11ـ حلقة معرفة الحق
"ثمر الروح التعفف" / " هل شيد إبراهيم الكعبة ـ2؟"
الجمعة 26/8/2011م
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في قناة الفادي، وفي الحلقة الحادية عشرة من برنامج معرفة الحق. ومعنا القمص زكريا بطرس. مرحبا بك.
أبونا: وبك أيضا وبجميع المشاهدين الأحباء.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في البداية؟
أبونا: (1) (صلاة: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. "
* اللهم اني اخجل واخزى من ان ارفع يا الهي وجهي نحوك/
* لأن ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا
* واثامنا تعاظمت الى السماء (عز9: 6)
* (الخجل/ تعاظم ذنوبنا/ رحمتك ومحبتك)
الفقرة الأولى
الرسالة الروحية
(ثمر الروح القدس التعفف)
(3) المضيف: ماذا سوف تقدم لنا في حلقة اليوم؟
أبونا: (1) موضوعنا الروحي اليوم فهو استكمال لموضوع ثمر الروح القدس (غل5: 22و23) "أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف"، وسأتكلم في هذه الحلقة عن: التعفف، في النقاط التالية: 1ـ مفهوم التعفف 2ـ كيف نضبط أنفسنا 3ـ أهمية ضبط النفس 4ـ مجالات ضبط النفس 5ـ معطلات ضبط النفس 6ـ علاج عدم ضبط النفس. (2) وفي الفترة الثانية، سيكون لنا موضوع حواري عن معرفة الحق بخصوص هل شيد إبراهيم وإسماعيل الكعبة؟ ونأسف لعدم بثه الأسبوع الماضي لعطل فني في المحطة.
(4) المضيف: هل يمكن أن توضح لنا مفهوم التعفف؟
أولا: مفهوم التعفف
أبونا: (1) التعفف هو: 1ـ ضبط النفس ((Self-Control 2ـ وإخضاع العواطف لسلطان العقل 3ـ وإخضاع العقل لسلطان الروح القدس.
(2) وبتعبير آخر التعفف يعني:
1ـ ضبط الرغبات والشهوات غير المقدسة.
2ـ ضبط ميولنا من جهة الخلاعة العالمية.
3ـ ضبط تصرفاتنا حتى لا نكون مثل أهل العالم.
(5) المضيف: كيف نستطيع أن نضبط أنفسنا؟
ثانيا: كيف نضبط أنفسنا:
أبونا: (1) نادت فرقة من فلاسفة اليونانيين أيام بولس الرسول بالاعتماد على قوة الإرادة لضبط النفوس (2) وفي زمن أوغسطينوس نادت بدعة البيلاجية بنفس النظرية. ولكن هيهات للإنسان أن يضبط ذاته بدون معونة النعمة. (3) والإسلام يعتمد على التخويف من العقاب كالرجم وقطع الأيادي لردع الإنسان، ولكنه لا يقدم طريقا للعلاج (4) أما الإنجيل المقدس فيخبرنا أن الطبيعة الإنسانية فاسدة، ولا يقدر الإنسان أن يثمر ثمراً صالحاً إلا إذا خلَّصه المسيح، وقدَّسه الروح القدس وامتلكه، فيجعل منه إنساناً مثمراً، كما قال المسيح: "ليس أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتأتوا بثمر ويدوم ثمركم" (يوحنا 16:15). ويستطيع كل مؤمن أن يكون عفيفاً بفضل استجابته لفعّالية عمل الروح القدس فيه، فيسيطر على نفسه بقوة الروح القدس الذي يحكمه. ويظهر فيه ثمر الروح (غل5: 22و23) "أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف"
(6) المضيف: ما أهمية التعفف بالنسبة للمؤمن؟
ثالثا: أهمية التعفف:
أبونا: (1) الانضباط هو ثمر الروح القدس فينا. فيجب أن يظهر في سلوكنا وتصرفاتنا. (2) كما أنه صفة من صفات المسيح فيسوع عاش حياة التعفف وضبط النفس. جلس واكل مع الخطاة لكنه لم يشترك في خطاياهم. (3) التعفف وضبط النفس: هو برهان اننا قد متنا مع المسيح وصلبنا شهوات الجسد (غل5: 24) وأننا قد صلبنا الجسد مع الاهواء والشهوات. (4) كما أمر الرسول بولس بضرورة انتصار المؤمن على شهوته، وهذا هو العفاف (1كورنثوس 9:7). وتحدث عن أنه يريد أن يخطب للمسيح عذراء عفيفة، هي جماعة المؤمنين، التي لم تتلوَّث إلى أن يأتي يوم اتحادها بالمسيح عريسها ومخلّصها (2كورنثوس 2:11). (5) ضبط النفس هو التطعيم الروحي فينا ضد روح الانفلات في العالم. الروح القدس لا يقيدنا بل يعطينا القوة لكي لا نشترك في خطايا وشهوات العالم.
