155ـ النضوج الثاني 1
حلقة الثلاثاء 3/2/2015م
(تقديم: سوزي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (155) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) يارب يامن تقود خطواتنا بحسب خطتك الإلهية الحكيمة، أقدم لك الشكر لأنك أتيت بنا إلى مرحلة النضوج الروحي. وأسألك أن تحقق فينا هذه النعمة، ولتملأنا بروحك القدوس لنعيش حياة القداسة والكمال المسيحي الذي يرضيك، ولتفض بروحك من قلوبنا لتغمر الآخرين أيضا ويتمتعوا بغنى مجد نعمتك.
(3) وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: كانت مراجعة لمرحلة النضوج الروحي القسم الأول.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: المرحلة النضوج الروحي القسم الثاني، من حيث:
1ـ هـدف المرحلة.
2ـ تركـيز المرحلة.
3ـ وسيلة تحقيق المرحلة.
(6) المضيفة: ما هو هدف مرحلة النضوج؟
أبونا: (1) كان هدف الجزء الأول من مرحلة النضوج هو أن يحيا المسيح فيَّ وليس ذاتي فيما بعد.
(2) أما هدف مرحلة النضوج الجزء الثاني هو:
1ـ التمتع بامتياز الملء بالروح القدس كما يقول الكتاب في (اف5: 18) "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح"
2ـ وفيض الروح القدس من خلالي كقول السيد المسيح: (يو7: 38) "من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى"
(7) المضيفة: كلمتنا عن هدف مرحلة النضوج، وسوف تكلمنا عن تركيز مرحلة النضوج. نريد أن نعرف الفرق بين الهدف وبين التركيز؟
أبونا: (1) سأوضح الفرق بين الهدف والتركيز من خلال المثال التالي: المريض هدفه من الذهاب للطبيب هو الشفاء، أما تركيزه فهو المواظبة على تناول الدواء بانتظام.
(8) المضيفة: هل يمكن تطبيق ذلك على التمو الروحي؟
أبونا: على هذا الغرار: فهدف مرحلة النضوج الروحي هو: الملء بالروح القدس وفيضه في حياتي. وتركيزنا لتحقيق هذا الهدف هو المواظبة على الوجود الدائم فى محضر الله من خلال الصلاة الدائمة.
(9) المضيفة: ماذا تقصد بالصلاة الدائمة؟
أبونا: (1) معنى الصلاة الدائمة هي أن لا تعود علاقنا بالمسيح مجرد فترة صلاة في الصباح وفترة أخرى بالمساء، بل تصبح علاقة متصلة كقول الكتاب في (1تس5: 17) "صلوا بلا انقطاع" وهذا هو نفس ما قاله السيد المسيح في (لو18: 1) "ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل". وبهذا يحيا المؤمن في حضرة الله دائما، كما اختبر داود النبي في قوله: "جعلت الرب امامي في كل حين. لانه عن يميني فلا اتزعزع. (مز16: 8).
(2) ولعل من أجمل تعبيرات الكتاب المقدس عن الحياة فى حضرة الرب هو تعبير [السير مع الله] إذ قال: "وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الرب أخذه" (تك5: 24)
(3) أليست هذه هى غاية دعوة السيد المسيح لتلاميذه أن "يكونوا معه" التى تتضح من قول الكتاب: "وأقام أثنى عشر ليكونوا معه" (مر3: 14)
(4) وقد فسر السائح الروسى معنى هذه الآية بقوله: [أن نكون معه يعنى أن نشعر دائماً بحضوره وأن نذكر إسمه بصورة مستديمة]
(5) ولعل هذا هو عين ما حدث مع موسى النبى كليم الله الذى قضى 40 يوماً فى حضرة الله فى الجبل، فنزل وجلد وجهه يلمع، لقد انطبع بريق نور الله عليه، فصار يلمع ويشع ويعكس هذا البريق. (خر34: 29)
(6) أذكر قصة بهذا الخصوص: ذهب أحد السواح إلى محل التحف ليُحضر معه هدية لأهله. ووجد أن أروع هدية هى تمثال فسفورى للرب يسوع المسيح. وأخبره التاجر أن أروع ما فى هذا التمـثال هو أنه يضئ وقت الظلام. فاشتراه ووضعه فى حقيبته، وعندما رجع إلى بلاده فتح الحقيبة فى الظلام، لكنه فوجئ بأن التمثال لا يضئ. فتذكر قول البائع أنه لابد وأن يعرض التمثال وقتاً كافيا فى النور أولا ليتشبع بالضوء، وفى وقت الظلام يشع منه الضوء المختزن فيه. وفعلا أضاء التمثال. هكذا المؤمن لا يمكن أن يضئ إلا إذا تمتع ببركة الوجود فى محضر الله بالصلاة الدائمة، فيتمتع ببركة إشعاع الروح القدس الذى يضئ فيه وسط ظلمة العالم.
(10) المضيفة: كلمتنا عن هدف وتركيز مرحلة النضوج الروحي، بقي أن تكلمنا عن وسائل تحقيق هدف مرحلة النضوج.
أبونا: الوسائل كثيرة لتحقيق هدف مرحلة النضوج وهو الامتلاء بالروح القدس حتى الفيض منها:
(1) تفريغ القلب من كل ما يتعلق به من أمور ذاتية أو دنيوية أو رغبات شخصية أو شهوات قلبية، بأن تطلب من الرب أن يفطمك عن هذه الأمور الزائلة لكي تقتني اللؤلؤة الكثيرة الثمن أي حلول المسيح في قلبك بالروح القدس الذي يملأ كيانك.
(2) الثقة بأن الله يحب أن يملأ حياتك بروحه القدوس، بل مستعد أن يفعل ذلك بكل سرور، فلا تستصعب ذلك وكأنه مستحيل. بل ثق أنه ممكن وتستطيع أن تحصل عليه بكل يقين.
(3) الطلب: اطلب من الرب أن يتمم وعده معك، وهذا هو الوعد الإلهي إذ قال في: (لو11: 13) "فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه"
(4) تصديق أن الله استجاب لطلبتك حسب وعده: (مت7: 7) "اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم"
(5) الوعى الدائم بأن الله في قلبك: "اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو 3 : 16)
(6) اجعل الرب أمامك دائما كما كان داود النبي: "جعلت الرب امامي في كل حين. لانه عن يميني فلا اتزعزع". (مز16: 8)
(7) ادخل دائما إلى حضرته: "اعبدوا الرب بفرح ادخلوا الى حضرته بترنم" (مز100: 2)
(8) إتاحة المجال للروح القدس أن يفيض من داخلك إلى الآخرين: "من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي، قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه" (يو7: 38 و39)
(11) المضيفة: هل تريد أن تقول شيئا في نهاية هذه الحلقة؟
أبونا:
(1) هذه مقدمة عن المرحلة، وسوف نواصل توضيح كل ما يختص بحياة النضوج في الحلقات التالية.
(2) ولكن ما قيمة هذه الموضوعات إن لم تتحول فى حياتك إلى واقع تحياه، وسلوكٍ يعمله روح الله القدوس في داخلك!
(3) لهذا أرجو أن تكون جادا في المتابعة والفهم والتطبيق بتدقيق.
(4) ولنتدرب على حياة الوجود الدائم في حضرة الرب بممارسة الصلاة الدائمة كما سنتعلمها. والرب معكم. آمين.
(12) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (مز16: 8) "جعلت الرب امامي في كل حين. لانه عن يميني فلا اتزعزع. (مز16: 8).
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (عب 9).
(13) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(14) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
