد لاحظت أنك استيقظت مبكراً اليوم"

8-   قال "نعم إني قد استيقظت في الساعة الرابعة. لأن سيدي المسيح يعرف عندما أنام كفاية أن يوقظني ليكون لي شرف الشركة معه"

9-   سألت "وماذا كنت تعمل؟"

10-     أجاب "تعرف أن المسيح قال إن أحبني أحد يحفظ كلامي".

11-     وأنا أطالع الكتاب كل صباح حتى أرى كم أنا أحفظ من وصاياه وكم مقدار محبتي له"

12-     سألته "وهل صرفت كل هذا الوقت من الرابعة إلى ما بعد السابعة صباحاً في مطالعة الكتاب؟"

13-     قال "نعم صرفتها في مطالعة الكتاب والصلاة"

14-     سألته "وكيف أكون نظيرك؟"

15-     أجاب "هل فتحت قلبك للمسيح لكي يملأك من شخصه؟"

16-     قلت "نعم إني فتحت قلبي له بطريقة عامة. ولست أظن أنى فعلت هذا بطريقة خاصة"

17-     قال "عليك أن تفعل هذا بكيفية خاصة".

18-     وفي مخدعي ركعت على ركبتي في تلك الليلة. وافتكرت أنى أقدر أن أسلم نفسي للمسيح بسهولة.

19-     أعطيته حلقة حديدية مملوءة مفاتيح،

20-     حلقة مفاتيح إرادتي مع كل مفاتيح حياتي، بعد أن انتزعت منها مفتاحاً واحداً صغيراً وضعته في جيبي،

21-     فسألني الرب "هل هذه كل المفاتيح؟"

22-     أجبت "نعم يارب قد أعطيتك الكل إلا مفتاحاً واحداً صغيراً، وهو مفتاح غرفة صغيرة في قلبي يجب أن أكون أنا المسيطر عليها"

23-     قال الرب "إذا كنت لا تأتمني على الكل فأنت لا تأتمني بالمرة."

24-     وحاولت أن أنتحل لنفسي أعذاراً وأقدم شروطاً للرب.

25-     قلت "يا سيدي الرب إني مستعد أن أكرس لك كل شئ آخر. فقط أنا لا أقدر أن أعيش بدون محتويات هذه الغرفة"

26-     في ذلك الوقت كنت كمن يعرج بين الفرقتين. فلو أنني امتنعت عن تسليم مفتاح تلك الغرفة ما كان باركني الرب أو بارك خدماتي.

27-     أراد أن يتركني، إلا أني بادرت ودعوته وقلت "يارب أنا لست راضياً لكني أريد أن تجعلني راضياً"

28-     تقدم إليَّ واقترب منى ثم تناول المفتاح الصغير من يدي، وذهب توا إلى الغرفة المحبوبة وفتحها.

29-     عرفت ما سيحدث هناك كما عرف هو أيضاً.

30-     وفي الحال نظف تلك الغرفة نظافة تامة، ولم يتركها فارغة، بل ملأها بشيء آخر أفضل.

31-     عندئذ أدركت مقدار غباوتي وجهلي.

32-     إنه أراد أن يزيل الجواهر المزيفة، ليعطيني بدلاً عنها جواهر حقيقية وثمينة.

33-     لقد نقاها مما أتلف حياتي، وعوض ذلك أعطاني نفسه.

34-     من ذلك الوقت صار الرب متكلي وسندي وكان تكريسي الكامل شرطاً ضرورياً وأساسياً لنوالي كل بركاته واختبار قوته الحافظة".

(7) المضيف: جميلة هذه القصة الحقيقية، فهل يمكن أن تحكي لنا إختبارا آخر؟

أبونا:

أحكي أيضا عن اختبار أحد الرهبان:

1-   سجل راهب من الكنيسة الشرقية اختباراً جميلا فقال:

2-   كثيرا ما يبدو يسوع سجيناً في نفسي، وكأنه بلا حراك تماماً كما كان في القبر قبل القيامة.

3-   وحجر خطاياي الكبير يجعله هكذا،

4-   كم من مرة اشتاقت نفسي أن تري يسوع قائماً في نوره وقوته!

5-   كم من مرة حاولت أن أدحرج الحجر ولكن بلا جدوى!

6-   إن ثقل الخطية مع ثقل العادات المرتبطة بها كان أقوى جداً..

7-   وكثيراً ما قلت لنفسي في يأس: من يدحرج الحجر؟".

8-   والآن.. لقد وجدت النسوة أن الحجر قد دحرج بطريقة لم يتوقعنها، "حدثت زلزلة لأن ملاك الرب نزل من السماء ودحرج الحجر".(مت2:28).