(7) المضيف: يقول بولس الرسول: "الستم تعلمون ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون، ولكن واحدا ياخذ الجعالة. هكذا اركضوا لكي تنالوا (1كو9: 24) هل لهذه الآية علاقة بالانضباط؟
أبونا: (1) الواقع أنه قد جاءت كلمة "تعفف" في الإنجيل عن الرياضي الذي يضبط نفسه في كل شيء لينال الجائزة، فقيل: "من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء" (1كورنثوس 25:9). (2) وتوضح لنا كلمة الله أن كل مؤمن يشبه عدّاءً يجري في سباق، عليه أن يحذر من أشياء كثيرة لا ينتبه لها الشخص العادي، فيتحذَّر من: 1ـ نوع الطعام الذي يتناوله 2ـ ومن كميته حتى لا يزيد وزنه، 3ـ ويعتني بأوقات راحته ليكون في كامل قوته، 4ـ ويواظب على التدريب المتواصل الشاق ليكون في كامل لياقته. 5ـ إنه يضبط نفسه في كل شيء. (3) وكل مسيحي يجري في سباق روحي دائم، يسعى نحو الهدف، منتظراً نوال الجائزة السماوية. فيجب أن يضبط نفسه، وأن يحمل ثمر الروح: التعفف (1كورنثوس 24:9-27). (4) وقال الرسول بطرس للمؤمنين (2بطرس 5:1-8): "وأنتم باذلون كل اجتهادٍ، قدّموا في إيمانكم فضيلةً، وفي الفضيلة معرفةً، وفي المعرفة تعففاً، وفي التعفف صبراً، وفي الصبر تقوى، وفي التقوى مودَّةً أخوية، وفي المودّة الأخوية محبة، لأن هذه إذا كانت فيكم وكثُرت تصيِّركم لا متكاسلين، ولا غير مثمرين، لمعرفة ربنا يسوع المسيح".
(8) المضيف: ما هي المجالات التي يشملها ضبط النفس في حياة الإنسان؟
رابعا: مجالات التعفف، ضبط النفس:
أبونا: هناك مجالات كثيرة منها: 1ـ ضبط اللسان 2ـ ضبط النظر 3ـ ضبط الفكر 4ـ ضبط البطن 5ـ ضبط الرغبات 6ـ ضبط شهوة الجسد 7ـ الانضباط في العلاقات 8ـ الانضباط في المعاملات 9ـ الانضباط في كل شيئ.
(1) ضبط اللسان: 1ـ الإنسان العفيف في الكلام هو الذي لا ينطق إلا بما هو للبنيان، حسب الحاجة، كي يعطي نعمةً للسامعين (أفسس 29:4). 2ـ ويقول الرسول يعقوب في (يع3: 8) اللسان هو شر لا يضبط مملوء سما مميتا ويشبهه بثلاثة أشياء: باللجام الصغير الذي نضعه في فم حصانٍ كبير فيسهل علينا توجيهه إلى حيث نريد (يع3: 3)، وبالدفَّة الصغيرة التي تعدِّل اتجاه سفينة كبيرة (يع3: 4)، وبالنار القليلة التي تحرق وقوداً كثيراً (يع3: 6). ويقول عنه في (يع3: 9) به نبارك الله الاب و به نلعن الناس الذين قد تكونوا على شبه الله". ولهذا قال: "ليكن كل إنسانٍ مسرعاً في الاستماع، مبطئاً في التكلُّم، مبطئاً في الغضب" (يعقوب 19:1). 3ـ وسليمان الحكيم يقول (أم10: 19) "اما الضابط شفتيه فعاقل". ويقول أيضا: "الموت والحياة في يد اللسان" (أمثال 21:18). ويقول: "من يحفظ فمه ولسانه يحفظ من الضيقات نفسه" (أمثال 23:21).
(9) المضيف: ما تعليقك على ضبط اللسان؟
أبونا: (1) أقول هل نحن متحفظين في كلامنا أم أن لساننا منفلت؟ (2) كم نخسر بسبب غلطة اللسان؟ (3) أذكر ما قاله أحد الحكماء: إن الله أعطانا أذنين ولساناً واحداً، لنسمع ضعف ما نتكلم. (4) وقال آخر إن الله وضع الأذنين خارج الجسم، ووضع اللسان خلف بوَّابتين، هما بوَّابة الفكين وبوابة الشفتين، ليفكر الإنسان قبل أن يتكلم. (5) لذلك قال المرنم: "قلتُ أتحفَّظ لسبيلي من الخطأ بلساني.. أحفظ لفمي كمامةً فيما الشرير مقابلي" (مزمور 1:39). (6) وطلب المرنم من الرب قائلا: "لتكُن أقوال فمي وفكر قلبي مرضيَّةً أمامك يا ب، صخرتي ووليّي" (مزمور 14:19). (7) ليتنا نتشبه به وتطون هذه طلبتنا.
(10) المضيف: وما هو المجال الثاني للإنضباط؟
أبونا: (2) ضبط العين والنظرات:
(1) قال السيد المسيح في (مت5: 28) "إن كل من ينظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" (2) وقال أيوب في (أي31: 1) "عهدا قطعت لعيني فكيف أتطلع في عذراء" (3) وتكلم المسيح عن بساطة العين وعدم شهوانيتها قائلا في (مت6: 22) "سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا"
(11) المضيف: تكلمنا عن ضبط اللسان والعين فما هو المجال الثالث للإنضباط؟
أبونا: (3) ضبط الأفكار:
(1) يقول بولس الرسول في رسالة (في4: 8) "كل ما هو حق كل ما جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن ان كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا".
(2) وقال السيد المسيح في (مت12: 34) "من فضلة القلب يتكلم اللسان" والقلب يدل على الفكر والعاطفة والارادة. (3) ويقول سليمان الحكيم في (أم4: 23) "فوق كل تحفظ احفظ قلبك" أي فكرك.
(12) المضيف: قلت في تلخيصك لمجالات الإنضباط: ضبط البطن، فماذا تقصد بذلك؟
أبونا: (4) ضبط شهوة البطن: (1) عندما يسيطر الروح القدس على حياة المؤمن يجعله عفيفا في تناول الطعام، (2) فبعض الناس يأكلون أكثر من كفايتهم. (3) ثم ينفقون المال والجهد بعد ذلك، ليُنقِصوا أوزانهم. (4) أما الذي يسيطر الروح القدس عليه فإنه يأكل ليعيش، ويعتني بجسده لأنه هيكلٌ مقدس للرب مستعد لكل عمل صالح، (5) ولكنه لا يعيش لمجرد أن يأكل ويُشبع احتياجات جسده. (6) وقال سليمان الحكيم في (أمثال 2:23 و16:25) "ضع سكيناً لحنجرتك إن كنتَ شرِهاً.. أَوَجَدْتَ عسلاً؟ فكُل كفايتك، لئلا تتَّخم فتتقيَّأه". (7) وقال أيوب الصديق في (أي 20: 20) "لأنه لم يعرف في بطنه قناعة لا ينجو بمشتهاه".
(13) المضيف: نأتي إلى المجال الخامس وهو ضبط الرغبات، فماذا تريد أن تقدم عنه؟
أبونا: (5) ضبط الرغبات: مثل: 1ـ رغبة العظمة. التي هي الكبرياء والمجد الفاني والمظاهر العالمية. 2ـ السعي وراء المراكز كما قال المسيح في (مت20: 20ـ28) نحب ان يدعونا الناس سيدي ويا معلم والخ: التي رفضها الرَّب. 3ـ محبة المال: وأريد أن أنبه هنا إلى الفرق بين المال وبين محبة المال. الرسول يحذر من محبة المال، وليس العمل الشريف للحصول على المال: فيقول في (تي6: 10ـ12) "لأن محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلُّوا عن الايمان وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة، واما انت يا إنسان اللَّه فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة، جاهد الجهاد الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين"
(14) المضيف: نأتي للمجال السادس في الانضباط وهو ضبط شهوة الجسد، فما هي شهوة الجسد؟
أبونا: (6) ضبط شهوة الجسد: 1ـ لقد تكلم عنها بولس الرسول في (غل5: 19و20) قائلا: "شهوات الجسد التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة، عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر. فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت اللَّه" 2ـ وقال أيضا في (2تي2: 22) "اما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والايمان والمحبة والسلام من الذين : يدعون الرَّب من قلب نقي" .3ـ لذلك ينبغي ان نبتعد عن كل انواع الخلاعة الموجودة في العالم من افلام نجسة ومجلات دنسة وكتب غير لائقة وموسيقى مثيرة وصور فاضحة والأمور غير المقدسة على الانترنت. 4ـ والواقع أن الخطأ ليس في الانترنت أو التلفزيون 5ـ المشكلة هي في ضبط انفسنا، وعدم التنجس في الخلاعة الموجودة في العالم. 6ـ وكل من يسيطر الروح القدس عليه يتعفف في الأمور الجنسية، عملاً بالوصية الرسولية: (عبرانيين 4:13) "ليكن الزواج مكرَّماً عند كل واحد، والمضجع غير نجس. أما العاهرون والزناة فسيدينهم الله". وهذا ممكن مهما كانت الظروف قاسية، فقد كان يوسف بن يعقوب عبداً في بيت فوطيفار رئيس الشرطة المصرية، وراودته زوجة فوطيفار عن نفسه، فقال لها: (تكوين 8:39 و9) "هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت، وكل ماله قد دفعه إلى يدي. ليس هو في هذا البيت أعظم مني، ولم يمسك عني شيئاً غيرك، لأنك امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟".
(15) المضيف: ذكرت أيضا المجال السابع وهو الانضباط في العلاقات فماذا تقصد بذلك؟
أبونا: (7) الانضباط في العلاقات: 1ـ يقول معلمنا بولس الرسول في (2كو6: 14 ـ 17) "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لانه اية خلطة للبر و الاثم و اية شركة للنور مع الظلمة. وأي اتفاق للمسيح مع بليعال وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن. وأية موافقة لهيكل الله مع الاوثان فانكم انتم هيكل الله الحي كما قال الله اني ساسكن فيهم و اسير بينهم و اكون لهم الها و هم يكونون لي شعبا. لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فاقبلكم". 2ـ كم من مؤمن ومؤمنة سقطوا وخسروا حياتهم الروحية لأنهم لم يضبطوا انفسهم ولم يتزوجوا بحسب فكر الرَّب.
(16) المضيف: وماذا عن الانضباط في المعاملات؟
أبونا: (8) الانضباط في المعاملات: 1ـ قال سليمان الحكيم في (أمثال 32:16): "البطيء الغضب خير من الجبّار، ومالك روحه خيرٌ ممن يأخذ مدينة". 2ـ وقال أيضاً في (أمثال 28:25): "مدينة منهدمة بلا سور، الرجل الذي ليس له سلطان على روحه". فالذي لا سلطان له على روحه يشبه مدينة منهدمة، وبلا سور، معرَّضة للهجوم في أية لحظة، ولا بد ستسقط بغير مقاومة، لأنها بغير حماية.