9-   فلكي يتدحرج الحجر لابد من معجزة مروعة ـ زلزلة!

10-     لأن مجرد رفعه أو إزاحة بسيطة لن تكون كافية.

11-     هكذا أيضاً ذلك الحجر الذي يبدو أنه يشل حركة يسوع فيَّ، يحتاج إلى زلزلة أي إلى انقلاب باطني عنيف، وتغيير جذري كامل.

12-     فالأمر يحتاج إلى قذيفة من النور لتهزني،

13-     وهكذا يقوم المسيح فيَّ إذ يختفي إنساني العتيق ليعطي مكاناً للإنسان الجديد.

14-     وهذا الأمر يتعدى التعديل والتنظيم إذ أنه يستلزم موتاً ثم ولادة.

{كتاب حوار مع مخلص نشر كنيسة مارجرجس اسبورتنج بالاسكندرية ص145}

(8) المضيف: هل نطمع في مثال آخر لتوضيح هذه الحقيقة الرائعة؟

أبونا:

بكل سرور أقدم هذا التشبيه عن القلعـة الأخيـرة.

1-    إن من يقدم على عمل التكريس الحقيقي يساعده الله بأن يعمل فيه شيئاً فشيئاً إلى أن يلاشى حياة الذات منهم.

2-    وفي الغالب تتركز كل قوي الذات في نقطة وتتأصل وتصير كقلعة.

3-    وعندما تقهر تلك النقطة وتسلم تلك القلعة حينئذ تأتى النصرة.

4-    كان يمكن أن يكون إبراهيم راغباً في تسليم كل شئ، ولكن إذ لم يكن قد سلمه، فكل الأشياء التي سلمها تعد كلا شيء.

5-    فالله يريد اسحق حياتنا.

6-    وعزيا الملك كان القلعة الأخيرة في حياة أشعياء النبي لتعلق أشعياء به،

7-    وفي السنة التي مات فيها عزيا رأى أشعياء مجد الرب.

8-    فلا بد أن يموت عزيا العزيز في قلبك.

9-    كثيرون من المسيحيين يظلون متمسكين بشيء عزيز في حياتهم بينما الروح القدس يطلب منهم تركه حتى يحصلوا على البركة،

10-     ربما يكون الشيء الذي تمسكه عن المسيح زهيداً جداً، وتقول أن الله لا يطلب هذا الأمر الزهيد،

11-     ولكن هذا الأمر الزهيد هو القلعة التي تحصنت فيها الخطية،

12-     وسيظل هذا الأمر الزهيد علة النزاع والصراع في  حياتك.

13-     ربما يكون هذا الشيء الزهيد هو اهتمامِك بنوع من أنواع الزينة يا أختي،

14-     أو التمسك بعادة معينة يا أخي تصر على الاستمرار فيها،

15-     أو علاقة مع آخرين لا تريد قطعها. ولسان حالك يقول استلم يارب كل شيء،

16-     ولكنك تحتـفظ بهذا الأمر البسيط لأنك تحبه وتتعلق به، ولكن اسمع ماذا يقول المرنم: "إن راعيت إثماً في قلبي لا يستمع لي الرب" (مز18:66).

17-     ولكن أعلم يا أخي أنه قبل مجيء البركة يجب أن يكون هناك تسليم تام كامل بدون قيد أو شرط.

18-     قال أحد القديسين "اترك الكل تأخذ الكل".

19-     عندما تسلم الإرادة القلعة الأخيرة حينئذ يحل المسيح بملء حياته بدل حياة الذات القديمة،

20-     فيتأكد المؤمن حينئذ أنه ميت عن الخطية وحي في الله بالمسيح يسوع. 

(9) المضيف: هل يمكن أن تلخصص لنا الموضوع؟

أبونا:

1-   رأينا شقيّ التقديس: فالإنسان يقبل باختياره إماتة ذاته، ويعتزل عن مجالات الخطية، ويقبل تكريس نفسه للمسيح، فهو بهذا العمل الثلاثي الاختياري يسلم نفسه لله.

2-   والله من جانبه يعمل فينا مقدساً ذواتنا، فيعطينا القلوب الجديدة التي تبغض الخطية وتحتقرها، وتحب المسيح وتتعلق به، ثم ينقي ذواتنا من شوائب الشرور، ويسكب فينا روحه القدوس ليتسلم قيادة حياتنا في موكب النصرة.

3-   "فشكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معروفة في كل مكان" (2كو14:2).

المداخلات

(10) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.

ختام

(11) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبوناأولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الإثنين, 12 شباط/فبراير 2018
إقرأ 1749 مرات

شاهد الفيديو