(17) المضيف: نأتي إلى قول بولس الرسول: وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شئ:
أبونا: (9) الانضباط في كل شئ. جاء في (1كو9: 25ـ27) وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شئ. . حتى قوله: اقمع جسدي واستعبده حتى بعد ما كرزت للأخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا". فالمؤمن الحقيقي. يعيش حياة ضبط النفس في كل شيء، وشعاره: (1كو6: 12) "كل الاشياء تحل لي لكن ليس كل الاشياء توافق، كل الاشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء" وأيضا: (1كو10: 23) كل الاشياء تحل لي ولكن ليس كل الاشياء تبني"
ونعطي بعض الأمثلة: 1ـ الدخان ليس خطية لكنه عادة لا تليق بالمؤمن، لذا علينا ان لا ندخن. 2ـ المشاركة في الزواج جيد لكن حضور حفلات الرقص والخمر لايليق بالمؤمنين. 3ـ المؤمن لا يأكل شيئاً ولا يعمل شيئا يعثر الاخرين "ان كان طعام يعثر اخي فلن اكل لحما الى الابد لئلا اعثر اخي (1كو8: 13)
(18) المضيف: ما هي معطلات الانضباط؟
خامسا: معطلات التعفف:
أبونا: (1) الذات والكبرياء. (2) الطبيعة القديمة (3) التهاون وعدم الحرص (4) الحماقة: أنا طبعي كده.
(19) المضيف: (أحبائي المشاهدين: قبل أن نأتي للنقطة الأخيرة في هذا العرض أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد إجابة أبينا مباشرة، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم). بقي يا أبانا أن تكلمنا عن: ما هو علاج عدم الانضباط؟
سادسا: علاج عدم التعفف:
أبونا: (1) عدم الفشل اذا سقطنا، فالأمر يحتاج إلى مثابرة في تدريب أنفسنا على الانضباط، لأنه ثمر والثمر يحتاج إلى نمو مستمر في المسيح وسلوك دائم في الروح. (2) تذكر أنك لست من هذا العالم وإن كنت تعيش فيه لكن لا تدع العالم يعيش فيك، كن كالسفينة التي تعيش في الماء ولكن لا تسمح للماء أن يتسرب إليها. فالعالم اعتبر الاباحية حرية، يسمح بالشذوذ الجنسي واحتفالات الشاذين جنسيا في البلاد والطلاق. هذا هو العالم الذي قال عنه الكتاب في (1يو5: 19) "نعلم اننا نحن من الله و العالم كله قد وضع في الشرير" (3) علينا ان نمارس جميع وسائط النعمة باستمرار وخاصة الشركة مع المؤمنين الاقوياء لكي نتدرب معهم على ضبط النفس. (4) تذكر الوجود في حضرة الله دائما، وكن مثل داود الذي قال: (مز16: 8) جعلت الرب امامي في كل حين. لانه عن يميني فلا اتزعزع". (5) راع الضمير الصالح الذي قال عنه بولس الرسول في (1تي1: 19): "ولك ايمان وضمير صالح الذي اذ رفضه قوم انكسرت بهم السفينة من جهة الايمان ايضا" (6) واظب على التأمل في كلمة اللَّه فهي تعلمنا القداسة والاستقامة وضبط النفس، وتعلمنا التمييز بين الخير والشر، "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة افكار القلب ونياته" (عب4: 12) (7) اطلب دائما معونة الروح القدس فهو الذي يعطينا الغلبة على الخطية والامور السلبية وروح العالم ويُجدِّد قوتنا. هو يضبط النفس لأن ضبط النفس هو ثمر الروح القدس. اذن علينا ان نمتلئ باستمرار من الروح القدس.
(20) المضيف: شكرا للرب على هذا الموضوع الهام لحياتنا الروحية. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
مداخلات
** أخذ بعض المداخلات
(21) المضيف: هل يمكن أن نخرج فاصل. أحبائي المشاهدين ابقوا معنا مع هذه الترنيمات المنعشة للنفس حتى نعود ثانية.
فاصــل
الفترة الثانية
الموضوع الحواري
هل شيد إبراهيم وإسماعيل الكعبة؟
(22) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء ثانية في برنامج معرفة الحق بقناة الفادي الفضائية. (أوجه حديثي إلى أبينا): هل يمكن أن تذكرنا بالحلقات السابقة عن معرفة الحق؟
أبونا: (1) أواصل اليوم المناقشة المنهجية للقضية الجوهرية: "هل القرآن موحى به من الله"؟ (2) وقد تناولت ما ذكره القرآن عن "أسطورة ذهاب إبراهيم إلى مكة" في حلقتين، وبدأت في الحلقة الماضية مناقشة أسطورة أخرى وهي: هل شيد إبراهيم وإسماعيل الكعبة؟ كما يقول القرآن وكما تذكر المصادر الإسلامية؟ هذه كلها أسئلة تمثل محك مصداقية القرآن. (3) وقلت في الحلقة الماضية أن موضوعنا سيدور حول الأبحاث التالية: 1ـ القرآن ومقام إبراهيم. 2ـ تعدد الكعبات في الجزيرة العربية. 3ـ كعبة مكة ومن شيدها. (4) وقد تكلمت عن البحث الأول: القرآن ومقام إبراهيم، (5) وأيضا البحث الثاني: تعدد الكعبات في الجزيرة العربية، وذكرت أسماء 25 كعبة وهذه بعضها: (إنسيرت صور الكعبات ما عدا كعبة مكة)، وذكرت أن هذه الكعبات كلها بما فيها كعبة مكة كانت بيوتا للأصنام، وهذه صور بعضها: (إنسيرت صور الأصنام)
(6) واليوم نواصل الحديث عن البحث الثالث: كعبة مكة ومن شيدها. (إنسيرت صورة كعبة مكة) وسيشمل حديثنا العناصر التالية:
1ـ الروايات الإسلامية عن بناء الكعبة.
2ـ نفي بناء إبراهيم لكعبة مكة.
3ـ حقيقة بناء كعبة مكة.
4ـ كعبة مكة كانت كنيسة.
5ـ إستيلاء محمد على كعبة مكة.
6ـ الخلاصة.
(23) المضيف: ماذا قالت الروايات الإسلامية عن بناء كعبة مكة؟
أولا: الروايات الإسلامية عن بناء كعبة مكة:
(إنسيرت صور للكعبات)
أبونا: في حديثنا عن هذا الموضوع سوف نناقش:
1ـ أصل كعبة مكة.
2ـ بناء كعبة مكة على مر التاريخ.
(24) المضيف: ما هو أصل كعبة مكة؟
أبونا: (1) كعبة مكة أصلها من اليمن: 1ـ جاء في كتاب (تاريخ المستبصر ج 1 ص 32، المؤلف: جمال الدين المعروف بابن المجاور أبو الفتح الشيباني) قال النبي: "الكعبة يمانية والركن الأيمن يماني والأيمان يماني" 2ـ وجاء في (الجواهر الحسان في تفسير القرآن تفسير الثعالبي ج 4 ص 78، نشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت) "قال النبي عليه الصلاة والسلام: "أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوباً وأرق أفئدة. الإيمان يماني والحكمة يمانية) 3ـ وأيضا في (الجواب الصحيح لابن تيمية ج 6 ص 108، نشر: مطبعة المدني مصر، تحقيق: علي سيد صبح المدني) "وفي الصحيحين أنه قال أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة. الإيمان يماني والفقه يماني والحكمة يمانية"
(25) المضيف: ما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: 1ـ من هذا نرى أن النبي نفسه يعترف أن الكعبة يمنية، فأين الكعبة التي بناها إبراهيم؟ 2ـ ويعترف محمد أن الإيمان والفقه والحكمة يمانية، فأين إذن إيمان إبراهيم؟
(26) المضيف: حدثنا عن بناء كعبة مكة على مر التاريخ.
أبونا: جاء (بموقع إسلام ويب دوت نت) فتوى بخصوص: من بنى الكعبة:
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/showfatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=17346
رقـم الفتوى : 17346
عنوان الفتوى : بناة الكعبة على مر التاريخ
تاريخ الفتوى : الأربعاء 27 ربيع الأول 1423 / 8-6-2002م
السؤال: من بنى الكعبة؟
الفتوى: (1) قد بنيت الكعبة عدة مرات، بعضها اتفق على ثبوته، وبعضها اختلف فيه، [أ] فالمتفق عليه هو:
1ـ بناء إبراهيم عليه السلام.
2ـ بناء قريش.
3ـ بناء ابن الزبير.
4ـ بناء الحجاج بن يوسف بإذن من عبد الملك بن مروان.
[ب] والمختلف فيه هو :
1ـ بناء آدم عليه السلام.
2ـ بناء الملائكة لها قبل آدم.
3ـ بناء شئث ابن آدم.
4ـ بناء العمالقة لها بعد إبراهيم.
5ـ بناء جرهم بعد العمالقة.
6ـ بناء قصي بن كلاب بعد جرهم.
7ـ بناء عبد المطلب بعد قصي.
(2) [وتضيف الفتوى]: واختلف في أول من بناها فقيل: [أ] وضعها الله لآدم دون أن يبنيها أحد، [ب] وقيل: بنتها الملائكة قبل آدم [ج] ثم بناها هو أي آدم، [د] وقيل: شئث بن آدم [هـ] وقيل إبراهيم عليه السلام.
(3) [وتقرر الفتوى] أن أقرب هذه الأقوال إلى الصواب قولان:
1ـ الأول: أن إبراهيم عليه السلام وهو اختيار ابن كثير .. كما جاء في (آل عمران:97) "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ" (4) [وأضافت الفتوى]: "ولم يثبت نقل صحيح عن المعصوم [محمد] أن البيت كان مبنياً قبل ذلك".
(5) [وتستطرد الفتوى]: القول الثاني: أنه آدم عليه السلام هو أول من بنى الكعبة، واستَدَل أصحاب هذا القول بما رواه البيهقي في الدلائل عن عمر مرفوعاً، وفيه قصة بناء آدم للكعبة"
(27) المضيف: هل هناك ما يؤيد هذه الفتوى؟
أبونا: (1) يؤيد هذه الفتوى ما جا في موقع: (توحاج دوت كوم) عن تاريخ بناة الكعبة بالترتيب:
http://www.tohajj.com/Display.Asp?Url=ms00005.htm
وهو مطابق لما جاء في تلك الفتوى. (2) [فقد جاء بالموقع]: "اعلم أن الكعبة بنيت في الدهر خمس مرات. 1ـ إحداهن: بناء الملائكة، وآدم وشيث .. 2ـ الثانية: بناء إبراهيم .. 3ـ الثالثة: بناء قريـش.. 4ـ الرابعة: بناء عبـد الله بن الزبير .. 5ـ الخامسة: المبنى الموجود الآن" (3) [وأضاف الموقع]: "قيل أن الكعبة بنيت مرتين أخـريين غير الخمس، 1ـ إحداهما بناء العمالقة بعد إبراهيم، 2ـ والثانية بناء جرهم بعد العمالقة.
(28) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: 1ـ هذه أحاديث مليئة بالاختلافات 2ـ فلو كان هناك حقيقة ثابتة لما اختلفوا فيها 3ـ فكيف يبني الباحث عن الحق إيمانه على غير يقينية العلم. 4ـ إن هذه الروايات المختلفة هي دليل أكيد على التلفيق وعدم الصدق.
(29) المضيف: كان هذا بخصوص العنصر الأول: كعبة مكة وأصلها اليمني باعتراف نبي الإسلام محمد. ونأتي للعنصر الثاني هل هناك دليل ينفي بناء إبراهيم للكعبة؟
ثانيا: نفي بناء إبراهيم لكعبة مكة:
أبونا: جاء في كتاب (فى الشعر الجاهلى"لطه حسين, ص 26ـ 28, فصل الشعر الجاهلي واللغة، مطبعة دار الكتب المصرية 1926) قال الدكتور طه حسين: (1) "إن إثبات هذه القصة التي تُحدِّثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها .. نحن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة في اثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية، والقرآن والتوراة من جهة أخرى (2) [وأضاف]: وأقدَم عصرٍ يمكن أن تكون قد نشأت فيه هذه الفكرة إنما هو هذا العصر الذي أخذ اليهود يستوطنون فيه شمال البلاد العربية ويبنون فيه المستعمرات. (3) [وقال]: "نحن نعلم أن حروبا عنيفة شبت بين هؤلاء اليهود المستعمِرين وبين العرب الذين كانوا يقيمون في هذه البلاد، وانتهت بشيء من المسالمة والملاينة ونوع من المحالفة والمهادنة. (4) [ثم اسطرد قائلا]: "فليس يبعد أن يكون هذا الصلح الذي استقر بين المغيرين وأصحاب البلاد منشأ هذه القصة التي تجعل العرب واليهود أبناء أعمام .. (5) [ثم أضاف]: ولكن الشيء الذي لا شك فيه هو أن ظهور الإسلام وما كان من الخصومة العنيفة بينه وبين وثنية العرب من غير أهل الكتاب، قد اقتضى أن تثبت الصلة الوثيقة بين الدين الجديد وبين الديانتين القديمتين: ديانة النصارى واليهود . . (6) [وانتقل بالحديث عن قريش قائلا]: قريش كانت في هذا العصر ناهضة نهضة مادية تجارية، ونهضة دينية وثنية. وهي بحكم هاتين النهضتين كانت تحاول أن توجد في البلاد العربية وحدة سياسية وثنية مستقلة تقاوم تدخل الروم والفرس والحبشة ودياناتهم في البلاد العربية ... (7) [وأضاف]: فمن المعقول جدا أن تبحث هذه المدينة الجديدة لنفسها عن أصل تاريخي قديم يتصل بالأصول التاريخية الماجدة التي تتحدث عنها الأساطير. (8) [وقرر قائلا]: "إذن فليس ما يمنع قريشا من أن تقبل هذه الأسطورة التي تفيد أن الكعبة من تأسيس اسماعيل وابراهيم ... (9) [ووصل إلى هذه النتيجة الصادمة]: "فإن أمر هذه القصة إذن واضح. فهي حديثة العهد ظهرت قبيل الإسلام واستغلها الإسلام لسبب ديني، وقبلتها مكة لسبب ديني وسياسي أيضا"
(30) المضيف: وما هو تعليقك على كلام الدكتور طه حسين؟
أبونا: 1ـ هذه شهادة دكتور طه حسين عميد الأدب العربي المعروف بدقة أبحاثه المنهجية العلمية المنطقية. 2ـ وهو يقرر بهذا الأسلوب العلمي اليقيني أن حكاية بناء إبراهيم للكعبة ما هي إلا أسطورة حديثة تعود إلى ما قبل الإسلام بقليل 3ـ فعليك عزيزي الباحث عن الحق، أن تعود فتدرس هذه الحقائق لتعرف طريقك السليم إلى هدفك الأسمى وهو الوصول إلى الله بحق.
(31) المضيف: نأتي إلى العنصر الثالث من حديثك وهو: حقيقة بناء كعبة مكة: من هو الذي بنى كعبة مكة بحسب المراجع الإسلامية؟
ثالثا: حقيقة بناء كعبة مكة: من الذي بنى كعبة مكة؟
أبونا: (1) لقد ذكرت في حلقاتنا السابقة أن إبراهيم عاش في القرن 21 ق.م. إذ جاء في (دائرة المعارف البريطانية ج1 ص 11و12)
(Encyclopedia Britannica, V.1 P.11, 12. William Benton Publisher, 1943 – 1973. Chicago/London/Toronto)
أنه "بعد الحرب العالمية الأولى تقدمت الاكتشافات الأثرية خطوة واسعة في اكتشافات آلاف الآثار القديمة والوثائق التي أكدت صحة ما ورد في الكتاب المقدس عن إبراهيم ... الذي ترك مدينة أور في القرن 21 ق.م."
(2) وهذا ما أكده أيضا (موقع الويكيبيديا):
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85
الذي حدد الفترة التي عاش فيها "إبراهيم ما بين سنة 2200- وسنة2000 قبل الميلاد" (أي في القرن 21 ق.م. كما قالت دائرة المعارف البريطانية. (3) ورأينا أن مكة لم يأت ذكرها في كل الوثائق التاريخية والمخطوطات الأثرية والخرائط الجغرافية منذ العهد اليوناني والروماني والأشوري والبابلي والفارسي والمصري حتى القرن 4 الميلادي. (4) فبديهي جدا أن الكعبة بالتالي لم تكن موجودة هي الأخرى، (5) وأيضا لم يأت ذكرها في كل السجلات والمخطوطات التي مسحت هذه المنطقة كما سبق أن بينا. (6) أرجو الرجوع إلى الحلقات الماضية (7) وأيضا إلى مرجع: (Strabo, The Geography, V 16) (8) وأيضا: (تاريخ الكنيسة القبطية لمنسى يوحنا ص 33، الناشر مكتبة المحبة رقم الإيداع بدار الكتب 3036/83)
(32) المضيف: إذن من هو الذي بنى الكعبة كما تقول المراجع الإسلامية؟
أبونا: والواقع أن الذي بنى الكعبة هم قبيلة جرهم التي هاجرت من اليمن وبنوا الكعبة: 1ـ جاء في (تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف ج 1 ص 51، المؤلف: أبو البقاء محمد ابن الضياء نشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان 2004م، الطبعة الثانية، تحقيق: علاء إبراهيم ، أيمن نصر) ثم إن جرهماً وقطوراً خرجوا سيارة من اليمن وأجدبت عليهم فساروا بذراريهم وأنفسهم وأموالهم، وقالوا: نطلب مكاناً فيه مرعى تسمن فيه ماشيتنا، إن أعجبنا أقمنا فيه وإلا رجعنا إلى بلادنا، فلما قدموا مكة وجدوا فيها ماء معيناً وعضاة ملتفة من سلم وسمر" 2ـ وجاء أيضا في (تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف ج 1 ص 52، المؤلف: أبو البقاء محمد ابن الضياء نشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان 2004م، الطبعة الثانية، تحقيق: علاء إبراهيم ، أيمن نصر) كان الذي بنى البيت لجرهم هو أبو الجدرة عمرو 'الجادر'
(33) المضيف: هذه براهين حاسمة، قلت أن كعبة مكة كانت كنيسة، هل تشرح لنا ذلك؟
رابعا: كعبة مكة كانت كنيسة:
أبونا: (1) كانت الكعبة كنيسة مسيحية قبل الاسلام يقول د. جواد علي فى كتابه المعروف (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ج 5 ص 428) يقول فيه ... ان الحوادث التاريخية تدل على تحول الكعبة الى كنيسة مسيحية قبل الاسلام.
(2) يؤيد ذلك اجماع الاخباريين، ان أهل مكة لما جددوا بناء الكعبة، خمس سنوات قبل مبعث محمد، رسموا على جدرانها صورالملائكه والانبياء مع صور السيد المسيح وامه. وهذه ليست عادة عربية، ولا يهودية، انما هي عادة مسيحية. (3) وعند فتح مكة امر محمد بإزالة جميع الصور، ما عدا صورة المسيح وامه. فقد جاء في 1ـ (أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار ج 1 ص 169، المؤلف: أبو الوليد الأزرقي نشر: دار الأندلس للنشر بيروت 1996م، تحقيق: رشدي الصالح ملحس) 2ـ وأيضا (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ج 1 ص 74، المؤلف: شمس بن عثمان الذهبي نشر: دار الكتاب العربي لبنان بيروت 1987م، الطبعة الأولى، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى) 3ـ وكذلك (كتاب المغازي ج 2 ص 265، المؤلف: أبو عبد الله بن واقد الواقدي نشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان 2004 م، الطبعة: الأولى، تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا) "عندما دخل محمد الكعبة يوم الفتح وجد فيها صور الملائكة وغيرها .. ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها وقال: امحوا ما فيها من الصور إلا صورة مريم"
(34) المضيف: نأتي إلى إستيلاء محمد على الكعبة، فماذا تريد أن تقول لنا؟
خامسا: إستيلاء محمد على كعبة مكة:
أبونا: (1) ولد محمد بمكة سنة 570م ونشأ بها.
1) وادعى النبوة في مكة أيضا سنة 610م عندما كان عمره 40 سنة.
2) وهاجر من مكة إلى المدينة المنورة سنة 623م، بعد 13 سنة من ادعاء النبوة.
3) وكون نواة مملكته هناك في يثرب أي المدينة المنورة.
4) وكانت آماله معلقة على الاستيلاء على مكة، ليخضع قبيلة قريش لسلطانه، وليضم الكعبة لشعائره.
5) فروَّج أن الكعبة تعود لمقام إبراهيم، ونسَّب نفسه لإبراهيم، واعترف بكل مناسك الحج على أن إبراهيم مارسها.
(35) المضيف: وكيف استولى محمد على مكة والكعبة؟
أبونا: (1) في عام 6 هـ و628م عقد صلحا مع أهل مكة القرشيين هو صلح الحديبية على أن يذهب للعمرة بدون سلاح هو ورجاله العام التالي للصلح.
(2) وفي عام 8 هـ و630م دخل محمد مكة غازيا في 10 آلف من جنوده فاحتلها، وهذا ما يعرف بعام الفتح.
(3) وعمل على قصر الحج على كعبة مكة فقط فأنهي عن رحلتي الحج، والاكتفاء بالكعبة: 1ـ جاء في (سورة قريش 1ـ3) "لإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" 2ـ وجاء في (تفسير مقاتل بن سليمان ج 3 ص 525، نشر: دار الكتب العلمية لبنان بيروت 2003م، الطبعة الأولى، تحقيق: أحمد فريد) يقصد رحلتي التجارة شتاء وصيفا إلى الشام واليمن: "فكانت قريش تمتار [تشتري] لأهلها الطعام من الشام في الشتاء، ومن اليمن في الصيف، وذلك أنهم كانوا في الشتاء ينطلقون إلى الشام يمتاروا الطعام لأهلهم، فإذا جاء الصيف انطلقوا إلى اليمن، فكانت لهم رحلتان في الشتاء والصيف" 3ـ ورأي آخر: جاء في (تفسير الماوردي ج 6 ص 347، نشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان، تحقيق: ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم) "اختلف في رحلتي الشتاء والصيف على قولين: أحدهما: أن كلتا الرحلتين إلى فلسطين, لكن رحلة الشتاء في البحر طلباً للدفء, ورحلة الصيف على بصرى وأذرعات طلباً للهواء, قاله عكرمة". الثاني: أن رحلة الشتاء إلى اليمن لأنها بلاد حامية, ورحلة الصيف إلى الشام لأنها بلاد باردة"
4ـ وجاء في (تفسير الطبري ج 30 ص 308، نشر: دار الفكر بيروت 1405هـ) "عن بن عباس إيلافهم رحلة الشتاء والصيف قال كانوا يشتُّون بمكة ويصيفون بالطائف" 5ـ وهناك رأي يقول: استمر القرشيون يذهبون إلى رحلتين للحج، واحدة في الطائف، وكعبة أخرى في شمال الجزيرة العربية في بيترا. واستمر ذلك حتى منعه محمد بهذه الآية.
(36) المضيف: (أحبائي المشاهدين: قبل أن نأتي للنقطة الأخيرة في هذا العرض أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد إجابة أبينا مباشرة، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم). [أبانا] هل يمكن أن تلخص لنا ما ناقشته معنا في هذه الحلقة عن إبراهيم والكعبة؟
سادسا: الخلاصة:
أبونا: (1) رأينا كتب التراث العربية، تحكي أساطير كثيرة ومختلفة عن بناء كعبة مكة. ولم تستقر هذه الروايات على حقيقة ثابتة. ومن هذه الروايات أن إبراهيم هو الذي شيد كعبة مكة. (2) ولكننا رأينا أن إبراهيم عاش في القرن 21 ق.م. أما مكة وكعبتها فلم توجد قبل القرن 4 الميلادي، أي أن بينهما حوالي 25 قرنا. (3) ورأينا نفي المفكرين أمثال د. طه حسين، لهذه الأساطير، وبيَّنوا السبب الرئيسي وراء رغبة محمد في نسب الكعبة إلى إبراهيم لإعطاء الإسلام الشرعية الدينية. (4) والواقع أن قبيلة جرهم اليمنية هي التي بنت كعبة مكة على غرار كعبات اليمن في القرن الخامس الميلادي أي بعد عصر إبراهيم بما يزيد عن 25 قرنا من الزمان. (5) إذن فأسطورة بناء إبراهيم لكعبة مكة، ليست حقيقة، وإنما هي من نسج الخيال. (6) وبناء عليه فإن القرآن ليس من وحي الله لأن الله لا يمكن أن يخطئ في أحداث التاريخ، (7) وإنما القرآن هو من تأليف محمد الذي وضع أمنياته في القرآن، 1ـ كما جاء في (شرح صحيح البخاري ج 3 ص 57"، المؤلف: أبو الحسن بن بطال نشر مكتبة الرشد السعودية الرياض 2003م، الطبعة الثانية، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم) "كان لما ألقى الشيطان على لسان الرسول من ذكر آلهتهم في (سورة النجم 20 ،21): "أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" فقال: "تلك الغرانيق العُلى، وإن شفاعتهم لترتجى"، فسجدوا لما سمعوا من تعظيم آلهتهم، 2ـ فلما علم الرسول ما ألقى الشيطان على لسانه من ذلك، أشفق وحزن له، فأنزل الله عليه تأنيسًا له وتسلية عما عرض له: في (سورة الحج 52) "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته"
(8) عزيز المشاهد الباحث عن الحق، ألا تحتاج تلك الحقائق الموثقة من أن تعيد تفكيرك فيها لترى الابطل فترفضه، وأن تكتشف الحق فتتبعه.
(9) إني أصلي إلى الله الحق المحب أن يكشف للعيون فتعرفه وتتمتع بخلاصه. آمين.
(10) إن موضوع حلقتنا القادمة هو عن: هل ذهبت هاجر واسماعيل إلى مكة؟ فإلى اللقاء.
(37) المضيف: شكرا لتعب محبتك، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: بكل سرور.
المداخلات
الختام
(38) المضيف: هل يمكن أن تختم لنا الحلقة بالصلاة؟
أبونا: آمين: (صلاة)
(39) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في برامج قادمة.
أبونا: شكرا لك أيضا. وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.